عرض، أمس، بالمسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، مسرحية «اسدل نوول» إخراج شوقي بوزيد، وإنتاج مسرح باتنة، حيث لقي استحسان وإعجاب محبي الفن السابع، كون موضوع المسرحية مستوحى من الواقع الاجتماعي الجزائري.
المسرحية تروي قصة أديب يعيش في زمن يتسم بتقييد حرية التعبير والقيود الطاغية، تتقاذفه أفكار تنامت بشكل متسارع في مخيلته، يحاول من خلالها ترتيب أوراقه الأخيرة ورسم مشاهد متباينة لمسرح جريمة في شكل سطور توضح بشاعة اغتياله.
حاول الكاتب في جميع مشاهد المسرحية أن يتخيل فيها شخصية القاتل المأجور والنهاية الشنعاء له لرفض التكتم على أفكاره التحررية، وينسج بها تفاصيل حوار تتصاعد من خلاله أحداث المسرحية وتتشابك لعكس الصراع الأبدي بين الخير والشر، التي تعالت في مجتمعه في تلك الفترة بسبب الجشع والطمع. كما حاول التطرق لبعض الحالات التي تبقى من الطابوهات في المجتمع، كالطعن في الشرف والاستغلال البشع للطفولة والحاجة للقمة العيش. وفي غضون كل ذلك يأتيه القاتل الحقيقي ويقوم بتصفيته، بعدها يطلع على شيء من كتاباته، فيعتنق أفكاره بعد فوات الأوان، ويقتنع بأن للكلمة قوة تتفوق في تأثيرها وقيمتها على السيف والرصاص، ويعترف بأن تلك الأحلام التي حبكت في كلمات وجمل ومؤلفات ستبقى تتحدث بدلا عن كاتبها وإن مرت سنون طويلة عن وفاته وهو العرض الذي انفعل معه الجمهور الذي كان عند الموعدة لتتبع هذا العرض الدرامي الشيق.
تجدر الإشارة، أن مخرج هذه المسرحية، الفنان شوقي بوزيد، تحصل على جائزة أحسن إخراج في ختام فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي في طبعته الخامسة في ديسمبر 2013، كما تحصل الممثل رمزي قجو، بطل المسرحية، في نفس التظاهرة على جائزة أحسن دور رجالي.