كيف ينظر الفنانون إلى الانتخابات الرئاسية؟ وأيّ موقع يحتلونه في هذا المشهد السياسي الذي يعرف حركية غير مألوفة هذه الأيام زادته الحملة الانتخابية حرارة؟ «الشعب» تنقل إجابة أهل الفن بتيزي وزو وموقفهم من هذا الاستحقاق المصيري، حيث اتّفقوا على أن للفن رسالة صادقة تدخل قلوب المستمعين، فعلى مرّ السنين كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بالسياسة أو الانتخابات، مؤكّدين أنّ ما يعجز السياسي عن قوله مباشرة للشعب ينجح الفنان في إقناعه بالكلمة والنغمة.
قال الموسيقار يوسف عباس أنّ اليوم، وبعد مختلف المراحل والمحطات التاريخية التي تشهدها الجزائر، ترسّخت علاقة المثقف أو الفنان بالسياسة، باعتبار أنّ التغيير الذي عاشه المجتمع تطلب مواكبة جماهيرية لم ينجح في حشدها سوى فن راقٍ يحاكي عمق الأحداث. لذا انغمس فنانون كثر في موجة السياسة والانتخابات وشاركوا فيها، فيما التزم آخرون الصمت والحياد.
وأشار عباس لـ «الشعب»، «أنّ الفنانين لم يستثنوا أي مناسبة لمشاركة الوطن في مختلف الأحداث، الأزمات منها والأفراح التي يعيشها، مستدلا بحجم الأغاني التي يصدرها الفنانون بخصوص المحطات التاريخية التي عاشها الشعب، في الوقت الذي أضحى بعض الفنانين حاليا يشاركون في الانتخابات خاصة الرئاسية منها لإقناع المواطنين، بكلماتهم العميقة والتوجه إلى صناديق الاقتراع، والادلاء بالصوت كل حسب اختياره.
العمل الهادف وحده من يؤمّن الفنّان
وعبّر ذات الموسيقار في تصريحه لـ «الشعب» عن رفضه لرأي الطبقة الفنية التي تقول بأنّها لا تحبّذ الحديث عن السياسة، فمن حق الفنّان ــ حسبه ــ إعطاء آرائه في السياسة، فهو على غرار أي شخص عادي يتابع الأخبار السياسية ويقرأ التحليلات لتكوين رأي صريح وواضح.
في المقابل، استغرب ذات الفنان تهرّب بعض النجوم من الإفصاح عن آرائهم السياسية خوفا من خسارة الجمهور الذي لا يؤيّد هذا التوجه، قائلا: «وحدها الأعمال الجميلة تؤمّن نجاح الفنان واستمراريته، بغض النظر عمّا إذا كان مع هذا الفريق السياسي أو ذاك».
ومن جهته، أكّد المسرحي محمد حفصي لـ «الشعب» أنّ السياسة جزء لا يتجزّأ من الفن والمجتمع، والأفراد يتأثّرون بها من خلال الفن، موضحا أنّ الأعمال المسرحية تتأثّر بالسياسة أكثر من غيرها، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، «فالسياسة هي الفن والفن هو السياسة»، على حد تعبيره، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ الابداع عموماً يتأثّر بالأحداث كافة سواء كانت سياسية، اقتصادية أم اجتماعية.
وأضاف حفصي: «يقدّم الفن للمُشاهد قضايا تهمه من بينها قضايا سياسية، فالفنان كلمته فيها صراحة وحرية، هنا تكمن رسالته الحقيقية التي هي لسان حال مجتمعه».
لا قيمة للفن إذا تجاهل ما حوله من قضايا ومناسبات
مصطفي بشكير، رسام تشكيلي، قال هو الآخر أن الفنان مرآة عاكسة للمجتمع، فلا قيمة للفن إذا تجاهل الأحداث من حوله، مضيفا أنّ الفنان له قدرة الوصول إلى الشعب أكثر من غيره، من خلال فنه يوصل الفكرة إلى الجمهور، وبشكل راقٍ مغاير للأحداث الواقعية يوصل الفكرة من خلال قصة يعرضها للمشاهد بعيداً عن التقرير الإخباري، عبر التلفزيون، الإذاعة والمسرح.
وأشار بشكير إلى أنّ الرّكح أو الخشبة من بين الأنواع الفنية التي تؤثّر في الشعب ضمن قائمة الأجناس والقوالب الأخرى لأنه يعيش الواقع لحظة بلحظة.
من جهته أوضح الممثل المسرحي خالد امزيان، أنّ الكاتب يطرح أفكاره عبر النص الذي يقدمه للجمهور، لذا يكون له تأثير من خلال عرض القضايا والحلول.
وتأسّف امزيان من جانب آخر عن انطواء الكاتب اليوم، الذي وضع نفسه في قوقعة مغلقة، قائلا في هذا الصدد: «للأسف أصبح الكاتب يغفل الأحداث السياسية ويتطرّق إلى الفن الاستهلاكي، من خلال أعمال بعيدة عن الواقع الذي نعيشه، هدفه الأساسي الإضحاك من دون أن يحمل قيمة فنية أو رسالة».
«الشعب» ترصد آراء أهل الاختصاص بتيزي وزو
للفنانين حضور متميّز في الاستحقاقات الرئاسية
تيزي وزو: ضاوية تولايت
شوهد:690 مرة