فيما رأت ضرورة المراقبة الأدبية لا السياسية للكتابات

الروائية نبيلة حياهم تدعو إلى تأسيس لجنة علمية وهيئة تدعّم الابداع

قالمة: آمال مرابطي

يعاني الكتاب والشعراء في قالمة من عدم الاهتمام بما يقدمونه، حيث لا يجدون دعما كافيا واهتماما لتشجيعهم من خلال تكوين لجان قراءة ومراقبة جدية لأعمالهم، هذا ما جعل هناك فراغ من هذه الناحية.

كان لـ «الشعب» لقاء مع الشاعرة والروائية وموظّفة بمديرية الثقافة نبيلة حياهم، حيث قالت في هذا الصدد: «سأحاول أن أعطي لمحة أولا عن راهن الطباعة، في الواقع أن قالمة بعيدة تماما عن المبادرات التي من شأنها العمل الجاد المثمر، فلا توجد نية في النهوض بفعل الطباعة، حيث كثيرا ما نتصفّح كتبا نجدها طبعت بدعم من مجلس شعبي بلدي أو مديرية الثقافة أو غيرها من الهيئات دون الاهتمام بالأقلام المحلية».
وتضيف قائلة بأنّه هناك فئة استفادت مثلا من الطبع في إطار سنة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، ومن بينهم الأستاذ الشاعر عبد الغني خشة والأستاذ الشاعر عبد الحليم مخالفة والأديب إسماعيل غموقات والقاصة منية سقوالي، إضافة إلى محدثة «الشعب»، حيث كانت لجنة القراءة على مستوى وزارة الثقافة «أمّا غير مثل هذه المناسبات فالطبع يتم بطريقة عشوائية وكل يطبع على حسابه وفي الغياب التام للجنة القراءة».
فيما تتساءل الشاعرة والروائية: «لو أردنا المطالبة بلجنة قراءة والمراقبة فمن يفهمنا؟ ومن المؤهل للاهتمام بهذا الموضوع؟ لو كان الاهتمام بجانب الطباعة لكان أكيدا التفكير في السبيل إلى ترقيتها، وهنا ألقي اللوم وكل اللوم على الجهات المسؤولة، التي لا يذهب تفكيرها إلى هذا الجانب».
وتأسّفت ذات الروائية عن الحال الذي آل إليه المبدع، الذي أصبح يخطو بمفرده إلى لجنة القراءة على مستوى وزارة الثقافة، وهناك من لا يكلف نفسه شيئا ويتجه إلى طبع عمله دون المرور على لجنة قراءة، قائلة في هذا الشأن: «لجنة القراءة والمراقبة التي أقصدها رقابة أدبية وأرفض تماما رقابة سياسية التي تقيّد حرية التعبير وتعيقها».
كما أشارت بأنّ الرقابة الأدبية هي عمل نقدي من شأنه التمييز بين الجيد والرديء من الأعمال، وذلك ما يعود على الأدب بصفة عامة بالرقي والازدهار، أما الرقابة السياسية فهي التي تميز بين ما يخدم جهة سياسية وما لا يخدم مصالحها، وبذلك فهي تفضّل العمل الذي يخدم مصالحها طبعا واتجاهاتها السياسية، ولو كان من الجانب الفني والأدبي بدون مستوى، لذلك فهو يساهم في تكريس الرداءة وتهميش إنتاج راق لأنه يخالفها سياسيا، مثلما لا توجد مجرد نوايا أو ذرة تفكير في عمل جاد في قالمة لحد الآن.
كما رأت حياهم أنّه «لا يوجد من يهتم لأمر الطبع لو كانت هناك رغبة في ترقية الأعمال المطبوعة لكان تشكيل لجنة قراءة، لذلك ألقيت اللوم على المسؤولين فأنا مثلا لا أستطيع أن أتخيّل مسؤولا يتحدث عن ترقية الكتاب». رغم الانتقادات التي قدّمتها ذات المثقفة على مستوى قالمة، إلا أنّها تعلق الأمل بمدير الثقافة الحالي المعين مؤخرا، قائلة: «لمسنا نوايا في العمل الجاد من قبله، فقد تحدث مرة مدير الثقافة الجديد سمير الثعالبي عن لجنة علمية. ومن يفكر في لجنة علمية للنشاطات أكيد أنه يرغب في عمل جاد لكن هل سيجد دعما لأفكاره؟ وهي نظرة حملناها ولمسناها، وهذا النوع من المسؤولين يمكننا أن نناقش معه أمر لجنة القراءة بل ويمكن تحقيق ذلك وأقول يمكن، ويبقى هذا الأمر أي لجنة القراءة بحاجة إلى جهود مكثّقة».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024