وقفت وكالة أنباء الشعر في موقعها على الشبكة العنكبوتية عند عدد من الشعراء كسروا الحواجز ودخلوا الساحة السياسية من الباب العريض، والتأكيد على العلاقة الوطيدة بين المثقف والسياسة، هذه الأخيرة التي لا تعد حكرا على الساسة أو الوجهاء، بل بات يدخل في منافساتها الشعراء والأدباء ويحملون فكرهم وتوجهاتهم ويجعلونها في برنامجهم الانتخابي.
عديد الدول هي على أبواب انتخابات، الشيء الذي دفع بالأسرة المثقفة إلى رفع كلمتها وإسماع صوتها، هذه الفئة التي لا ندري إن فرضت هي الانزواء على نفسها وخلق قطيعة بينها وبين المجال السياسي الذي تسير وفقه البلاد، أم إن هناك أسباب فرضت عليها هذا الانغلاق الذي نلحظه منذ مدة، حيث نجد المثقف مهما اختلفت مشاربه وتخصصاته بعيد عن العمل السياسي.
ومن الشعراء الذين أوردتهم وكالة أنباء الشعر في قائمة المثقفين الذين كسروا حواجز القطيعة بين أصحاب الكلمة المعبرة، أصحاب التأثير القوي على المواطن والجماهير وبين السياسيين، هو الشاعر العراقي مروان عادل حمزة الذي أعلن ترشحه للانتخابات البرلمانية في بلاد الرافدين، وقال عبر حسابه الشخصي بالفيس بوك بأسلوب شعري :
العراق صديقي وبغداد صديقتي
اسألوهما انْ أردتم
يعرفان عنّي كلّ شيء
قائمة 274 تسلسل 79
ولم تكتف قائمة المثقفين الذين أرادوا رفع صوتهم في العالم السياسي عند الشاعر السابق الذكر فحسب بل نجد عدد من الأسماء التي أبت هي الاخرى البقاء في الزاية الغلق على النفس، ويتعلق الأمر بنجم أمير الشعراء العراقي بسام صالح مهدي الذي يدعم هو الآخر أحد المترشحين وسيصوت لأول مرة ويقول «..وبالمناسبة أنا الذي عمِلتُ لمرتين في مفوضية الانتخابات مديراً للإعلام لفرع دمشق لم أشهد لأحدٍ من المرشحين من قبل ولم أضع أصبعي في مَحبرة التصويت ... اليوم سوف أصوت لأول مرة في حياتي لهذا الرجل لأنني أعرف أنه يستحق بجدارة .. لأننا نحتاج له ولأمثاله من الشرفاء..».
الشاعر السوري بديع صقور يدخل البرلمان للمرة الأولى
وفي سوريا كان للشاعر بديع صقور تجربة مع الانتخابات واستطاع في هذه الدورة أن يفوز بالانتخابات، في حين لم يوفق في دورة سابقة وقال في تصريح سابق لوكالة أنباء الشعر «هي المرة الأولى التي أنجح فيها بالانتخابات ولكني كنت قد شاركت فيها سابقا، ولم أوفق فأشكر كل من وثق بي وأعطاني صوته وهذه مسؤولية كبيرة أمام هذا الشعب، وإن شاء الله سأكون على قدرها ودائما كنت أقول أن الشاعر هو ابن هذا المجتمع ويعيشه فيه وهو مصلح اجتماعي يعايش معاناة الناس ويسعى إلى تثقيفهم، وهذا أمر مهم أن تكون الثقافة هي أساس حياتنا فالمثقف هو الذي يقود المجتمع ويوجهه بالطريق الصحيح ويقدم رسالة واضحة وجلية، وهي النهوض بالمجتمع وتثقيفه والشعر والأدب هما أساس في هذه الثقافة لما فيهما من فكر وقيم».
ومن جهتها دخلت الشاعرة السورية أسماء القادري بمنافسة قوية في الانتخابات، لكن لم توفق فيها وهي شاعرة الزجل والشعر النبطي والمحكي، فكانت في خيمتها الانتخابية تنشد الشعر المحكي والنبطي بشكل دائم، لكنها لم تتوفق في الدورة الأخيرة
شاعر عامية يترشح لرئاسة مصر
وخلال الانتخابات الرئاسية في مصر عام 2011، حسب ما ورد في ذات موقع وكالة الشعر، أعلن شاعر العامية محمد ربيع المهندس بالشركة المصرية للاتصالات ترشيحه فيها ممثلا لأبناء الصعيد وكان أحد مؤسسي حزب النيل المصري تحت التأسيس وسوف يترشح من خلاله بدعم من رئيس الحزب الدكتور رجب عبد الرحيم. وفي العام الماضي قدم شاعر موريتانيا أحمد ولد الوالد ترشحه باسم حزب الرؤية الجديدة الذي يقوده للانتخابات البرلمانية عبر اللائحة الوطنية، وكانت لائحته تضم جميع الأطياف المجتمعية الموريتانية، رغم أن الشباب يشكل غالبيتها الساحقة، في مسعى لضخ دماء جديدة في البرلمان الموريتاني. إضافة إلى الشاعر الكويتي عبد الكريم الجباري الذي ترشح في انتخابات المجلس البلدي، وكان ضمن برنامجه الانتخابي الاهتمام بقضايا البيئة .
الثقافة فكر وقيم للنهوض بالمجتمع
شعراء في سـاحـات الانتخابات والعمل السياسي
سميرة لخذاري
شوهد:635 مرة