بعد شهرين من التصوير بأحياء تلمسان العتيقة ومناطق بني سنوس الجبلية

طاقم فيلم «العقيد لطفي» يشدّ الرحال نحو بشار لإتمام المهمة

تلمسان: محمد. ب

غادرت، نهار أمس، الفرقة الفنية والتقنية المشرفة على تمثيل وتصوير الفيلم الوثائقي التاريخي المجسد لشخصية الشهيد العقيد لطفي «دغين بن علي» والمعروف بالإسم السري «السي إبراهيم»، تلمسان في طريقها نحو ولاية بشار من أجل استكمال آخر اللقطات التصويرية لهذه الشخصية البارزة خلال الثورة التحريري، حيث استشهد بذات المنطقة الصحراوية بمشوار نضالي أنهى حياته فيها قربانا لحرية وسيادة الوطن.
وقد دامت فترة مكوث طقم التصوير بعاصمة الزيانيين، الذي ترأسه المخرج السينيمائي والتلفزيوني، أحمد راشدي، شهرين كاملين (60 يوما)، بعد أن مست عملية التصوير جزءاً هاما من حياة الشهيد، إبن مدينة تلمسان، المزداد في الخامس مايو سنة 1934 وهي حقبة هامة تم التركيز على مراحلها، انطلاقا من تعليمه بالمدرسة الفرنسية الإسلامية وربط الأحداث الخاصة بالشهيد بمواقع ذات صلة وثيقة بالفترات الاستبدادية الدامية للمعمر بمدينة تلمسان، ما جعل المخرج يدقق في لقطاته على الحي العتيق بالمدرس وإكمالية ابن خلدون، التي كانت أثناء الثورة ثانوية، تحصل فيها العقيد لطفي على شهادة البكالوريا، إضافة إلى «بلاس العود» و»بلاس الخادم» وسيدي بومدين ومقر الشرطة بمحاذاة مديرية المجاهدين ومكان الحجز «السيلون» ومقبرة سيدي السنوسي التي تعتبر من المشاهد الحية لحرب التحرير الوطني.
تواصلت عملية تصوير الفيلم بمنطقة بني سنوس المشهودة لها «بمنطقة الألف شهيد» أين عانق المخرج الحقبة المريرة التي ألحقت أضرارا مادية وخسارة بشرية، تسبب فيها المستبد الفرنسي بداية الخمسينيات من القرن الماضي، ما أدى بالعقيد لطفي وقيادات ثورية تنزل لهذه البلدة في إطار تشاوري سياسي تكتيكي لأخذ ثأر الأبرياء.
واستغرق التصوير ببني سنوس أكثر من خمسة عشر يوما، ثم اتجه الفريق لقرية تافسرة ببلدية لعزايل وضلوا أربعة أيام التقطوا فيها بصمة الكفاح المسلح. ولإتمام النقاط المتبقية من عمر الفيلم، عاد الفريق بمعية راشدي، لمدينة تلمسان لتسليط الضوء الفني على شركة «منطال» للأغطية الصوفية التي كانت ثكنة عسكرية في عهد الاستعمار، وعاودوا التصوير بدار الحديث؛ ذاك المرفق العلمي الذي تخرج منه تربويون وسياسيون كانوا ضمن مسؤولي حرب التحرير. كما طال التصوير أيضا الفضاء القريب من إكمالية البشير الإبراهيمي، لما عرفه تفجيرات للبوليس الفرنسي.
كل الأماكن سابقة الذكر حساسة، اختارها المخرج القدير، أحمد راشدي، لإجراء ديكورات وإكسسوارات وفنيات إخراجية تتحدث باسم واقع حي مأخوذ من مصدر لا تشوبه شائبة، لا في المكان الحقيقي الذي اندلعت فيه الثورة الجزائرية كباقي ربوع الجزائر التي حرقت مناطقها وتشرد شعبها الذي لم تمنعه القوة الجبروتية لفرنسا من الدفاع عن نفسه وموطنه.
الفيلم سيستعرض للرأي العام المواهب الفكرية لـ»دغين بن علي» ووعيها السياسي وثقافتها تجاه الجزائر وكذا مستواه اللغوي الذي مكنه من قيادة تشكيلة الخلايا السرية لجبهة التحرير الوطني وتأسيسه للعمل الفدائي بالولاية، وأيضا إجراء مسح لشتى العمليات العسكرية مطلع عام 1956 ضد الإستعمار الفرنسي.
 وقد استطاع المخرج بلوغ هدفه الفني بتلمسان.، بفضل المساعدة المقدمة من طرف السلطات الولائية من حيث الدعم اللوجستيكي والمادي بغية تحقيق عمل بطولي يخلد نضالات الجيش والشعب ومن ثمة يترك بصمة في وقتنا الراهن للحفاظ أكثر على الاستقرار الأمني للوطن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024