الباحث بوفلاقة يواصل إنجازاته في الكتابة عن مآثر المفكرين

إصدار جديد عن عبد الحميد مهري

ق. ث

صدرت عن مؤسسة دار الجنان العلمية الأردنية بعمّان في الأردن، دراسة جديدة للمؤلف الدكتور محمد سيف الإسلام بوفلاقة، أستاذ بكلية الآداب بجامعة عنابة، حمل عنوان «عبد الحميد مهري... سيرة وعطاء»، يكشف فيها عن جوانب خفية من سيرة المجاهد، السياسي والمفكر القومي عبد الحميد مهري، رئيس المؤتمر القومي العربي ببيروت سابقاً.
الإصدار التاريخي يعد أول كتاب يؤلف عن المجاهد والسياسي الجزائري عبد الحميد مهري. ويظهر محمد سيف الإسلام بوفلاقة في تحليله المنهجي والعلمي الدقيق لمقالات مهري المجهولة التي نشرها في مجلة «المنار» الجزائرية.
كما تتبع سيف الإسلام بوفلاقة محطات حياته في مختلف مراحلها وتحولاتها من حقبة إلى أخرى. وأوضح خصائص كل فترة من الفترات في ظل التغيرات والتقلبات الكثيرة التي شهدتها الجزائر من مرحلة إلى أخرى.
وقدم الباحث بوفلاقة شهادات وافية عن كل مرحلة من المراحل. وأشار من خلال كتابه، إلى أن الفترة التي عاش فيها مهري في دمشق، كانت مرحلة مهمة جداً، ولعب فيها دوراً مؤثراً في التعريف بالثورة الجزائرية وخدمتها خدمة جليلة في بلاد الشام، من شتى الجوانب إعلامياً وفكرياً ومادياً، من خلال جمع التبرعات.
وقد خلص لدى دراسته مقالات عبد الحميد مهري في مجلة المنار إلى القول: «إن ما نلاحظه بالنسبة إلى الجوانب الأسلوبية واللغوية في كتاباته، هو أن أسلوبه يتميز باستقامة العبارة والوضوح والدقة. والمتأمل في كتاباته يُعجب بأسلوبه الطلي في الكتابة، ويشعر بلذة في يسره وانتقاله بالقارئ من فكرة إلى أخرى،ومن معنى إلى آخر، إضافة إلى تميز كتاباته بشحنات دلالية عميقة ومواقف إنسانية نبيلة. وقد وصف الدكتور علي بن محمد، وزير التربية الوطنية السابق مقالات مهري بأنها تتميز ببساطة لامتناهية، وفيها يسجل الكثير من المواقف لابد من صفحات وصفحات للتعبير عنها، فهو دائماً ينطلق من مقاربات سياسية وسرعان ما يربطها بالواقع، فهو براغماتي وواقعي وبارع في اختيار الكلمات، ومن هنا كان نجاحه في المؤتمر القومي العربي.
للإشارة، مقالات مهري المنشورة في مختلف الصحف والمجلات الوطنية والعربية هي كنوز متناثرة تستصرخ الباحثين والدارسين للنهوض بجمعها وضم شتاتها وطباعتها، وإنجاز أبحاث ودراسات عنها لاكتشاف مضامينها العميقة، وأفكارها النيرة التي تعود بالفائدة الجمة على شباب هذه الأمة، فالمناضل الكبير والمفكر مهري هو كتاب يختزن مسيرة شعب ونضال أمة.
وإن كان قد رحل عن الوجود بشخصه المادي، فإن رؤاه وأفكاره ومواقفه الخالدة ستظل نبراساً يضيئ دروب الأجيال، ولا ريب في أن خلوده يمنح الأمة بعض الصبر والعوض عن فقدانه، ويدفع الأجيال الصاعدة للتنقيب عن آثاره، والاقتداء بعلمه وفكره وأخلاقه، والسعي الحثيث إلى تحقيق ما لم يتحقق من آماله وأفكاره وطموحاته.
إن من يُتابع مسيرة الأستاذ عبد الحميد مهري الثرية بالمنجزات والأعمال والمواقف الخالدة، يتيقن أن الرجل لم يهدر وقته في التافه من الأشياء، فلقد كانت حياته كلها كفاح ونضال وعمل وإنتاج، وكل جزائري يحق له أن يفتخر بذلك المناضل الفذ والمجاهد العظيم والسياسي المحنك.
للتذكير، لقد كان رجل الإجماع الوطني عبد الحميد مهري -رحمه الله- كوكباً مضيئاً وسراجاً منيراً بحكمته وعلمه وجهوده الجبارة في سبيل خدمة وطنه، ولقد حفرت الجزائر اسمه في سجلات العظماء الخالدين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024