شعـب وجيـش..تلاحـم مـن أجـل الجزائـر

الجيش الوطني الشّعبي.. عمادُ الأمّة وقرّة أعين الجزائريّـين جميعاً

بقلم المجاهد صالح ڤوجيل

قرار الرّئيس تبون بجعل الرابع أوت يوما وطنيا للجيش مبادرة حكيمة أنعشت الذّاكرة الوطنية 

جيشنا صان الأمانة وحفظ عهد الشّهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار

مؤسّسة عسكرية متفرّدة في سلميتها وتآلفها العظيم مع شعبها

الجزائر الجديدة بإنجازاتها ومكاسبها ونهضتها جرفت الفساد والتّسيير البائد 

جيشنا يضطلع بمهام سيادية وحماية المواطنين ومكافحة الإرهاب والدّفاع عن هيبة الدولـة والحرمة التّرابيـة    

 هـذا اليـوم مناسبــة للفخر والامتنان وفرصة لتمتين التّواصل والتّضامن

الرّئيس تبون أرسى خلال الأربع سنوات الأخيرة دعائم الجزائر النوفمبرية الجديدة

 تحتفل الجزائر باليوم الوطني للجيش، ذكرى تحوير جيش الوطني الشعبي الذي أدّى الأمانة واستعاد السيادة، ووفّى بوعد نوفمبر بتحريره البلاد من براثن استعمار استيطاني شرس، استهدف الأرض والإنسان والهوية..، إلى الجيش الوطني الشعبي الذي صان الأمانة وحفظ عهد الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار، وحقّق ما نصّ عليه بيان أول نوفمبر 1954، عبر بناء الجزائر الحرة المستقلة، والدفاع عنها وحماية حدودها وتكريس قوتها وتعزيز استقرارها، والذود عن أمان شعبها، والحفاظ على وحدتها الوطنية.
لقد استحقّ الجيش الوطني الشعبي، أن يكون السليل للأصيل بحق وجدارة، وأن يوسم بالجيش الأمة..، فهو المؤسسة العسكرية المتفرّدة في سلميتها وفي تآلفها العظيم مع كافة فئات الشعب، لأنّها جزء منه ونشأت من رحم آلامه في سنوات الجمر والمآسي إبان مرحلة الاستعمار القاسية..، وقامت على إرث تاريخي مجيد زاخر بالإنجازات والتضحيات والانتصارات التي صنعتها العبقرية العسكرية الجزائرية الخالصة..  
لقد شكّل قرار أن يكون الرابع من أوت يوما وطنيا للجيش من طرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، السيد عبد المجيد تبون، مبادرة حكيمة أنعشت الذاكرة الوطنية وأحيت يوما عظيما لم يحظ قبلا بما يليق به من تقدير وإجلال رغم ما يحمله من دلالات عميقة..، ففي الرابع أوت 1962، تغيّر الهدف بعد أن تحقّقت الغاية، وانبثق جيش جديد عن جيش تليد وهما في الواقع جيش واحد مرّ من الحرب إلى السلام، واجتاز خط الجحيم الى نعيم الحرية..، وفي ذلك اليوم، تغيّرت تسمية الجيش بعد أن تغيرت مهامه ليتخذ مسمى «الجيش الشعبي الوطني» ليبقى على الدوام متّصلا بالشعب والوطن...
وها هو اليوم يشهد مرحلة القوة والتنمية والازدهار وتعزيز الحريات وسيادة القانون، في الجزائر الجديدة التي يرسي دعائمها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ويضطلع فيها بدوره الدستوري لمواجهة التحديات، والمساهمة في إستكمال بنائها وتكريس ديمقراطيتها وحماية ثمار إصلاحاتها بعد حراك مبارك عزز تلاحم الشعب والجيش، وأسس علاقة فريدة ونموذجا جديدا لم يعرفه العالم من قبل بين المواطن ومؤسسته العسكرية، وهو ما ترجمه إعلان الثاني والعشرين فبراير من كل عام يوما وطنيا للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية.
إنّ الجزائر الجديدة بإنجازاتها ومكاسبها العظيمة، ونهضتها الاقتصادية التي جرفت في طريقها الفساد ومناهج التسيير البائدة، وبآفاقها الواعدة التي جندت لها الدولة إمكانات ضخمة تؤطرها إرادة سياسية صادقة نحو التغيير الفعلي والنجديد الفعال، وكذا، برهانات محيط إقليمي متوتّر، ومحيط دولي ينحدر نحو المجهول، تستند اليوم أكثر من اي وقت مضى على جيشها الوطني الشعبي، للقيام بمهامه السيادية، وحماية المواطنين والمؤسسات في الجمهورية الجديدة، ومكافحة فلول الإرهاب والدفاع عن هيبتها وحرمتها الترابية..وذلك اعتمادا على احترافيته، وجاهزيته القصوى، وعصرنة عتاده وتطوير قدراته ومنظومة أسلحته، والتي تعد ثمرة إستراتيجية وطنية لتحديثه، باشرتها الجزائر لإمداد جيشها بكل الآليات التكنولوجيا الملائمة لعصر المعرفة والرقمنة والذكاء الاصطناعي، وتمكينه من كافة الوسائل التي تمكنه من أداء دوره الريادي في الجزائر الجديدة، ومواصلة الوفاء بعهد نوفمبر والعمل بقيمه السامية، استكمالا لرسالة الشهداء والمجاهدين صوتا لأمانتهم وتحقيقا لتطلعهم إلى جزائر قوية موحدة مستقرة مهابة.
من هذا المنطلق، من واجبنا جميعا أن نثمّن إقرار «اليوم الوطني للجيش» باعتباره مناسبة للفخر والامتنان تجاه الجيش، كما سيظل بلا شك فرصة سنوية لتعزيز التواصل وتمتين التضامن بين الشعب والجيش، خاصة من فئات الشباب والطلبة ليتعرّفوا على إنجازات هذه المؤسسة العريقة في مختلف المجالات، بما في ذلك التكنولوجيا العسكرية وتطوير الصناعة العسكرية، وكذلك القوة المتنوعة المتاحة لدى قواتنا العسكرية من اجل صد الأعداء في أي وقت ومكان.
ونحن نعتبر بكل صدق وأمانة، أنّ الجيش الوطني الشعبي هو مصدر إعتزاز لكل الجزائريات والجزائريين بالنظر لما حققه على أصعدة عدة، ووقوفه بكل عزم إلى جانب أمته، في كل المحن والأزمات التي واجهت البلاد، الأمر الذي أكد مدى تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتطابق رؤيتهما للمستقبل خدمة للوطن والذود عنه في كل الظروف.
إن هذه الرابطة المتميزة والمميزة والفريدة من نوعها في العالم التي تربط الشعب الجزائري بجيشه، تعزز بكل يقين دعائم وركائز الدولة الوطنية الديمقراطية والاجتماعية، لأن الجيش الوطني الشعبي يمثل بحق، العمود الفقري للدولة الجزائرية فضلا عن كونه الضامن الدستوري لوحدة وسيادة البلاد، لذلك نقولها بفخر واعتزاز أن الجيش الوطني الشعبي هو عماد الأمة وقرة أعين «مومو العين « الجزائريين جميعاً.
لقد زادت هذه الرابطة جيش-أمّة من مناعة الدولة الوطنية وعززت من مقدرة الجزائر لمجابهة التحديات الراهنة وحماية أمن الوطن، بفضل جيشها الأبي الساهر على حدود البلاد وأمنها، كما تزداد أهميتها يوما بعد يوم في مجابهة الرهانات المطروحة، سيما في ظل التحديات الجيوسياسية والأمنية التي تميز منطقة المغرب العربي والساحل الافريقي والبحر المتوسط باعتبارها فضاءات جيوسياسية تندرج ضمن المجال الحيوي لبلادنا ممّا يتطلب تمتين هذه الرابطة المميزة والهامة لتقوية الجبهة الداخلية.ويبدو واضحا أيضا أنّ النجاح الذي حققه الجيش على أكثر من صعيد، لم يكن ممكنا ليتأتى لولا اتخاذه لجيش التحرير الوطني كقدوة في الولاء للوطن والإخلاص له، ولولا التحلي بالإرادة اللازمة لخدمة البلاد والعباد وبقيم الإصرار والانضباط والوفاء لرسالة الشهداء من أجل رفع التحدي والرقي بأداء قواتنا المسلحة إلى مستوى المهام الدستورية الموكلة إليه، كما تحقق تطوره الكبير بفضل استراتيجية التكوين المنتهجة من طرف مؤسسة الجيش الوطني الشعبي في تحضير وإعداد الإطارات كونهم الحاضر والمستقبل، سيما وأن الخطوات العملاقة التي خطاها الجيش الوطني الشعبي في السنوات الأخيرة، سمحت برفع مستوى التدريب والتحضير ممّا أثّر إيجابا على القدرات القتالية الفعالة والجاهزية العملياتية العالية التي باتت تتمتع بها مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي جوّا، برّا وبحرا، تكيفاً مع حجم التحديات الواجب  مواجهتها وحسب طبيعة الرهانات الملزم كسبها، ذلك، ما ينبغي علينا جميعا تثمينه والتنويه أيضا بالروح الوطنية العالية والتحلي بقيم التضحية ونكران الذات، والوفاء للوطن لدى كل منتسبي الجيش الوطني الشعبي.وعليه، نقول أنّه بالأمس تشبّعت ثورة نوفمبر المظفرة بوقود شعبي حي متعطّش للحرية ومشبّع بالوطنية أنار شعلتها الخالدة، والتي تزداد توهجا اليوم في الجزائر النوفمبرية الجديدة التي تمّ خلال الأربعة سنوات الأخيرة إرساء دعائمها من طرف السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لتغدو دولة مهيبة أساسها استقرار الصرح المؤسساتي ودبلوماسية نشطة واستباقية، واقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة القائمة على العلم والتكنولوجيا والابتكار والإبداع والتقنيات الحديثة، وبنهج اقتصادي جديد متنوع المصادر، وتنمية مستدامة تقودها الكفاءات العلمية.
فمهما اختلفت الرّؤى فهي لا يمكن أن تطرح أي إشكال طالما كان الهدف والمبتغى الأساسي لدينا جميعا هو خدمة الجزائر وما أدراك ما الجزائر، وطالما بقيت مرجعيتنا الجوهرية نوفمبرية نستلهم منها مبادئنا ومعالمنا في هذا العالم المتقلب.
وعلى هذا الأساس، جاز لنا القول إنّ الجزائر المستقلة في قراراتها والسيدة في خياراتها والثابتة في مواقفها المبدئية، ماضية قدما وبقناعة كبيرة في مشروعها الوطني الكبير الرامي الى مواصلة بناء الجزائر الجديدة التي يتم فيها تمكين كافة شرائح الشعب الجزائري من العيش في كنف الكرامة والامن والأمان والاستقرار....
نعم، هي الجزائر المفتخرة بماضيها العريق والتواقة إلى مستقبل مشرق، والتي تعمل على ربط أواصر التعاون والصداقة مع الكثير من الشركاء في إطار مصالح متقاسمة واحترام متبادل.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار،
دامت الجزائر قويّة، مستقرّة ومزدهرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024