أجمع الوزراء السّابقون الذين نشّطوا اليوم الثالث من الأسبوع الثقافي للمؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، أنّ تأليفهم للكتب والحديث عن تجاربهم ومواقفهم وآرائهم والتأريخ للمراحل التي عايشوها، تقليد جميل ورثوه من المرجعيات والمراجع التي تعلّموا ودرسوا على يدها، وهذا من أجل تقاسم الحنين إلى الماضي والنظرة للمستقبل مع القارئ والمواطن، وكل من ينتمي للجزائر. وبين الأمل والتفاؤل وبعض الندم والألم عاش جمهور مركز مصطفى كاتب بالعاصمة لحظات حميمية لا تنسى.
عز الدين ميهوبي يساهم هذا النوع من الكتابات في ترقية الإبداع ثمّن المثقّف وكاتب الدولة السابق للإعلام عزالدين ميهوبي موضوع اليوم الثالث، معتبرا الاستماع والقراءة لتجارب الوزراء السابقين من خلال كتاباتهم بالأمر الايجابي لأنّه يكشف عن العديد من الخفايا والواقع الذي عايشوه بعيدا عن الأضواء، مؤكّدا بأنّ هذا النوع من الكتابات يساهم في ترقية الإبداع والحراك الثقافي.
^ زهور ونيسي: «الكتابة إلقاء ضوء على زوايا مظلمة ومنزوية فيها إيجابيات»
وقالت الوزيرة السابقة والمثقفة زهور ونيسي أنّ بدايتها مع الكتابة كانت بالصدفة وهي صبية، حيث نصح طبيب يهودي بقسنطينة أمّها بتوقيفها عن الدراسة خوفا من أن تفقد بصرها لتستمر في التكوين الحر، غير أنّ مقالا كتبته ونزل عند أيادي المثقفين العملاقين أحمد توفيق المدني ورضا حوحو وتمّ نشره في جريدة «النصر» جعلها تلج عالم الكتابة من الباب الواسع وخاصة في المجال القصصي، كما سمحت لها الصدفة في سنوات الستينات بطبع أول مجموعة قصصية بمصر في الستينات بمساعدة تلميذة الكاتب الشهير طه حسين سهير القلماوي، التي أعجبت في دورة الاتحاد العام للنساء العربيات الذي احتضنته الجزائر في 1967 بقصة فاطمة التي ألّفتها وكانت سببا في طبعي لأول كتاب.
وأشارت زهور ونيسي إلى الصعوبات الكبيرة التي كانت تعترضها في تمرير أفكارها وكاتباتها والهجومات الشرسة التي كانت تتعرض لها، وتحدّثت عن مساهمة تلك المقاومة في دفع رغبتها للاستمرار في التعبير عن مكنوناتها، وعادت بالجميع إلى أيام التنافس الفكري مع الوزير السابق بوعلام بسايح والمثقف بن فريحة، وغيرها من الأسماء.
واعتبرت المثقفة زهور ونيسي الكتابة بناء وليس هدم كما يعتقده البعض، وصرّحت: «الكتابة محاولة لإلقاء الضوء على أركان مظلمة ومنزوية نجد فيها إيجابيات كثيرة».
وصنّفت الكتابات في خانة تحسيس الأجيال بالرهانات القادمة وخاصة العولمة وطغيان الإشهار المادي على الروح مع بروز الميول للخارج، وختمت حديثها بالتأكيد على أنّ الثورة كانت وطنية شاملة ولم تكن مقتصرة على منطقة معينة.
^ لمين بشيشي: «التشدّد جلعني أكتب لنزع الخوف من الفن والثقافة»
قال لمين بشيشي، وزير الإعلام السابق أنّ الكتابة في الفن والموسيقى كانت من باب نزع تلك النظرة التي كانت منتشرة في مجتمعنا، حيث كانت تعتبر كل ما هو فن وطرب حرام في صورة قاتمة، وهو ما وددتُ تغييره من خلال تخصّصي في جمع الأناشيد والترويج لها، مؤكدا بأن فترة الخمسينات والأربعينات جعلتنا نحاول التخصص في الفن لتدارك تأخر الجزائر، وهو ما حدث عندما التحقنا بتونس، مشيدا بدور الفنان التونسي محمد التريكي الذي ساعدنا على حمل صفة الإبداع.
وأضاف بشيشي أنّ أسوأ ذكرى في المناصب التي تقلدّها هو وزير الإعلام بالنظر لكونه كان يطلع على المعلومات مثل كل مواطن، داعيا إلى الرقي بهذا القطاع الى مصاف الوزارات السيادية.
^ كمال بوشامة: «نكتب لقول الحقيقة»
أكّد وزير الشباب والرياضة الأسبق والمثقف كمال بوشامة، أنّ هدفه من الكتابة والتأليف هو قول الحقيقة حول عديد الملفات غلى غرار ما يدور في حزب جبهة التحرير الوطني وبعض المحطات التي عايشها، والتي تسيل الكثير من الحبر على غرار ما حدث مع المنتخب الوطني في سنوات الثمانينات.