«الشعب» ترصد الحركة المسرحية بقالمة

أبـو الفنـون يعــود إلى جمهوره بعد طـلاق دام سنوات

قالمة: آمال مرابطي

عرف المسرح بقالمة قفزة نوعية من خلال عودته إلى أحضان الجمهور، حيث أصبح هذا الفن يجد صدى مؤكدا اشتياقه لسنوات العطاء، تلك الذهبية التي عاشها في الجزائر، والدليل على ذلك الآثار التي يتركها المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف في طبعته الثامنة بالمسرح الجهوي محمود تركي الذي انطلق منتصف الشهر الجاري.

ولمعرفة انطباعات الجمهور حول هذه التظاهرة الثقافية، قامت «الشعب» بجولة بين محبي الخشبة في ذات الولاية، لتجد الكل يتفق حول عودة الفن الرابع إلى الساحة وبين أحضان الجمهور من بعيد.
وعن انطباعات الجمهور وأهل الركح حول فعاليات هذه التظاهرة تحدث لـ « الشعب» عبد الحق مخانشة المدعو حكيم، 59 سنة، عن اهتمامه بهذا الفن منذ سنة 1978، ودوره ومساهمته في الحركة المسرحية بقالمة قبل أن يتراجع عمله بسبب فقدان بصره، شارك هذا الأخير في عروض كثيرة منها مسرحية الحقيقة وهو بصدد تأليف لنص مسرحي. وفي هذا الصدد يقول:»بأن المسرح يحمل انشغالات الشعوب ليعرض على الخشبة ويعطيها بعدا إنسانيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، لذا يعتبر أهم الفنون باعتباره أبيها، حتى قيل «أعطوني خبزا ومسرحا أعطيكم شعبا واعيا».
وعن  المهرجان يقول:»هذه التظاهرة أصبحت عادة إيجابية بقالمة، كما نلاحظ مستوى العروض منذ 3 سنوات، حيث لم يعرف تطورا، لاحظنا نقصا من ناحية الكلمة والعروض والنصوص ومحتواها لا يرقى للطموحات المرجوة، هناك تخبط في نفس المواضيع وفي نفس المستويات، فلا يوجد مستوى لإبداع حقيقي يرقى لطموح المتفرجين، كما لا نستطيع قياس مستوى المسرح إلا على مستوى من يملكون  ثقافة المسرح لنقول أنه هناك إبداع حقيقي، ويعود هذا الضعف لعدم وجود تكوين يرافق الفرق والتعاونيات والممثلين لتطوير مواهبهم، حيث ترى الشباب يأخذون أي نص أو فكرة ويحاولون بلورتها بدون أسس صحيحة للمسرح. فيما أشار بأنه هناك من يعتبرون أن المسرح نقل للواقع ويقول: «إذا اعتبرناه هكذا فلنترك الواقع كما هو، فالمسرح لابد له من  الجانب الفني الإبداعي الخيالي القيمي مثله مثل السينما، كما لا ننكر أن النشاط في حد ذاته بنسبة معينة يساهم في تنشيط المحيط  وجلب المواهب وإظهارها، وبالممارسة والاستمرارية  وتبادل الأفكار يرتقي عمل المسرح.
التظاهرة فرصة للإتجاه نحو الاحتراف
وفي ذات السياق، تحدثت الفنانة تونس آيت علي لـ « الشعب»  قائلة، «المهرجان عبارة عن أبواب مفتوحة للشباب ليتجه نحو الاحتراف عن طريق وجود تعاونيات تعمل بجد، حيث أن الاحتكاك من خلال هذه المهرجانات يساعدهم على تطوير أدائهم، بالإضافة إلى مساعدتهم من قبل لجان التحكيم لتحديد نقاط الضعف والنقائص لتدارك أخطائهم في الأعوام المقبلة».
وأضافت قائلة، « المسرح لن يتطور إلا إذا تجنبنا إدخال العامل الاجتماعي ليسير نحو الأحسن، أما إذا استعملنا المسرح كلاجئ اجتماعي، حيث يتم جلب أي شخص لا يملك ما يفعله في حياته يتم وضعه بالمسرح فهذا خطأ، لابد من تصحيح هذه الفكرة والتخلي عن الجلب العشوائي لأداء الأدوار على خشبة المسرح، وتقول أيضا بأن الطريقة الوحيدة لتفادي الضعف هو التكوين والورشات إن لم يستطع الشباب الانضمام لمعاهد متختصة، فلا توجد عصا سحرية لتطوير مواهبهم، لابد من الممارسة المستمرة
وأضافت الفنانة آيت علي قائلة بأنه المهرجانات المحلية للتصفيات تعتبر عامل فعّال لإبراز المواهب لاختيار أحسن الفرق وأهم العروض المسرحية ومن لم يسعفه الحظ لابد أن يأخذ بعين الاعتبار التكوين والورشات لترقية العروض .
وعن آخر أعمالها تقول الفنانة تونس بأنها حضرت لمسرحية رؤى في سوق أهراس ودخلت بها للمسرح النسوي بعنابة كما تحضر لفيلم مع باية الهاشمي حول مرض سرطان الثدي،  وعن سبب الاهتمام بهذا الموضوع أجابت الفنانة بأن هذا المشكل متسرب بشكل واسع عبر التراب الوطني ولم يتم التحدث عنه كثيرا».
من جهتها تحدثت الفنانة نادية طالبي قائلة، بأنه هناك من الفرق المسرحية من وجدت نفسها وأخرى تنقصها التقنية والامكانيات للإبداع، وأشارت إلى أن المسرح مهنة ضرورية ولتكوين مسرحية على خشبة المسرح لابد من الإبداع، فيما تحدثت عن إعجابها بفرقة تمنراست وتقول بأن آداءهم رائع، يدل عن حب فنانيها ورغبتهم للمسرح لفرض أنفسهم في هذا المجال، وتقول بأن عرضهم مشجع إلا أنها أقصيت، حيث كان العرض في 45 دقيقة ومن القانون الداخلي للمهرجان تكون مدة العرض للمسرحية على الأقل 55 د وإلا كانت تحصلت على المرتبة الأولى .
وعن بقية العروض المشاركة في المنافسة قالت بأنها مقبولة، والجميع سعيد بهذه المشاركة والاحتكاك بجميع الفرق لأنها تعتبر مكسبا لهم لتطوير آدائهم.
المسرح الروماني واجهة للفنانين وقطب سياحي يعاني التهميش
 وعن الجمهور القالمي قالت بأنها تفاجأت بحضور ذواق للفن من خلال الحضور المميز وتفاعله مع مختلف المسرحيات، بالإضافة إلى ما لمحته من الاهتمام بالفنانين والاستقبال الرائع الذي حظيت به الفنانة من طرف الجميع وفرحتهم بتواجدها بقالمة، كما تحدثت عن النتجية التي تمّ إعلانها من طرف لجنة التحكيم، حيث أبدى الجميع موافقتهم بذلك، فيما تأسفت لما تعاني منه المسارح بقالمة وخاصة المسرح الروماني من تهميش وعدم الاهتمام به لترقية السياحة بالولاية، كونها يمكن أن تكون قطب وواجهة للفنانين لما تحمله من طبيعة ومسرح روماني يدهش الزوار .
وكان للجمهور الحاضر، أن أبدى رأيه حول قبولهم لبعض المسرحيات، حيث يقول كحيلة عزيز بأنها تعتبر مبادرة حسنة ورأينا إقبال من طرف مختلف الشرائح حتى الشيوخ والنساء، فقلة النشاطات الثقافية بقالمة جعلت المواطن القالمي متعطش لمثل هذه التظاهرات، فيما تحدث الشاب شغيب نور الدين قائلا: «بأن حضوره للمسرح كان لأول مرة، وهو فضول، ليرى ما دور المسرح، هل هو فكرة توعوية أو للتسلية، فيما يحمل ثقافة إلى أين وصل الفن المسرحي بالجزائر وكيف تعالج المسارح عبر مختلف الولايات، وما الذي يقدمونه من فكاهة أو أفكار توعوية، حيث نالت مسرحية ليلة إعدام  لتعاونية الثقافية كانفا من برج بوعريريج المرتبة الأولى والتي تأهلت بها لدخول المنافسة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف، فيما تحصلت مسرحية «أنا عيالي والشيطان»، لجمعية البليري للفنون الدرامية قسنطينة المرتبة الثانية، فيما عادت المرتبة الثالثة لتعاونية أنيس الثقافية سطيف بعرض مسرحية «الساعة صفر» وبذلك ستشارك الفرق الثلاثة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024