ما أقلق الاتحاد الأوربي، أنه فهم أن محتوى الحراك الجزائري يحمل نزعة تحريرية، لاستكمال التحرر الوطني الجزائري من براثن فرنسا الكولونيالية، ولذلك وبعد كل محاولات اجهاض الثورة الديمقراطية السلمية في الجزائر، بشتى الأساليب وبكل المحاولات، من الداخل الجزائري من خلال دفع بعض ضعفاء الوطنية إلى حمل شعارات تخالف العقيدة الوطنية الجزائرية، ومن الخارج من خلال لعب محالات فرنكوإقليمية للتشويش على القوات المسلحة الجزائرية من شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها.
إن الشعب الجزائري له حساسية كبيرة من الخارج، انها عقيدة وطنية مورثة عن الثورة التحريرية، ولا تزال هاته العقيدة مستعرة في ثورتنا الديمقراطية اليوم.
ها هي آخر ورقات الاستدمار الفرنسي تسقط اليوم، بعدما تأكد البرلمان الاوربي بأنه لا يستطيع جمع حججه للتدخل في الجزائر، بل إنه أهمل ولم يهتم أصلا ليجدول تحركات أصحاب السترات الصفراء في فرنسا، ولا مطالب شعب كاتالونيا في إسبانيا، ولا حتى احتجاجات عمال ايطاليا منذ مدة، للاسف إنها الكولونياليا التي تفكر فقط في استنزاف ما وراء البحار.
إن مسار واستفاليا المنشأ للدولة الوطنية في أوربا وفق قواعد فصل الدين عن السياسة، ورغم علمانية أوربا في الداخل، إلا أنها لا تزال صليبية في ممارستها في الخارج، للأسف أن نموذج الرجل الأبيض الناقل للحضارة-حسبهم- لا يزال مهيأ للعمل خارج النطاق الأوربي من أجل دولنة الصليبية المقيتة، ربما يريدون ارسال كاردينال جديد للتبشير المسيحي في الجزائر ومعها عموم إفريقيا، فقد دافعو جميعهم في لقاءهم البرلماني بخصوص حراك الجزائر على غلق اسطبلات التمسيح والنصرانية في جزائر الاسلام والمسلمين.
فرنسا ومعها كل أوربا ستختسر الجزائر التي تدفيهم شتاءا وتقبل كل منجاتهم في بقية الفصول، وخسارة فرنسا الجزائر يعني خسارة فرنسا كل إفريقيا، إنه الدومنو الافريقي لسحب البساط من تحت أوربا (فرنسا) الصليبية.
فرنسا اليوم لم تعد تتخوف من فقدان مصالحها في الجزائر فقط، ولم تعد تتخوف من مبدأ الندية الذي ستطالب به الجزائر في تعاملاتها الخارجية في فرنسا، ولن تتخوف من فقدان امتيازاتها ولا من تمزيق بقايا اتفاقيات ايفيان ولا حتى تحرر الشعب الجزائري من التركة اللغوية واللسان الفرنسي بل أصبحت فىنسا اليوم تتخوف من سقوط جمهوريتها الخامسة ليكون المراهق "مانويل ماكرون" آخر الروؤساء الديقوليين.
لكن ينبغي أولا وقبل كل شيء على الشعب الجزائري وخاصة كل مكونات الامة الجزائرية من شباب وشيوخ، ومن رجال ونساء بالرد بكل قوة وكل عزم على فرنسا ونوابها الاوربيين من خلال التوجه الحقيقي لصناديق الاقتراع وإفراز رئيس للجمهورية يتمتع بالشرعية القوية في الداخل وله كامل المشروعية في الخارج لتأديب أوربا وكل من تسول له نفسه بالمساس بشعبها ووطنها، إنه نداء الوطن وهكذا تكون الاستجابة لنداء الوطن أو لا تكون.
من أجلك يا وطني