سيستعيد المشاهد العربي نشوة متابعة المسلسل الشامي الشهير وذو الشعبية الكبيرة العربية (باب الحارة) في جزئه السادس،والذي من المقرّر أن يعرض في شهر رمضان القادم، المسلسل الذي ألفه سليمان عبد العزيز وعثمان جحا ويخرجه عزام فوق العادة، ويتولى الإشراف عليه المخرج السوري بسام الملا.
بقي المشاهد الجزائري وفيا لهذه الدراما السورية، حيث بقي الجمهور يتحرى كل المستجدات حول هذه السلسلة التي سرقت أنظارهم، وجعلت المشاهد الجزائري رهين هذه الدراما بعيدا عن الإنتاج الوطني في الشهر الفضيل.
خمسة أجزاء سكنت قلب المشاهد الجزائري في الشهر الكريم، الشيء الذي ولد وزاد من حدة المنافسة بين المخرجين، علهم يصلون الى انتاج في رمضان يحتكر المشاهدين، لكن الأصداء الأولى حول عودة هذا المسلسل إلى الشاشة في جزأيه السادس والسابع تؤكد النجاح الكبير الذي حقّقه «باب الحارة»، لدرجة تسمية عديد المحلات باسمه، ووصل التقليد إلى درجة وضع أبواب بشكل مدخل «باب الحارة» في المسلسل في كثير من الأماكن والأسواق التي يزورها الجزائر.
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه هل سيلقى»باب الحارة» الإنتاج الرمضاني الذي يسرق منه جمهوره أم يبقى هو الطفرة الرمضانية والومضة أو النكهة المميزة للشهر الفضيل.
وفي ظلّ غياب عديد الشخصيات التي برزت في الأجزاء الخمسة الأولى تقرّر تعويضهم بقامات في الدراما العربية، حيث سينضم عدد من النجوم لأسرة العمل أبرزهم أيمن زيدان والفنانة ميسون ابو سعد ومرح جبر، والعمل من بطولة نخبة من نجوم الدراما السورية من أهمهم: أيمن زيدان، صباح الجزائري، عباس النوري، شكران مرتجى، مرح جبر، ميلاد يوسف، وائل شرف، سحر فوزي، ليليا الأطرش، وفاء موصلي، كما افتتح الممثلان أيمن زيدان ومرح جبر تصوير العمل، بإدارة المخرجين بسّام الملا، وعزّام فوق العادة.
وذكرت المصادر حسب موقع الوئام الالكتروني أن زيدان سيؤدي شخصية «أبو ظافر» الطامح إلى زعامة الحارة، بعد وفاة العقيد أبو شهاب في الجزء الماضي أما دور «أم ظافر» فتؤديه الممثلة السورية مرح جبر، وهي أيضاً من الأبطال الجدد للعمل، وفي ما يتعلّق بقائمة الأبطال أيضا تُعتبر عودة الممثل عباس النوري بشخصية «أبو عصام» العنوان الأبرز للجزء الجديد بعدما غاب عن الأجزاء الثلاثة السابقة، نتيجة خلافه مع المخرج والجهة المنتجة، كما يحافظ العمل على معظم شخصياته القديمة، أبرزهم أناهيد فياض التي أدت دور دلال، فيما يغيب سامر المصري للموسم الثالث على التوالي.
وأكد ذات المصدر، أن الفنانة السورية ميسون أبو أسعد وافقت على المشاركة في البطولة النسائية لمسلسل (باب الحارة) بجزأيه السادس والسابع. وستكون ضرة أم عصام، حيث من المقرر أن تجسد ميسون في العمل شخصية (ناديا) وهي فرنسية ممرضة في أحد المستشفيات بدمشق خلال فترة الاحتلال الفرنسي، ويلتقي بها الفنان عباس النوري «أبو عصام» خلال فترة مرضه وتواجده هناك ويقرر الزواج منها لتصبح ضرة لزوجته الأولى الفنانة صباح الجزائري «أم عصام» وتعيشان في منزل واحد.
هذا وقد بدأت الفنانة صباح الجزائري التي قامت بدور «سعاد» بتصوير مشاهدها في المسلسل، وبذلك تؤكد الجزائري عدم تغيبها نافية خبر اعتذارها عن أداء شخصية أم عصام خاصة بعد انتشاره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبيّن أن الخبر مجرد شائعة. وفي ما يتعلق بخبر إبعاد الفنانة منى واصف من العمل والتي كانت تؤدي فيه شخصية «أم جوزيف» فقد تأكّد عدم تواجدها في الجزء السادس من المسلسل، حيث أن الشخصية حذفت نهائيا من المسلسل بعد أن كانت متواجدة في الجزأين الرابع والخامس.
ويذكر أنه بعد رحيل الفنان السوري القدير سليم كلاس اتسعت دائرة الغائبين عن الجزء السادس من المسلسل الدمشقي «باب الحارة»، فالفنان كلاس الذي لعب دور أبو خاطر في العمل سبقه أبو غالب بالانسحاب لأسباب أخرى مع فنانين آخرين.
وكان أبو غالب قد فجّر مفاجأة كبرى باعتذاره عن المشاركة في الجزء السادس، الذي من المقرّر أن يتم تصويره في الإمارات لصعوبة الأوضاع في سوريا، بعد اتهامه المخرج بتدمير شخصية أبو غالب من خلال تخصيص مساحة عادية وبدور عادي، كما اعتذر الفنان جهاد عبده عن المشاركة في الجزء السادس من العمل الشامي الذي شارك به بدور «رياض»، بينما كان سبب اعتذاره هو انشغاله بتصوير فيلم عالمي في هوليوود يجمعه مع الممثلة العالمية نيكول كيدمان.
كما أشارت المصادر إلى احتمالية انسحاب شكران مرتجى التي تلعب دور «أم بدر» من باب الحارة بسبب انشغالها بعمل عربي مشترك في لبنان، كما أوردت المصادر ذاتها غياب الممثلتين الشابتين إمارات رزق ونجلاء خمري، ولكن جمهور العمل الأكثر شهرة عربيا أكدوا أن الغياب الأكبر هو للراحل الفنان القدير سليم كلاس والذي اعتاد المشاهد العربي على حضوره في جميع الأعمال ذات البيئة الشامية، وهو الملقب بـ»حلاق الدراما السورية» كناية عن تجسيده لشخصية «الحلاق» في هذه الأعمال، كما عاش خفيفا على قلب المشاهد السوري والعربي رحل بذات الطريقة إثر نوبة قلبية فاجأت عائلته ومحبيه دون أي أعراض مرضية مسبقة.
دراما أرجعت القيم العربية الأصيلة
وقد أحدث مسلسل باب الحارة ثورة في الدراما العربية ليس من باب نسب المشاهدة، بل من حيث النص الذي يتماشى وقيم شهر رمضان المعظم وكذا معالجته للكثير من الظواهر الاجتماعية المرتبطة بالسياسة وتاريخ الأمة العربية المبني على المقاومة ضد الاستعمار ودعم القضية الفلسطينية، والتصدي لكل الخونة والمتآمرين على بلدانهم في صورة تحرك الضمائر وتسعر الإنسان العربي بانتمائه.
كما حمل المسلسل قيم التسامح بين الديانات، حيث اكتشف الجميع كيفية تعامل أسرة باب الحارة مع «أم جوزيف» المسيحية والمكانة التي كانت تحتلها في الحارة، وقدم المخرج بسام الملا أروع صور الاعتراف والعيش المشترك مع احترام ديانة كل واحد.
وأبان المسلسل الذي عشقه الجزائريون عن قدرات كبيرة لفتح المجال للمنافسة الفنية والإبداعية بين مختلف المنتجين العرب، الذين وبغض النظر عن بعض المحاولات لإنتاج مسلسلات دينية تسوق في رمضان بطريقة أثارت الكثير من الجدل على غرار مسلسل «عمر بن الخطاب» وما تبعه من خلاف حول إظهار شخصيته وتجسيدها في صورة الأمر الذي جعل المشاهدين ينقسمون ويطالبون بأعمال درامية تجعلهم يرتاحون من ضغط الأخبار السياسية والمشاكل اليومية، وهو الأمر الذي فرض ضغطا على منتج باب الحارة للاستجابة لمطالب المشاهد العربي.
وانطلقت حربا خفية بين مختلف القنوات الفضائية للانفراد بعرض المسلسل وفي الساعات الأولى بعد أذان المغرب، وستعرف بورصة الدراما ضخ أموال طائلة من القنوات الفضائية التي كانت مجموعة «أم.بي.سي» السعودية تحصل على «الحصري» غير أن دخول الكثير من المنافسين اليوم سيجعل المنافسة أكثر شراسة على أن تكتفي بعض القنوات بالتفاوض لعرضه في ساعات متأخرة مقابل تكاليف أقل.