غيّب الموت عنّا رئيس جمعية الجاحظية الدكتور محمد تين أول أمس بالعاصمة، عن عمر تجاوز السبعين سنة. انتشر خبر وفاة تين بوسائل التواصل الاجتماعي، ونعت أسماء كثيرة هذا النبأ المفاجئ. وبفقدانه تكون جمعية الجاحظية رزأت في ثاني رئيس لها بعد وفاة مؤسّسها الأول الروائي الطاهر وطار في أوت من سنة 2010.
تولى الفقيد محمد تين رئاسة الجمعية الثقافية الجاحظية بعد وفاة الروائي الطاهر وطار سنة 2010 في مؤتمر عقد بالعاصمة، وواصل المسيرة الثقافية على نهج مؤسسها الاول رغم الظروف السياسية والاجتماعية التي عاشتها الجزائر في الفترات السابقة، وتداول الكثير من الأسماء الوزارية على وزارة الثقافة والفنون، فعانت الجمعية التهميش بسبب خطها الثقافي وأقصيت من دعم وزارة الثقافة والفنون لسنوات، كغيرها من الجمعيات الثقافية الاخرى منها من اطفأت شموعها، ومنها من لا تزال تقاوم مثل اتحاد الكتاب الجزائريين.
هذا الإقصاء عجّل ببروز شروخ في هياكلها القاعدية ما أفقدها الكثير من أعضائها، وقلّت نشاطاتها بسبب الانشقاقات التي حدثت في فترة تولي الفقيد محمد تين رئاستها، لكنه صمد في وجه كل محاولات الإطاحة به، آخرها منذ سنة تقريبا عندما عمد مجموعة من الشباب الأدباء إلى عقد مؤتمر استثناني في مدينة تقرت، لكنه أفشل محاولتهم حيث اتهمهم بانتحال شخصية الغير ودخلت القضية أروقة المحاكم.
واصل محمد تين عهده بإقامة النشاطات الثقافية على نفس نهج مؤسسها الطاهر وطار، لكن بأقل فعالية وحضورا مما كانت عليه في سابق العهد، حيث رفعت بعض مكاتبها الولائية شعار الوفاء للروائي الطاهر وطار، بطبعها ونشر أعمال منتسبيها مثل مكتب عنابة، بعدما قلّ نشاطها المركزي بسبب نفور الأعضاء وامتناع الوصاية على دعهما ماديا في تغطية تكاليف بقية النشاطات الثقافية، ورغم ذلك لم تمنعه الظروف من مواصلة نضاله الثقافي حتى تكون الجاحظية منبرا للثقافة والمثقفين، وبوفاته تكون جمعية الجاحظية قد فقدت ثاني رئيس لها بعد عشرة سنوات من النضال في انتظار من يخلفه على رئاستها.
للإشارة، الفقيد محمد تين أول مؤسس ورئيس لنقابة الاساتذة الجامعيين «الكناس»، وهو أستاذ بمعهد العلوم السياسية والإعلام، بالإضافة إلى أنه تقلد عضوية المجلس الوطني الانتقالي 1994-1997.
