اقرأ لكل مبدع وغزالة مالك حداد ونجمة كاتب ياسين وأسماء أخرى ثروة لا تفنى تتويجي بجائزة «رحلة حواء» ثمرة مؤلف جريح
أعطت المرأة الجزائرية الكثير وأبدعت بكلمات أدبية فنية، حيث نافست الرجل في الكتابة وأوجدت لها مكانة وموقعا.
نجاح الأدب النسوي يظهر من خلال مشاركة المرأة في العديد من التظاهرات المحلية والعربية والدولية وما تلقته من جوائز افتخرت بها الكاتبة والشاعرة والأديبة.
وللحديث عن الأدب النسوي أجرت «الشعب» هذا الحوار مع الكاتبة لطيفة حرباوي...
- الشعب: بداية نتحدث عن تتويجك بالجائزة الأولى في ملتقى رحلة حواء في عوالم الإبداع ببرج بوعريريج مؤخرا، هل توقعت الفوز وما شعورك؟
* لطيفة حرباوي: كنت أتوقع التتويج ليس لأنني الأحسن، لكن لأنني كتبت جرحَ كائنٍ مبدع وجد نفسه وحيدا غريبا في أوج العوز... هذا التتويج اخترق تجاويفي وعلقني من نبضي لأمارس كل طقوس الفرح، فكل تتويج هو عرس أشيد فيه ذاتي أكثر وأكتشف بأنني على أهبة نجاح أكبر.
- وماذا عن العنوان «إلى الحائط الوردي إلى الحائط المنسي في دار المسنين»، هل من تفصيل حول هذا النص الأدبي؟
* هذا النص كتبته وأنا محاطة بأكثر من مشهد ألم. مبدعٌ كسهيل الخالدي، يجد نفسه بدون سقف، بدون رفيق أو شريك، حائط وردي يحتفظ ببهاء الحرف ونضجه، معرض للسقوط والقنوط، وعي منسي في دار المسنين بعد سنوات من البذل والإبداع. سهيل الخالدي هذا الكاتب الفذ الذي قال عنه الراحل عبد الحميد مهري، ربما هناك من يسمع عن سهيل لكنه لا يعرف الكثير عن فكره.
- لمحنا أفكارا متنوعة في كتاباتك، لمسنا «المرأة العنيدة»... «المرأة ما بين الحنان والصرامة» و»في حين أخر التحدي»، ما الذي تريدين قوله في كلمات متفرقة أو نقاط موجزة؟
* أشعر أنني مملكة متفرقة الأسماء. زمرة من اللطائف خارقة المشاعر، عنيدة عندما أتقمص شموخ أمة باءت بالملل.. حنونة على شركاء الجرح والبوح. أتحدى الحفر والقبور المفتوحة في وجوهنا حين يتعرضنا... الزوال، كاتبة على قيد الكتابة والنبض.
- ما العلاقة بينك وبين القارئ وأين تجدين نفسك أكثر للتواصل؟
*أشعر أن علاقتي بالقارئ علاقة وفاء؛ علاقة انتظار دائم للشروق والبزوغ، يتحمل عجزي، حزني من أجل غد أوفر ضوءاً، أتواصل مع قرائي عن طريق كل الوسائل الممكنة، عالم الفايس بوك حررني من الغياب وأزاح حدود اللاّممكن، أشعر أنني موجودة أكثر أتنفس عميقا وأعيش حالة من التحليق عاليا.
- هل تعبّر كتاباتك عن حياتك، أم أنها تترجم المشهد العام من الواقع المعيش؟ وما الذي يحكم قلمك للكتابة؟
* أنا أفضفض كثيفَ حزني، كل ما أكتبه هو خلاصة ما أتنفسه من معاناة من رجاء من أمل خامل في الكرامة والنجاة من العجز والمعاناة، فلا شيء يحكم قلمي إلا ألمي، أنا مهددة بالكتابة في أي لحظة، الدافع دائما للخروج بنص جميل هو الصدق ثم الصدق ثم الصدق.
- الأدب النسوي في الجزائر، إلى أيّ مدى استطاع أن يبرز الهموم والقضايا الرئيسية في مجتمعاتنا العربية بشكل عام وفي المجتمع الجزائري بشكل خاص؟
* ربما هناك من لا يروق له تصنيف الأدب، أقصد الأدب النسوي. فالأدب النسوي له شراع سحري مخبوء بكيمياء غريبة مجندة للبوح للجمال، المرأة كتلة من العواطف حرفها محطة نعيم تنسى أنك تريد الوصول وأن القطار لم يأت، نعم المرأة تتحمل أزار أمتها تشعر بقصر قامة تاريخها اليوم هي شريكة حقيقية في المصير كتبت ومازالت تكتب بحرقة واحتضار.
- ما القيم والأفكار والمبادئ التي تسطرينها وتطغى في جل كتاباتك؟
* أنا لا أسطر للكتابة، هي تهندسني تحطني على خطوط متقاطعة لأخذ حرفي بعين التعبير، أحيانا تفر اللحظات الملهمة من بين أناملي، ألهث خلفها، أشعر أنني دائما أبحث عن حقي في اللجوء، أنا مقيدة بزلزال ما، بهزة تستفرغني.
- لمن تقرئين؟ ومن هم الكتاب الذين تعتبرينهم قدوة ومنارة ورصيدا في تعزيز الساحة الأدبية الجزائرية؟
* أحب القراءة أتمنى أن أقرأ لكل مبدع، لأنني بحاجة إلى شحن وإلى تعلم ومدد، وأحب ما كتبه مالك حداد، أفتش عن غزالته المسك بين تجاويف مخيلتي... نجمة كاتب ياسين مولود معمري وأسماء أخرى تستحق الغوص في تركتها، هي ثروة متاحة ليست بحاجة إلى موثق ورجل قانون بل إلى قلب وعقل وإنسان يقدس الكلمة الجميلة.
- حدثينا عن تجربتك برابطة الأدباء العرب واختيارك ممثلة لها في الجزائر؟
* أعتبر من مؤسسي رابطة الأدباء العرب وتمثيلي للجزائر كان مناسبة لمحاسبة الذات وتقييمها وإعادة النظر في الكثير مما يرقع اليوم باسم الإبداع.
- لحظة تغوصين في بحر الكلمات، ما الذي تطمحين وتتأملين تحقيقه؟
* وأنا في كامل الحفر في الكلمة في صميم المختفي بداخلي، أشعر بأنني بحاجة إلى وقت أكثر لأقول المزيد عن عذاباتي وأحلامي العربية الجيفة.
- ما جديدك الأدبي؟
*جديدي الأدبي مجموعتي الشعرية شمس على مقاسي... ومضات بدون ستار بدون مستحضرات بوح. وأخيرا أشكركم على هذه الالتفاتة والاهتمام.