إصدار «رحلات الموت (الحراڤة) « للكاتبة فريدة خلوي

شخصيات حقيقية لجيل لبس رداء الأنانية ...

أمينة جابالله

جاء في 96 صفحة كتاب «رحلات الموت» للكاتبة خلوي فريدة، الصادر عن دار بغدادي للطباعة والنشر والتوزيع، حاولت صاحبته أن تعالج ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي نخرت المجتمع، وذهب ضحيتها شباب بعمر الزهور في قوارب مجهولة الوجهة. وعرج الكتاب على صنف آخر من الشباب سخروا أنفسهم لرعاية أسرهم والمساهمة في بناء وطنهم.
أبطال الكتاب أشخاص حقيقيين، منهم المولعة ببهرجة الغربة وأجواءها الخلابة والمصير لتدفع الثمن غاليا بعد إصرارها على الفرار من المشاكل العائلية معتقدة بأن قرار الهجرة السرية سيضمن لها المستقبل فحملت أرواحها على أكتافها في مراكب الموت.
يستعرض الكتاب على غرار الفئة التي رأت في مركب الموت ..قرار واختيار،فئة فضلت العيش في كنف الوطن الأم بكل حب أين رأت سعادتها بين أهلها ووسط تراب يعرفهم ويعرفونه.
تناولت الكاتبة أوجه الاختلاف بين جيلين ..جيل توشح الإيثار وجيل لبس رداء الأنانية.. في تجربتين وبعينات حقيقية واقعية استلهمت نبضات حروف الكتاب . شباب من المدن الداخلية والقرى ضحوا بزهرة عمرهم لتعيش أسرهم في عيش كريم، وشباب آخرين من نفس تراب البلد وقعت عليهم سهام التضحية ولعبت بهم رياح المغامرة بعيدا عن الراحة والطمأنينة التي لا ولم يصلوا إليها فلا الظرف أيَّدهم ولا المقابل سدد الدين..وفي الكتاب أبيات شعرية لقصيدتين الأولى عن شاب في السجون الأوروبية والأخرى عن آهات الأمهات….
استهلت فريدة خلوي كتابها المندرج تحت فن الأدب الاجتماعي، بعبارات موجهة للشباب المصاب بهوس «الحرڤة» وفي ذات الصدد ذكرت «لأن الحرڤة كلمة مؤثرة ومؤلمة وقرار جنوني أوجع الكون بأكمله لاسيما الأهل الذين تحرقون أكبادهم وهل حقا يستحقون هذا؟»،تهرعون لكسب أموال زائفة على حساب دموع الأمهات وانهيار الآباء، والله حرام وقسوة منكم،رجاءا منكم خذوا أهلكم في اعتباركم وعلى الأولياء وضع أهداف لأبنائهم من الصغر لكي يدركونها في الكبر»، أضافت «أنتم غصن من أغصان الشجر إذا كسر الغصن فلن يثمر».
تنهي الكاتبة فريدة خلوي تسجيل مشاهد المأساة التي جاءت كلكمة الموت على صدر واقع المغامرين لتختم سطور الكتاب بباقة من الحكم النابعة من الدين والتراث والعادات والتقاليد وبقصيدة مؤثرة تعج بأنين الأمهات اللواتي بتن يتحسرن على مصير فلذات أكبادهن،.وجاءت أبيات القصيدة كالتالي:
آه أيها القارب ما بك
بم أغريت شبابنا
لم أخذت أعز ما لدينا
كم أخذت من أرواح وخدعتها
أوصلتهم إلى المنتصف ورميتهم
كم من روح عزيزة دفنت
كم من أمل راح معك
كم من فاجعة سمعت
تدرك أن طريقك أسود
تدرك أن غايتك لن تدرك وأن دربك لن يوصل
شباب رائعون رحلوا
جننت عقول أوليائهم
قتلت من معك
وقتلت من أحبهم رحلاتك رحلات موت
طريقك طريق أسود
ولم رضيت أيها القارب
لم أطفأت شمعة حياتي
لم أظلمت الدنيا في عيني
آه منك ياقارب الموت

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024