الدكتور ندير بولمعالي، مدير مخبر اللغة وفن التواصل بالمدية لـ (الشعب):

الاهتمام بالنص القرآني يساهم في إثراء البحوث اللغويـة والأدبية

حاروه من المدية: م.أمين عباس

أكد الدكتور النذير بولمعالي أن الدراسات القرآنية ساهمت في إثراء البحوث اللغوية والأدبية المختلفة في ظل توظيف مختلف المناهج الغربية الحديثة وتطبيقاتها المتباينة، الشيء الذي دفعهم الى الالتفات الى هذه النقطة المهمة من أجل المشاركة في تطوير الجوانب المعرفية في خدمة الدراسات اللغوية والأدبية المتعلقة بالقرآن الكريم، وهي مسألة تضمّنها ملتقى «مساهمة الدراسات القرآنية في إثراء بحث النقد الأدبي واللغوي» بجامعة المدية.
 رأى الدكتور أنه حان الأوان لتوجيه الطلبة إلى نقد الأفكار وعدم التسليم بها ابتداء بما يخدم المعرفة والوطن، من منطلق أنه استمرار لنضال نخبة مثقفة وعارفة وتصحيح لأفكار ومفاهيم قد يكون منطلقها النص القرآني، وهذا عن طريق المناقشة والغوص في معاني القرآن. وللغوص أكثر في هذه الاشكالية كان لـ «الشعب» حوار مع الدكتور النذير بولمعالي، مدير مخبر اللغة وفن التواصل. 

-  الشعب: كيف جاءت فكرة الملتقى الفريد من نوعه بهذه الولاية؟
النذير بولمعالي: بصراحة إن فكرة عقد هذا الملتقى كانت في بداية  الأمر مجرد دردشة هامشية، ثم تطورت إلى محاضرة موجهة لطلبتنا إلى أن أصبحت في شكل يوم دراسي، ثم ارتقت إلى ملتقى وطني لتتحول بعد ذلك إلى ملتقى دولي وحقيقة مؤكدة، مما جعلنا اليوم أيضا نكون في هذه الإستضافة لوضع اللمسة الأخيرة من أجل تنفيذها ..كما لا يفوتني أن أذّكر بأن انطلاقة هذا الحدث  عبر فكرته الأساسية  كان الهدف منها هو توجيه هؤلاء الطلبة  والطالبات  إلى  نقد الأفكار وعدم التلسيم بها ابتداء بما يخدم المعرفة التي بدورها تخدم  الوطن،  من منطلق أنه استمرار لنضال نخبة مثقفة وعارفة وتصحيح  لأفكار و مفاهيم قد يكون منطلقها النص القرآني، وهذا عن طريق المناقشة والغوص في معاني القرآن .
إلى جانب ذلك، حاولنا جاهدين في هذين اليومين التحدث عن مساهمة الدراسات القرآنية في اثراء البحث النقدي بشقيه « الأدبي واللغوي» بإعتبارها منتوج فكري بشري  يتحمل الصحة والخطأ، مع الإبقاء  والمحافظة على قدسية النص القرآني  ..  كما اجتهدنا  قدر المستطاع  للترويج  للرسالة القرآنية الصحيحة مع تصحيح تلك المفاهيم بعيدا عن التفسيرات التي لا تخدم البشر في شيء.
- هل لنا أن نغوص معك في الإشكالية التي بُنيت عليها هذه التظاهرة؟
*  يمكن لنا أن نختصر إشكالية هذا الملتقى الدولي في طبعته الأولى في أنه إذا كان القرآن الكريم مصدر التشريع الأول فقها وأحكاما ومعاملة... فإنه في الوقت نفسه يعتبر المصدر الأول للتقعيد النحوي والصرفي والإملائي وجميع نظم الكلام، فهو المعجز بكلامه لغة وبيانا تحدى الله به الإنس والجن، فقال: ﴿قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا﴾ (الإسراء 88).. ولما كان هذا دين القرآن الكريم.
ونظرا لما لحق القرآن الكريم من لحن في تلاوته وكتابته، اجتهد علماء أوائل في تقعيد قواعد الكلام الصحيح استنبطوها من القرآن الكريم، مما يبعد عنه شبهة الوقوع في خطأ التلاوة أو الكتابة ومن ثمة جناية انتهاك المعاني، فكان بذلك هذا الكتاب المعجز المعين الصافي لكل كلام قويم .
وبناء على ما سبق ارتأى قسم اللغة والأدب العربي بهذه الكلية وبالتعاون مع مخبرنا تنظيم الملتقى الدولي الأول الموسوم بـ: مساهمة الدراسات القرآنية في إثراء البحث النقدي الأدبي واللغوي في محاولة  جادة لتسليط الضوء والإجابة على الإشكالية التالية: إلى أي مدى ساهمت الدراسات القرآنية في إثراء البحوث اللغوية والأدبية المختلفة في ظل توظيف مختلف المناهج الغربية الحديثة وتطبيقاتها المتباينة؟.
- ... وماذا عن المحاور الرئيسية للملتقى الأدبي والعلمي؟
* لقد حصرناها في 07 محاور، بدءا بأثر الدراسات القرآنية في البحوث اللغوية والبحوث الأدبية، ثم مناهج وضوابط الكتابة في الدراسات اللغوية والأدبية المتعلقة بالقرآن الكريم  ودور الدراسات اللغوية والأدبية المتعلقة بالقرآن الكريم  في النهوض بالدرس اللغوي والأدبي الحديث، وإشكالية التفسير والتأويل في القرآن الكريم، وكذا علم القراءات والتجويد وصلتهما بالبحث الصوتي، وأخيرا القصص القرآني وأثره في السرد العربي.
- الأكيد أن لهذا الملتقى أهداف موضوعية؟
*  طبعا إن هذا الملتقى لم يأت عفويا بل جاء لأجل المشاركة في تطوير الجوانب المعرفية في خدمة الدراسات اللغوية والأدبية المتعلقة بالقرآن الكريم، دراسة واقع الدراسات –اللغوية والأدبية- القرآنية، التمعن في  بيان الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم و التطرق إلى إسهام الدراسات القرآنية في إثراء البحوث اللغوية والأدبية .. كما أننا دعونا في هذا المحفل الأكاديمي نخبة من الدكاترة الأشقاء أمثال « علي بولوط»  من  جامعة مرمرة بتركيا و  « ابراهيم على  صالح المحجوبي»   و « عبد الكريم رضوان « و «الطاهر عمران « من ليبيا ، و رشيد عموري رشيد  من المغرب  و « نيكولاس نيبوت روزال – مسلم- «  من  جامعة ملقة- بإسبانيا و»  سناء فضل عباس « من جامعة الأردن  و « ابراهيم المغلاج « من الإمارات و «لطفى جودي « من  جامعة الأزهر بمصر و « محيي الدين هاشم أنبوج « من ماليزيا و « حمزة سليمان»  من السودان و الأستاذة « صفية عرابي»  من ماليزيا و الأستاذ»  مراد قاسيمي « من جامعة ملقة بإسبانيا، علاوة على مشاركة 20 جامعة جزائرية، بعدما استقبلنا أكثر من 300 ملخص تم  على ضوئه برمجة 97 مداخلة موزعة على الورشات والجلسات  الرسمية

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024