«صعب تأويل الهديل» لعبد الحميد إيزة

تفجير للسائد.. والتصنيف

الخير شوار

بعد تجربة قصصية، تميّزت بلغة شعرية شفّافة، يخرج إلينا الكاتب عبد الحميد إيزة، بإصدار جديد، أهم ما يميّزه، التكثيف الذي بلغ مداه بالوصول إلى الشذرة التي تحيل إلى «الجوهر الفرد» بتعبير الفلاسفة القدماء، وهو الجزء الذي لا ينبغي تجزئته.
الإصدار عبارة عن نصوص ما هي بالنثر وما هي بالشعر، لكنها تتجاوزهما معا، بحثا عن مفهوم جديد للكتابة، تفجّر السائد، والتصنيف معا.
وتكسير النمطي في هذه النصوص يبدأ من العنوان الرئيس، الذي يحيل إلى لغة الطير، المقابل الرمزي للموسيقى، وهي خلاصة الفنون عند تكثيفها، فقد قيل إن الفنون كلها «تطمح لأن تكون موسيقى».
ويبدأ التحدي من العنوان، فإن كانت التأويلات والتفسيرات هي خلاصة أية قراءة، فمن الصعب «تأويل هديل»، كما يقول الكاتب، وهو الصوت الذي تمتزج فيه الأفراح والأشجان، كما قال أبو العلاء المعري: «أبكت تلكم الحمامة أم غنّت على فرْعِ غُصنها الميّاد؟».
وتكسيرا لقاعدة الأبواب السبعة، الرقم السحري المعروف في التراث، فإن «مدينة الهديل» هذه يمكن أن ندخلها من عشرة أبواب كاملة، لكنها أبواب تبدو مقلوبة، إلى درجة يحار فيها المقبل إن كانت هي كذلك، أم أن مفهومه المسبق هو المقلوب، والأبواب المقترحة هي «ما لا يغرب، ما لا يدرك، ما لا يشارك، ما لا يحاصر، ما لا يطاق، ما لا يقال، ما لا يدفع، ما لا يذكر، ما لا ينكر، ما لا يسكت عنه».
والكتاب، صدر مؤخرا عن منشورات «الوطن اليوم»، في طبعة جميلة من 207 صفحة، وقدّمه الخطاط والشاعر الباحث في التصوّف محمد خطّاب حيث جاء في التقديم: «كتابة إيزة تنتج الصمت، أو هي كُتبت لإنتاج الصمت «متى ينطفئ الكلام ويشتغل الصمت؟ لذلك نكفّ عن الكلام لنستمع للصمت الذي يحيط بالعبارة».


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024