«أسبُوع النّبِي»..و»ندوة بن نبي»

وزارة الثقافة تكثّف نشاطها أواخر أكتوبر

أسامة ــ إ

أعلنت وزارة الثقافة والفنون تنظيم «أسبوع النبيّ»، تحت شعار «مشكاةُ الأنوار في سيرة سيّد الأخيار»، وذلك ببرنامج فكريّ وثقافيّ يمتد من 26 إلى 29 من أكتوبر الجاري، بقصر الثقافة «مفدي زكريا»، وعبر كامل مديريات الثقافة والفنون ودور الثقافة والمسارح عبر الوطن. وقبل ذلك بأيام، كانت الوزارة قد أعلنت «أيضا» تنظيم «ندوة مالك بن نبي»، وشعارها «في الإصغاء لشاهد على القرن»، وتنظم «هي الأخرى» من 26 إلى 31 أكتوبر عبر الوطن.

في بيان لها، أعلنت وزارة الثقافة والفنون أنها ستنظم «أسبوع النبيّ»، تحت شعار «مشكاةُ الأنوار في سيرة سيّد الأخيار»، وذلك ببرنامج فكريّ وثقافيّ يمتد من 26 إلى 29 من أكتوبر الجاري، بقصر الثقافة «مفدي زكريا» وعبر كامل مديريات الثقافة والفنون ودور الثقافة والمسارح عبر الوطن.
تأتي هذه التظاهرة «إحياءً لهذه الذكرى المجيدة، ومرافقة لأفراح واحتفالات الجزائريين بمولد خير الأنام صلى الله عليه وسلم». وذكّر البيان بماضي الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، «هذا اليوم المبارك الذي دأب الجزائريون على الاحتفاء به صغارا وكبارا حاملين شموع المحبة والسلم والسلام، حيث يترقّبون موعده وهم يتأهّبون للبهجة والفرح بهذا المولد الشريف، عبر أرجاء الوطن الفسيح، تأسيًّا منهم بكل المسلمين في العالم الّذين ألفوا الاحتفال بهذه الذكرى المجيدة الممتدّة في الذاكرة التاريخية العربية الإسلامية، انطلاقا من احتفال محتشم للفاطميين إلى احتفال مهيب كان يُعد له العدّة الملك المظفّر بشمال العراق».
واختلفت «أشكال ومظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في الجزائر من منطقة إلى أخرى، غير أنّهم يلتفّون حول وشيجة واحدة هي محبّة معلّم البشرية الذي تُحيى له ليالٍ في تلاوة الكلِم المبين، وفي مدح خلاله الشريفة والتغنّي بسيرته العطرة».
قبل ذلك، كانت الوزارة قد أعلنت أنها ستنظّم الندوة الوطنية الأولى «مالك بن نبي»، وشعارها «في الإصغاء لشاهد على القرن»، وذلك من 26 إلى 31 أكتوبر الجاري، بالمكتبة الوطنية، والمكتبات الرئيسية للمطالعة العمومية، ودور الثقافة.
وجاء بيان الوزارة المتعلّق بهذه الندوة، أن هذه الأخيرة تأتي «وفاءً للذّاكرة الثّقافيّة للجزائر وإحياءً لرموز التّفكير والثّقافة»، وستكون «باستضافة مُتدخّلين ومُحاضرين ودارسين لفكر ابن نبي، وذلك عبر التراب الوطنيّ كلّه».
وذكّر ذات البيان بما قدّمه «جيل مالك بن نبي الكثير باختيارهِ الخصوصيّة الثّقافيّة، ودفاعه عن الشّخصيّة الجزائريّة الأصيلة، ولحفظ الذّاكرة الثّقافيّة الوطنيّة»، ولذلك «فإنّه من المهمّ أن نصغي لاسمٍ من الأسماء التي صنعت الاختلاف، وقدّمت المُساءلات للوقائع، واستشرفت بأدواتها المستقبل، وتركت إرثا كبيرا ما زال وهجه يضيء العقول». هذا الاسم هو مالك بن نبيّ الذي هو «رجل عابر للّحظات»، ومن هذا المنطلق، جاءت تعليمة الوزيرة بأن «يكون التعبير عن مكانة الرّاحل ابن نبيّ بقراءة منتجه ومعادلته في المسائل الرّاهنة، خاصّة ما تعلّق بالثّقافة وقضاياها».
تساؤلات ملحّة
في المحصّلة، نجد أن وزارة الثقافة والفنون أعلنت عن تظاهرتين لا يختلف اثنان على أهميّتهما، الأولى إحياءٌ لمولد خير الأنام، مع تسليط الضوء على مظاهر الاحتفال التي تشكّل، في كثير منها، جزءً هامّا من تراثنا في شكليه المادي، واللا مادي..والثانية إحياءٌ لذكرى واحد من مفكّري الجزائر، وسبق لنا في مقالات سابقة أن استغربنا عدم احتواء برامج مختلف نسخ معرض الكتاب الدولي على إشارة لمالك بن نبي، رغم تزامن ذكرى وفاته بفعاليات المعرض، الذي احتفى بأسماء أخرى لا تحصى ولا تعدّ.
ولكن حينما نقرأ أن «أسبوع النبيّ» يمتدّ من 26 إلى 29 أكتوبر، و»ندوة بن نبي» من 26 إلى 31 أكتوبر، وأن كليهما ينظّمان «عبر التراب الوطني كلّه»، فإن بعض التساؤلات تطرح نفسها «بإلحاح»: لماذا يتمّ تنظيم تظاهرتين بهذا الحجم في نفس الوقت وتقريبا في نفس الأمكنة؟ وكيف يمكن تنظيمهما بالتوازي دون أن تؤثر إحداهما على الأخرى، أو تتداخل إحداهما مع الأخرى؟ هل كان هذا «التداخل» و»التزامن» مقصودا ولأسباب تنظيمية، خصوصا أن تاريخ المولد النبوي الشريف معروف منذ زمن، وأن ذكرى وفاة بن نبي ثابتة لا تتغير، أم أن الأمر جاء اعتباطا دون تخطيط؟ وماذا عن التدابير الاستثنائية التي فرضتها الأزمة الصحية؟ ولماذا لم يتمّ الإعلان عن برنامج التظاهرتين بشكل أكثر تفصيلا؟ أم أنه لا مركزي ويمكن للمؤسسات الثقافية المحلية التصرّف فيه؟ تساؤلات وأخرى نتمنى أن نجد بعض الإجابات عنها في القادم من بيانات الوزارة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024