المصوّر والمخرج كريم بوشطاطة:

«فرسان البارود» مساهمتي في التّعريف بجمال التّراث الجزائري

حوار: حبيبة غريب

 المواهب الشابة تحتاج إلى من يدعّم إنجازاتها ويشجّعها

 مشروعان حول الخيمة ورقصة العلاوي قيد الانجاز

يجمع بين التمثيل المسرحي، التصوير الفوتوغرافي، الاهتمام بالتراث وإخراج الأفلام الوثائقية، إنّه الفنان الطموح كريم بوشطاطة الذي سبق وأن تألّق عالميا سنة 2016 بصورة الثلوج تغطي كثبان الرمال، وها هو يعيد الكرة هذه السنة بوصول فيلمه القصير «فرسان البارود» ضمن العشرة أفلام المتنافسة على الجائزة الأولى للمهرجان العربي لفيلم التراث بجمهورية بالقاهرة.
تألق جديد في مسار فنان عصامي يقوموا بعضا من تفاصيله خلال هذا الحوار.
-  الشعب: من مصوّر فوتوغرافي حائز على جوائز وطنية وعالمية، تألّق بصورة الصّحراء تغطيها الثلوج، انتقلت إلى عالم صناعة الأفلام القصيرة. كيف جاءت فكرة هذا التحول؟
 المصوّر والمخرج كريم بوشطاطة: أنا شاب عصامي فجّر طاقته من قلب مدينة داخلية أي من مناطق الظل التي وإن لم تتوفر فيها إمكانيات الدعم للفنان والمثقف تبقى مناظرها الخلابة وكنوز تراثها المادي واللامادي المحفز الكبير للإبداع وإطلاق العنان للموهبة الثقافية. رغم نجاحي العالمي بصورة الثلج الفريدة من نوعها، إلا أنّني لم أحصل على   فرصتي الكبرى، وهذا ما دفع بي لمواصلة التحدي وخوض تجربة الفيلم الوثائقي، ورغم قلة الامكانيات وجدت نفسي بالقاهرة ممثلا للجزائر بـ «فرسان البارود»، الذي وصل ضمن العشرة الاوائل المتنافسين على جائزة المهرجان العربي لفيلم التراث بجمهورية مصر العربية.
-  ماذا يتناول فيلم «فرسان البارود»؟
 فيلم «فرسان البارود» بسيط بإمكانياته، قوي بفكرته. البارود والفروسية هما بالنسبة للجزائري رمز العروبة و الأصالة والحرية والكرامة، وأيضا لتأسيس الدولة الجزائرية من قبل الفارس المجاهد الامير عبد القادر. يتناول الفيلم فرسانا من منطقة الجنوب الغربي يعشقون الفروسية والبارود، ويلقّنونها للأجيال الصاعدة رغم انعدام الامكانيات وبساطة مدخولهم اليومي. لخص الفيلم في 9 دقائق عدة محاور ومناظر واقعية، بسيطة وقوية في آن واحد.
لقد أثرت في أثناء التصوير المناظر الجميلة وبراعة الفرسان وجمال الفانتازيا لحد كبير دفع بي إلى تعلم ركوب الخيل.
- لماذا الاهتمام بالتّراث اللاّمادي؟
 الجزائر قارة بتنوعها الثقافي والطبيعي لم أجد صعوبة في اختيار الموضوع بل كانت الصعوبة تكمن في تعدد المواضيع لثراء الساحة. فأثناء التصوير حصلت على موضوعين آخرين هما قيد الانجاز، «خيمة وشواء’’ و»رقصة العلاوي».
- من شارك في تجسيد هذه الفكرة الجميلة؟ ومن شجّعك؟
 الحمد لله تلقّيت تجاوبا كبيرا وتشجيعا من الفرسان المشكورين وأيضا من عائلتي الصغيرة حتى أن عملية المونتاج عرفت تجاوب وابتهاج ابني جواد وابنتي ريتاج عند رؤية الخيل وسماع أغنية «واد الشولي»، الأمر الذي خلق جوا ولا أروع.
أنا كغيري من الشباب الهاوي الغيور على الجزائر، أحاول بإمكانياتي البسيطة رسم صورة إيجابية عن وطني من خلال عدسة كاميرا التصوير الفوتوغرافي أو من خلال الافلام الوثائقية والترويج  لما تزخر به عن طريق منصات التواصل الاجتماعي، والحمد لله عندي جمهوري الخاص من داخل وخارج الجزائر.
- «فرسان البارود» مشارك حاليا في مسابقة دولية، حدّثنا عن هذه الخطوة وعن المسابقة وحظوظك في الفوز؟
 أنا سعيد جدا لما حقّقه فيلم «فرسان البارود» شارك ضمن 50 فيلما من 8 دول عربية في المهرجان العربي لفيلم التراث بالقاهرة واختير ضمن أحسن 20 فيلما، قبل أن يدخل ضمن العشرة المتنافسين على الميدالية الذهبية، الفضية والبرونزية. سيتم الإعلان عن النتائج بتاريخ 20 / 12 / 2020، كما لا أنسى توجيه التحية للقائمين على هذا  المهرجان العربي، الذي كان متنفسا للكثير من الشباب الهاوي مثلي  ليعبّروا عن أنفسهم ويكتسبوا خبرة أكبر.
-  أنت من هوّاة المغامرة واكتشاف جمال الجزائر العميقة، هل من مشاريع لأفلام وثائقية قادمة؟ ما هي العراقيل التي تصادفها كمصوّر فوتوغرافي وكمنتج؟
 هناك آفاق ومشاريع رغم قلة الإمكانيات واستحالة التصوير في بعض الأماكن وكذا استعمال بعض المعدات...هي مشاكل أعاني منها أنا وغيري من هواة التصوير والتجوال، أتمنى من المشرع إعادة النظر في البعض من القوانين وتقديم التسهيلات للفنانين.
نحن في 2020 ومازالت الإشكالية المطروحة: أين هو الفن الأصلي والتصوير الفوتوغرافي المحترف والأفلام الوثائقية المنجزة وفقا للمعايير الصحيحة؟ وكيف يمكن الفصل بين الاحترافية وأهلها وبين أبطال التيك توك...؟ إذا هو صراع أفكار...
- هل يلقى الفنان الشاب الدعم والاهتمام من قبل القائمين على قطاع الثقافة؟
 من هذا المنبر نتمنى التفاتة أكبر من السلطات القائمة على قطاعي الشباب والثقافة والفنون لمواكبة الفنانين والمبدعين الشباب، وأخذ  تطلعاتهم بعين الاعتبار ومساعدتهم لتخطي بيروقراطية وعراقيل الإدارة. الشاب الجزائري مادة خام أثبت جدارته في الداخل والخارج، وشرّف الجزائر في الكثير والكثير من المحافل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024