تُعرض بقاعة الموقار بدءا من الغد وعلى مدار 03 أيام أعمال المخرج القدير موسى حداد، التي أثرى بها السينما الجزائرية، لا سيما منها أفلامه القديمة التي ما تزال تلقى إقبالا كبيرا، حيث ارتأى الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالتنسيق مع المركز الوطني للسينما الاحتفاء بها.
وتأتي هذه العروض في إطار تكريم واحد من المخرجين الجزائريين، الذين تركوا بصماتهم في مجال الفن السابع، وخدموا الفن الجزائري، ونهضوا به ليحتل له مكانة مرموقة وينافس أكبر الانتاجات العالمية.
وسيكون جمهور الموقار أيام 29، 30 و31 جانفي الجاري، على موعد مع 03 أفلام سينمائية، حيث يعرض في اليوم الأول الفيلم الشهير الذي ما يزال يحصد إعجاب المتفرج الجزائري، «عطلة المفتش الطاهر»، الذي أبدع في أداء أدواره الفنان الكبير، والفكاهي الراحل حاج عبد الرحمان، واحد من عمالقة السينما الجزائرية، الذي ترك أعمالا خالدة حيث أبدع في عديد الأعمال كممثل ومخرج ومؤلف، وتمكّن من أن يرسم للكوميديا مسارا في عالم الفن الجزائري، وهو الفنان الذي ترك فراغا في السينما الجزائرية بعد وفاته في شهر أكتوبر من سنة 1981.
ويعرض في اليوم الموالي لذات المخرج الفيلم السينمائي «أولاد نوفمبر»، الذي استطاع بدوره أن يحصد نسبة كبيرة من المشاهدة، حيث تمكّن موسى حداد من خلاله التأريخ للثورة الجزائرية، وعرض لأول مرة عام 1975.
ويصوّر الفيلم فترة حرب التحرير الوطنية، من خلال قصة الفتى مراد بن صافي بائع الجرائد الذي يعيل أسرته مع أب مريض وأمّ مغلوب على أمرها، ليتحول في ومضة قصيرة من فتى مغمور إلى المطلوب رقم واحد لدى الشرطة السرية الفرنسية.
في حين يشهد اليوم الثالث عرض فيلم «حراقة بلوز» الذي يعدّ دراما اجتماعية تعالج قضية الهجرة السرية، وواقع الشباب الذين تراودهم أحلام الالتحاق بالضفة الشمالية من المتوسط، بحثا في نظرهم عن حياة أفضل.
وحسب المخرج موسى حداد «حراقة بلوز» يقترح نظرة حالية على الجزائر، وشبابها الذين يطمحون إلى «الحرقة» التي تمثل المتنفّس الوحيد لهم، مشيرا إلى أنّ الفيلم موجه للشباب بالدرجة الأولى، لتوعيتهم أن ليس ما يطمحون إليه موجود بالضرورة في الضفة الأخرى.
ويروي فيلم «حراقة بلوز» الذي أنتجته مؤسسة موسى حداد للإنتاج والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، قصة الصديقين «زين» و»ريان» الذين يحلمان بالهجرة إلى ما وراء البحار، غير أنّ ظروفهما المادية حالت في بادئ الأمر دون تحقيق ذلك.
ويحاول ريان إقناع خاله بأن يقرضه المبلغ الذي سيسمح له بدفع ثمن العبور، موهما إياه أنه يريد الاستثمار في مشروع تجاري، وهو الأمر الذي يكلّفه الذهاب إلى عنابة، وخلال هذه الرحلة يعيش ريان مواقف وأحداث حادة تجعله يكتشف قيمة العيش على أرض الوطن.
للإشارة، يشارك في هذا الفيلم نخبة من نجوم السينما الجزائرية، على غرار محمد عجايمي، بهية راشدي، قاسي تيزي وزو، احمد بن عيسى، أرسلان وحسان بن زراري.