عزيــــزة بوقاعــــدة في إصـــدار روائي يـؤرّخ لثقافـــــة الكتابــــة عـــن الآخـــر
شهد جناح النقابة الوطنية لناشري الكتاب بالتنسيق مع اتحاد الكتاب الجزائريين وبالتعاون مع محافظة الصالون الدولي للكتاب سيلا 2018، لحظات شجون ووقفة ترحم وإجلال وتكريم لشهداء الوطن، تجسيدا للروح الوطنية والشجاعة والتضحية، حيث تميّز اللقاء الذي حضرته بعض عائلات شهداء الطائرة العسكرية التي سقطت بدقائق قصيرة فور إقلاعها من مطار بوفاريك العسكري بالبليدة
شكّل موضوع اللقاء الذي نشّطه الاعلامي نور الدين لعراجي رئيس تحرير جريدة «الشعب» صدور العمل الروائي «أرواح بلا أجنحة شهداء الورد» للمبدعة عزة بوقاعدة الصادرة عن دار المثقف.
«إستنادا إلى بوفاريك والبليدة» هي رواية أرادت من خلالها عزيزة بوقاعدة أن التأريخ لهذه الحادثة الأليمة التي أودت بخيرة أبناء الجزائر وشبابها في 11 أفريل 2018، إثر سقوط طائرة اليوشين العسكرية مباشرة بعد إقلاعها من مطار بوفاريك بالبليدة.
وقد ذكر منشط اللقاء الكاتب نورالدين لعراجي في تدخله بالمناسبة، «أجأتني المبدعة عزة بوقاعدة عندما اتصلت بي طالبة مني كتابة بعض الأحرف لتقديم عملها الروائي «أرواح بلا أجنحة - شهداء الورد»، وبقدر ما كان ذلك تشريف لي للغوص في متون الرواية، بقدر ما جعلني أتساءل هل بإمكاني كتابة تقديم يليق بحجم نصّ روائي ينطلق من ذاتية الآه محلقا في سموات الروح، ينزل على القلب بردا وسلاما.
في الحقيقة ذكرت «المبدعة» وتجنبت كلمة «الكاتبة»، لأن الابداع يرسم معالم طريقه في النصوص التي تترك أثرا في النفوس، وتؤرخ للحظة الهاربة من واقعنا، اللحظة التي نحاول الإمساك بها، لكنها ترحل في صمت دون موعد، دون وداع، باعتبار الإبداع هو الخلق والتجاوز وهو أيضا كيف نحوّل اللحظة المسلوبة من أعمارنا الى حقيقة وواقع، نعيش على شرفاته خوفا من السقوط في النسيان، هو كذلك الأمر بالنسبة للنص الذي بين يدي الآن «أرواح بلا أجنحة». كما قدّمت الفقيدة د.عايشة عويسلت التي فارقت الحياة بسبب لسعة عقرب أسابيع قليلة قبل صدور العمل الروائي وهو كما تقول صاحبته في تصريح لـ»الشعب» ليس بالقصة الحزينة بل هو حكاية سفر الروح الأخير وتأملات في الحياة قبل توديعها، اللقاء كان أيضا للتكريم الرمزي لبعض عائلات شهداء الواجب وعلى رأسهم عائلة صهر الكاتبة الذي حضر ابنه الصغير اياد كرمز على استمرار الحياة والأمل.
