أكّدت القاصة زكية علال أنّ تتويجها بجائزة عمار بلحسن في القصة القصيرة كان مفاجأة كبيرة جدا لم تكن تتوقعها، خاصة وأنّها جاءت من لجنة تحكيم متكونة من دكاترة وأساتذة في الجامعة وكتاب من خارج الوطن. وفي تصريح لـ «الشعب» عبّرت علال عن سعادتها بهذه المسابقة التي تعتبر تتويجا للأدب أكثر من الأدباء، حسب ما ذكرته خاصة والمشهد الثقافي يفتقر لمسابقة بهذا المستوى، والأجمل من هذا كله أن وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت هذا التتويج كخبر أدبي وثقافي صنع الحدث والتهاني وصلت من كل أنحاء الوطن ومن خارجه، بل هناك من روّج له في صفحته.
قالت صاحبة المجموعة القصصية «وأحرقت سفينة العودة» أنّها لم تشارك بأي عمل قصصي في المسابقة، إنما لجنة التحكيم هي من اختارت شخصية لها باع في كتابة القصة القصيرة، فوقع الاختيار عليها وتم منحها جائزة تقديرية جعلها تشعر أنها زرعت زرعا وهذا أوان جنيه.
وأضافت القاصة زكية علال أنها دائما تنتصر للسرد الجزائري، وتروّج له من خلال البرنامج الأدبي الذي تقدمه في إذاعة ميلة منذ أكثر من عقد من الزمن، كما روجت له في صفحتها على الفيسبوك، وهذا الانتصار لم يأت من فراغ بل من خلال قراءتها المتعددة للكثير من الكتاب من كل أنحاء الوطن.
في ذات السياق، تقول القاصة زكية لقد «صدق ما كنت أؤمن به، والدليل على ذلك أن النص الجزائري أصبح يفوز بالعديد من الجوائز في كثير من المسابقات، بل أكثر من ذلك أن بعض النقاد العرب يعترفون لي دائما أن السرد الجزائري فيه خاصية تميزه عن السرد في مختلف الدول العربية، وقد اتجهت له الأنظار مؤخرا وأصبح يحظى باحترام كبير».
للإشارة، المسابقة نظّمتها جمعية فسيلة الإبداع الثقافي ببرج بوعريريج، وقد اعتمدت اللجنة في منح الجائزة بعض المعايير من بينها أصالة التجربة القصصية وانفتاحها على التجريب، ثم الوفاء للكتابة القصصية والاستمرار فيها، الانتصار للسؤال الجمالي والإنساني، وقد استقرّ رأي الأعضاء على أن تؤول الجائزة التقديرية لجائزة عمار بلحسن للإبداع القصصي في دورتها الأولى 2020 للقاصة زكية علّال تزامنا وذكرى وفاته في 29 اوت.
للتذكير تعتبر القاصة زكية علال من بين أهم الاصوات القصصية في الجزائر، حيث بدأت الكتابة منتصف الثمانينيات من القرن العشرين، ونشرت العديد من القصص والمقالات عبر صفحات الجرائد من بينها «الشعب، أضواء، النصر، المجاهد الاسبوعي، كما نشرت في العديد من المجلات والمواقع العربية، حولت بعض أعمالها من كتاب» رسائل تتحدى النار والحصار إلى أعمال مسرحية في جمهورية مصر العربية، ونالت بها الممثلة المصرية سما إبراهيم جائزة أحسن نص.
كما فازت بعدة جوائز وتكريمات وطنية وعربية، وصدرت لها عدة اعمال قصصية من بينها «وأحرقت سفينة العودة»، «شرايين عارية» ثم رواية «عائد إلى قبري» 2017، ولا تزال تشق طريق الابداع، وهي تعمل منذ 2009 على تنظيم مسابقات وطنية ومحلية في القصة والشعر عبر برنامج أقلام على الطريق من إذاعة ميلة، كما عملت على تنظيم مسابقة في القراءة تحت شعار «ميلة تقرأ» لعامين متتاليين.