قام الناقد والمترجم محمد ساري، بترجمة رواية «فضل الليل على النهار» للروائي ياسمينة خضرة، إلى اللغة العربية مدعما بذلك المكتبة الجزائرية بروايات بلغة الضاد ومقدما لقراء ياسمينة خضرة فرصة الاطلاع والاستمتاع بأعماله الأدبية.
تعد «فضل الليل على النهار» الصادرة عن «منشورات سيديا» بالجزائر رابع ترجمة يشرف عليها الناقد محمد ساري ـ حسب ما جاء على موقعه للتواصل الاجتماعي ـ حيث ترجم لذات الروائي كل من «سنونوات كابل»، «أشباح الجحيم» أو «صفارات بغداد» و»خرفان المولى»، وقد دأب الدكتور محمد ساري على ترجمة العديد من الروايات الصادرة باللغة الفرنسية إلى اللغة العربية، أين كانت البداية مع رواية «العاشقان المنفصلان» لأنور بن مالك، تلتها «الممنوعة» لمليكة مقدم، وصولا إلى رواية «فضل الليل على النهار» والتي تعد واحدة من أهم الروايات الصادرة في العالم العربي والغربي، حسب النقاد العالميين، والتي تؤرخ لتاريخ الجزائر الثوري العريق، وبسالة الشعب الجزائري الذي كان يعيش تحت وطأة الاستعمار الفرنسي الغاشم في الفترة الممتدة ما بين 1930 ـ 1962.
وتتجسد هذه الرواية من خلال بطل القصة الشاب « يونس» الذي يعيش مع عائلته بالغرب الجزائري، إلى كنف والده الذي يعمل في الزراعة، إلى أن تتعرض أرضهم إلى الحرق، ليدخل حينها في دوامة مع الحياة القاسية، فيضطر الفلاح إلى رهن أرضه ويغادر إلى منطقة تدعى «جنان جطو» لتزداد حالة العائلة سوءا فيترك الأب ابنه يونس عند عمه الصيدلي الذي يعيش مع زوجته الفرنسية، وهو ما يدفع بالشاب للالتحاق بإحدى المدارس الفرنسية، ليتعلم أبجديات القراءة والكتابة، ويختلط برفاق الحي من الفرنسيين ويغير اسمه إلى «جوناس»، ليشاركهم اللهو والسباحة والمغامرات العاطفية، ويقع في حب شابة فرنسية تنتهي حكايته معها نهاية حزينة، ليعيش الشاب بعدها تمزقا حقيقيا أثناء الحرب التحريرية، ويزداد ابتعاد عن الجزائريين والمجتمع الجزائري، خاصة بعد أن اكتشفت الشرطة الفرنسية أن عمه محمد محي الدين لم يكن صيدلانيا وفقط، وإنما عضوا من حزب الشعب لمصالي الحاج الأمر الذي سيسجن بسببه، وينتقل بعائلته من مدينة وهران إلى منطقة «الملاح ريو سلادو سابقا»، بعد خروجه من السجن أين سيدخل «جوناس» عالمه الفرنسي رفقة أصدقائه الجدد الفرنسيين واليهود.
رواية «فضل الليل على النهار» لياسمينة خضرة لم تقتصر فقط على ترجمتها إلى أكثر من 42 لغة عالمية، بل تم تحويلها أيضا إلى عمل سينمائي ضخم، حيث تم عرضه في مختلف قاعات السينما داخل وخارج الوطن، أشرف على إخراجه المخرج الفرنسي «ألكسندر أركادي» وكتب السيناريو والحوارات «دانيال سانت أمو» وهو فرنسي من مواليد مدينة معسكر الجزائرية.