توقّف عبد القادر بن دعماش، رئيس المجلس الوطني للآداب والفنون، عند مؤلفاته التي تجاوزت الـ 20، لافتا إلى أنّه ولدى الاحتفال بالجزائر عاصمة الثقافة العربية عام 2005 عمل على جمع الموروث الشفوي للغناء في أقراص مضغوطة، وأرفق كل واحد منها بكتاب يضم كلمات الأغاني وكتابها، حفاظا على غناء قد يندثر برحيل من يؤدونه، في إشارة إلى أغاني خليفي أحمد والحاج العنقى وآخرين.
عاد بن دعماش من منبر «ضيف الشعب» إلى الحديث عن إصداراته التي ضمنها عصارة أبحاثه طيلة سنوات، كما أنّها تسلّط الضوء على حياة فنانين جزائريين وهبوا حياتهم لفن بمختلف أنواعه، معلومات تنوّر مختلف الأجيال المتعاقبة، وهو ما حمله الكتاب الأخير الذي أصدره بن دعماش وخصّصه لحياة المجاهد والمناضل الشيخ حسيسن، بعدما اطّلع على مقال تناولته إحدى الصحف ووقع كاتب المقال في خطأ بعدما كتب معلومات عن شخصية جزائرية أخرى ونسبها إلى هذا الأخير. وعن شخصية الشيخ حسيسن، أكّد بن دعماش بأنّه استطاع في فترة وجيزة من تحقيق ذاته والتميز في أداء أغنية الشعبي رغم المنافسة الشرسة، واستطاع أن ينافس الحاج العنقى سنتي 1956 و1957، مشيرا إلى أنّه وبعدما مرض اضطر إلى الانتقال إلى فرنسا، قبل أن يعود إلى تونس أين وافته المنية وعمره لا يتجاوز الـ 29 عاما.
ويعمل بن دعماش حاليا على إجراء بحوث تخص حياة سي لخضر بن خلوف المتخصص في الشعر الملحون، وكان هذا الأخير يقول دائما: «أنا مغراوي»، ما جعل بعض الجيران يدعون أنه مغربي، موضحا بأنّه عاش في القرن الـ 16 وآنذاك كانت هناك منطقة واحدة، وهي المغرب الوسطى وكانت تلمسان عاصمتها، ومغراوي أضاف يقول يأتي نسبة إلى عبد العزيز مغراوي وهو شاعر كبير أسّس للحركة الأدبية الشعبية، ومغراوة كانت مملكة قائمة بذاتها تداول عليها عدة ملوك. واستنادا إلى ما سرده بن دعماش في معرض ردّه على سؤال حول مؤلفاته، فإنّ بن خلوف أعدّ حوالي 150 قصيدة، وقد انتهى من جمع سيرته الذاتية، مشيرا إلى أنّه عاش 125 سنة وكان حسبه إماما ومجاهدا وصوفيا دون طريقة.
بعد إصدار كتاب عن «الشيخ حسيسن»
بن دعماش يجري بحوثا عن حياة الشاعر سي لخضر بن خلوف
فريال بوشوية
شوهد:727 مرة