موقع إعلام الأسرى
تمثل الجزائر ساحة تاريخية لمساندة القضية الفلسطينية، فقد برز تضامن أهلها مع شعب فلسطين في كل الساحات والميادين والمحن التي تقع عليهم، ففي الآونة الأخيرة زاد اهتمام أهل الجزائر بقضايا فلسطين خاصة قضية الأسرى في سجون الاحتلال، فأخذت الصحف ووسائل الإعلام المختلفة تعد التقارير المختلفة التي تفضح جرائم المحتل بحق الأسرى الفلسطينيين.
وتناولت التقارير التي نشرت في الإعلام الجزائري، أدق المعاناة التي يمر بها الأسرى الفلسطينيون، من اعتقال إداري ظالم وعزل انفرادي واهمال طبي وقمع واقتحام للزنازين ومصادرة المقتنيات وحرمان الأسرى من الزيارة وإضرابات الحرية والكرامة وأجهزة التشويش المسرطنة، وغير ذلك من الجرائم.
واستقبل الشعب الفلسطيني الاهتمام الجزائري بقضاياه المختلفة بكل حب وتقدير وثناء، معبّرًا الشعب الجزائري شعب عظيم بكل مكوناته وشرائحه، كونه يعتبر قضية فلسطين هي قضيته الأولى.
السّند والظّهير
مكتب إعلام الأسرى أجرى حوارًا مع أ - «خالد صالح» مسؤول ملف الأسرى في سفارة فلسطين بالجزائر، للحديث عن النقلة النوعية في الاهتمام العربي بقضية الاسرى الفلسطينيين خاصة في دولة الجزائر، والذي أثنى بدوره على الاعلام الجزائري الذي اعتبر قضايا فلسطين كقضايا بلاده.
قائلا: هذا الموقف التاريخي جسّدته كل أجيال الجزائر منذ رواد استقلالها ومناضليها الاوائل، الذين عبّروا عن نضالهم وأخلاقهم وثورتهم الباسلة مرورا بكل من جاء على رأس العمل الرسمي الجزائري، ووصولا إلى رأي عام جزائري شعبي رضع الولاء للقضية الفلسطينية. فكل الجزائر شعباً وحكومة عبّروا وما زالوا عن إيمانهم بالقضية الفلسطينية. وهم آخر معاقل العالم ورغم التغير الذي أصاب منظومة الاسناد الدولي والعربي بحكم الهيمنة الامريكية وتغير النظام العالمي منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، ورغم تنكر القريب والبعيد لفلسطين وجرحها.
إلا أن الجزائر الوحيدة التي ما زالت تحافظ - شعباً وحكومةً - على ثابتها الذي لم يتبدّل، وهو – ثابت - أن الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. لذلك، فإن قضايا فلسطين وهمومها تمس الوجدان الجزائري بشكل حقيقي وجدي وبدون تصنّع، فالجزائر تراقب الخبر الفلسطيني والوجع الفلسطيني كما تتابع حالتها الوطنية، بنفس الدرجة من الاهتمام الحقيقي، وهي السند والظهير الذي لا يتصنع في مشاعره وحبه واهتمامه، وهو ما جعل قضية الاسرى الفلسطينيين تلقى تجاوباً بالغاً عند كل المؤسسات الرسمية والشعبية في الجزائر، باعتبار انشغالهم بهذه القضية هو جزء من واجبهم، وتجسيد حقيقي لمعنى الولاء والحب لفلسطين وهمها.
وساعد تركيزنا في السفارة الفلسطينية بالجزائر على قضية الاسرى في تكريس وتسليط الضوء على هذه القضية السياسية والانسانية التي تؤرق كل بيت فلسطيني، خاصة أنّنا نتحدّث عن آلاف من الشهداء مع وقف التنفيذ الذين يحتاجون من كل فلسطيني وعربي وحر في هذا العالم أن يساندهم ويقف معهم.
تطوّر الفكرة
وحول تطوير هذا الملف والأفكار التي ساهمت في إنجاحه، قال «صالح»: «هناك أكثر من سبب دفعني للعمل في هذا الموضوع، الأول: أنّني ابن الحركة الأسيرة وأقدر تماما ما يعنيه السجن الاسرائيلي، وأفهم تماماً عتمة الزنزانة وقسوة الجلاد الصهيوني، وتجربتي مع قبور الأحياء الاسرائيلية تجعلني أقف نصيراً فعلياً لخدمة الأسرى الأبطال.
من جهة ثانية، معرفتي بالدولة الجزائرية والشعب الجزائري العظيم سهّلت كثيراً من مهمتي في تنوير الرأي العام العربي والعالمي لقضية الاسرى، لأن الجزائر بمؤسساتها الاعلامية الرسمية والشعبية تقف في خندق الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية بكل قوة، ولم تغلق يوماً أبوابها في وجه الدعم لفلسطين بالقلم والصورة والكتاب. ومن خلال علاقتي بكثير من رموز الاعلام الجزائري، فقد كانت كل الأبواب مفتوحة وكل الأيادي ممدودة لخدمة هذه القضية، إضافة إلى أن قضية الأسرى على سلم الاولويات لدى كل مكونات الشعب الفلسطيني وقيادته وأحزابه في فلسطين وخارجها.
كما أنّنا نسعى ونتواصل مع كل الاخوة والزملاء في مؤسساتنا الفلسطينية وسفاراتنا في الخارج، والت، بدورها تسعى وتحاول وتتواصل وتفتح مساحات لقضايا الأسرى وعناوينها الكثيرة، فالأسرى قضيتنا ومحل اهتمام كل أسرة فلسطينية ذاقت ويلات السجن والأبعاد.
الصّحف الجزائرية
وأكّد مسؤول الملف الفلسطيني في الجزائر لمكتب إعلام الاسرى أن الصحف التي آمنت بالفكرة وفتحت لها بوّابة النور كثيرة، حيث كانت البداية مع جريدة «الشعب» الجزائرية عام 2009، عام «القدس عاصمة الثّقافة العربية»، وفي لقاء جمع السفير السابق محمد الحوراني مع المدير العام ومسؤول النشر في جريدة الشعب الأستاذ عز الدين بوكردوس، أحد أعمدة الصحافة الجزائرية منذ الاستقلال تمّ الاتفاق بينهما على منح صفحتين للقدس نهاية كل أسبوع.
وبدأت الصحيفة بإصدار ملحق «الشّعب المقدسي»، وتمّ تكليفي بهذا الملف في السفارة ، واستمر إصدار الملحق لمدة تقرب الثلاث سنوات، ومن صفحتين عن القدس صباح كل يوم خميس إلى ملحق وصل أحيانا إلى 16 صفحة ، وبعدها انتقلت صحيفة «الشعب» وبقرار من مديرها العام ومسؤول النشر فيها إلى إصدار أول ملحق عن الأسرى في سجون الاحتلال أطلق عليه اسم «صوت الأسير الفلسطيني».
من عام 2013 كانت البداية لهذا المولود الجديد في الصحافة الجزائرية، ومنه انطلقنا الى بقية الصحف والعناوين الاعلامية الجزائرية، حيث منحتنا صحيفة «الجزائر نيوز» ملحقا أسبوعيا للأسرى كان يصدر صباح كل يوم أحد من أربعة صفحات، يشاركنا فيه الكتابة أخوة أعزّاء من هيئة تحرير الجريدة وعلى رأسهم المدير العام «أحميدة العياشي» ورئيس التحرير توفيق سيساني ومسؤول الملف السياسي في الجزائر نيوز محمود أبو بكر، الى جانب تغطية إخبارية يومية لقضية الأسرى.
ومن «الجزائر نيوز» الى صحيفة «الجزائر» ومدير النشر فيها الاستاذ أحسن خلاص، والذي منحنا مساحة واسعه من الجريدة لنشر الأخبار والتقارير المتعلقة بقضايا أسرانا يوميا، ومن جريدة «الجزائر» الى «المواطن الجزائرية» التي يرأس تحريرها المناضل «محمد كيتوس»، والتي بدورها منحتنا صفحتين يوميا الى جانب ملحق شهري من 12 الى 16 صفحة عن الأسرى.
وكذلك صحيفة «الحوار اليومي» الجزائرية وعلى رأسها المدير العام مسؤول النشر محمد يعقوبي، والذى فتح للأسرى قلبه وروحه وصحيفته، وأولاها مع كل الزملاء في يومية «الحوار» الاهتمام الخاص ومنح الأسرى صفحتين يوميا، إلى جانب الحضور اليومي والمساحة الواسعة في الجريدة لقضايا فلسطين بعناوينها المتعددة، ومنها لجريدة «الوسط» اليومية الجزائرية وعلى رأسها المدير العام مسؤول النشر «شفيقة العرباوي ومدير تحريرها «وداد الحاج» وكل الكادر الإعلامي فيها، حيث كانت وقبل صدور الملحق اليومي للأسرى فيها تعطى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية وقضية شأن داخلي جزائري الاهتمام الاستثنائى والمساحات الواسعة، حيث كان للقضية الفلسطينية من زواياها السياسية والادبية والثقافية والحزبية مساحة تقترب من صفحتين يوميا الى جانب ملحق الأسرى فيها، والذي يتجاوز احيانا الثلاث صفحات.
وكذلك جريدة «البلاد» اليومية والتي منحت الأسرى صفحة يوميا، الى جانب التغطية الاخبارية ونشر التقارير التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، وبمبادرة من مديرها العام مسؤول النشر فيها الأستاذ «يوسف جمعة» ورئيس تحريرها الأستاذ «أنس جمعة» و»فيصل حملاوي» سكرتير التحرير في جريدة «البلاد» والاخوة والأخوات في القسم السياسي والدولي، وجريدة «الشروق اليومي» بمديرها العام ومسؤول النشر فيها الأستاذ «علي فضيل»، والتي منحت قضية الأسرى اهتمام خاص وملحق أسبوعي فيها يصدر صباح كل يوم اثنين، إلى جانب العناوين المختلفة للقضية الفلسطينية. وشكر «صالح» الأخوين الأستاذ رشيد ولد بوسيافة مدير تحرير وعبد السلام سكية رئيس القسم الدولي في الجريدة الذي يشرف شخصيا على تفاصيل ملف الأسرى، كما شكر جميع الزملاء في صحيفة «الشروق».
ومن «الشروق» لجريدة «صوت الأحرار» وجريدة «العالم الجزائرية» والتي تمنح الأسرى صفحتين يوميا وجريدة «التحرير» التي تمنح الاسرى وقضايا فلسطين صفحة يومية وصحيفة «الحياة العربية» وملحقها الأسبوعي عن الأسرى وصحيفة «الجزائر الجزائرية» وصحيفة «الإخبارية» وصحيفة «الصوت الآخر» وجريدة «الحياة» و»المساء» و»النصر» و»الأجواء» و»الموعد» وجريدة «اليوم» ومنبر القراء وجريدة «المحور» و»وقت الجزائر» و»اللقاء» وغيرهم من الصحف اليومية والأسبوعية التي تغطي خبر الأسرى وأخبار فلسطين، وأستطيع القول جازما أن فلسطين تجري في جسد الجزائري كمجرى الدم.
وأشار «صالح» إلى أن الفكرة كانت في بداياتها صغيرة وعدد المنصات الممنوحة محدوداً، لكن سرعان ما توسّعت الفكرة إلى أن أصبحت مشروعا قوميا مشتركا بيننا وبين أغلب وسائل الاعلام الجزائرية.
قائلا: «لقد ساهمنا بالتغطية الواسعة واليومية والمستمرة والمتنوعة لقضية الاسرى في جذب الانتباه لحيوية واهمية هذه القضية. وأعتقد أنّنا نحقّق نجاحاً كبيراً وواسع النطاق، لأن الشعب الجزائري يهتم بالصحافة المقروءة جداً، وباتت قضية الاسرى الفلسطينيين تحتل أعمدة ثابتة في هذه الصحف، والتي تغطي قضية الاسرى بشكل جوهري وجدي مؤثر».
وأوضح أن تفاعل الجزائريين مع قضية الاسرى الفلسطينيين يتم بمصداقية عالية، بدليل أننا بدأنا هذه المبادرة بشراكة مع صحيفة واحدة، إلى أن وصلنا اليوم لننشر في أكثر من 15 عنوان صحفي جزائري، ونغطي كل ماله علاقة بقضايا الاسرى، حيث يصدر يوميا اكثر من 14 صفحة، هذا التوسع في الاهتمام بقضية الاسرى يعطي مؤشرا مناسبا لحجم الاهتمام والاستجابة العالية التي قوبلت بها هذه المبادرة من الاشقاء الجزائريين.
الاهتمام العربي
وحول سؤال: هل تعتقد أن الاهتمام الاقليمي بقضية الأسرى سيتوّج بحراك دولي يطالب بإطلاق سراحهم؟ قال صالح: «أعتقد ان قضية الاسرى لم تحظى بالاهتمام العربي الكافي لأسباب كثيرة، منها ما يتعلق بأزمة العالم العربي الراهنة وانشغال البلدان العربية في مشكلاتها الداخلية ومسيرة حريتها واصلاح نظمها، ومنها ما له علاقة بطغيان موضوعات فلسطينية على حساب قضية الاسرى كأزمة المصالحة الفلسطينية التى أصبحت ملحة جدا فى ظل ما يحاك ضد قضيتنا من مؤامرات ليل نهار، وآخرها ما يسمى بصفقة القرن - صفقة تصفية القضية الفلسطينية - وهذا يتطلب وحدة القرار ووحدة الموقف ووحدة الوطن وانهاء الانقسام، اضافة الى تردي الاوضاع الاقتصادية..إلخ. وهذه القضايا غطت على قضية الاسرى التي دفعت ثمن الصمت العربي الرسمي والشعبي على جرائم الاحتلال وامعانه في التنكيل بالاسرى الفلسطينيين، وأظن أن مبادرات من بلدان عربية على غرار تجربتنا في الجزائر من شأنها أن تنير بصيرة العالم العربي بقداسة قضية اسرى الحرية الفلسطينيين، وهو ما يمنح هذه القضية مساحة وحيزاً مناسبا في اهتمامات الرأي العام العربي، وبالتالي تفرض نفسها على طاولة الحكومات العربية.
إن من شأن مثل هذه المبادرة الفلسطينية الجزائرية حال تعميمها في العالم العربي وفي الساحات الخارجية في أوروبا والأمريكيتين من شأنها أن تمثّل انتصارا لقضية الاسرى وصولا إلى تشكيل فريق عمل دولي يضغط من أجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين».
ووجّه مسؤول الملف الفلسطيني في الجزائر رسالة الى الشعب الفلسطيني وأهالي الأسرى قائلا فيها: «أرجوكم ضعوا قضية الاسرى ضمن أولويات عملكم، وتذكّروا في خضم وجعكم وحزنكم اخوانكم الاسرى، علينا أن نضع قضية الاسرى ضمن أجندتنا النضالية والحكومية والشعبية اليومية، ليعلم القاصي والداني أنّنا لن نتنكر للذين ضحوا بأعمارهم من أجلنا ومن اجل فلسطين، وأؤكّد لأهالي الأسرى أنهم في خاطرنا وقلبنا وعقلنا، وأنّنا لن ننساهم. وان صبرهم جهاد وعبادة، وحقّهم علينا ألا نتقاعس في خدمتهم. والاصرار على مواصلة دربهم، فهم مصدر الهامنا للنضال، وهم الشهداء مع وقف التنفيذ. إنّهم الأبطال في زمن الانكسار والردة والتراجع، ووعد أنّنا لن نخذلهم».
جزائريّون أحرار
ذهبنا في مكتب إعلام الأسرى للحديث مع إعلاميين جزائريين وحاورنا أ - العربي بريك مدير جريدة «التحرير الجزائرية»، حول اهتمام الاعلام الجزائري بالقضية الفلسطينية خاصة قضية الأسرى فقال: «إنّ الشعب الجزائري من أكثر الشعوب إدراكا لحجم معاناة شعب يئن تحت الاضطهاد والمعاناة، فقصة الشعب الفلسطيني المظلوم شبيهة بقصة الأمس مع معاناة الجزائريين لأكثر من قرن وربع مع الاحتلال الفرنسي.
الشعب الجزائري يدرك معنى الألم والمعاناة والاحتلال أكثر من الشعوب العربية الأخرى..كما أن أنه شعب حر وثوري وينتفض ضد الظلم والظالمين أينما كانوا ووجدوا ولو كانوا من أبناء جلدتهم وحراك الشعب الجزائري اليوم ومنذ 22 فبراير دليل على ذلك..وهذا من وجهة نظر تاريخية هناك صلات قرابة بين الشعبين الجزائري والفلسطيني حسب من يرجح الأصل الكنعاني الواحد لكليهما والله أعلم».
بدوره، أكد الإعلامي «الطاهر سهايلية» رئيس القسم الدولي في صحيفة «البلاد الجزائرية» لمكتب إعلام الأسرى، أن الجزائر كانت ولا تزال الحاضنة الاستراتيجية للملف الفلسطيني ككل فضلا عن شتى الملفات المتفرعة من بينها ملف الأسرى، هؤلاء المجاهدين الذين اخذوا غدرا وغيلة لدواعي النضال الفلسطيني من أجل فلسطين حرة وأبية عاصمتها القدس، ولهذا ليس غريبا على الجزائر والجزائريين الوقوف مع فلسطين مثلما قال الرئيس الراحل هواري بومدين نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة اليوم وغدا وللأبد، وقبل كل شيء فإن ما يقوم به الإعلام في الجزائر ما هو إلا واجب ودعما وتضامنًا مع القضية الفلسطينية، وهو موقف ثابت ولا رجعة فيه حتى تتحقق كل ما يرجوه اخواننا في فلسطين من تحقيق كل حقوقهم المشروعة وعلى رأسها القدس الشريف..».
وتحدّث «سهايلية» عن نجاح ملف صوت الأسير الذي يشرف عليه مسؤول السفارة الفلسطينية في الجزائر، قائلا: «التأثير المنشود هو الوعي والوحدة ولم الشمل وتقريب الآراء ووجهات النظر بعيدا عن كل الايديولوجيات، فالقضية في الاخير واحدة، فمثلا حين يعي الاخوة ان هدف القضية واحد وستتحقق الكثير من النتائج، فالوعي اساسا بتحديات النضال الفلسطيني العادل بإزاء الغطرسة والتكبر والطغيان الصهيوني الذين يحاولون بشتى الطرق جعل الباطل حقا والحق باطلا...ولكن الله عز جل يمدهم في طغيانهم يعمهون ليوم تشخص فيه الأبصار، لذلك على إخواننا في أرض الرباط والصمود والثبات واحتساب الاجر على الظلم والتعسف الصهيوني حتى يأذن الله عز وجل بالخلاص الأبدي..ذلك أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة».
داعيا الاخوة والزملاء في الدول العربية للاهتمام أكثر بالقضية وتسليط الضوء على الانتهاكات والجرائم الإرهابية التي يتعرض لها الأسرى.
نحن معكم
من جانبه؛ قال عبد السلام سكية رئيس القسم الدولي في جريدة الشروق الجزائرية، لمكتب إعلام الأسرى: «لا يختلف اثنان، على أنه من أصعب التجارب التي قد يمر بها الإنسان، فقدان حريته وتكبيلها، ونحن في الجزائر نطلق على كلمة السجن عبارات توحي بقسوة هذا المكان ومن ذلك «قبر الدنيا»، هذا إن سُجن المواطن داخل وطنه وبحكم عدالة عالية ومستقلة، لكن الأمر سيكون أكثر بشاعة إذا فقدت حريتك وصرت تحت قيود «سجان مجرم»، فكيف الحال إذا تعلق الأمر بمتصهين، يعيش في هذه الدنيا بهدف وحيد هو القضاء عليك بهدف القضاء.
فمعركة الحرية، وإن كان في مقدمتها السلاح بأيدي المجاهدين والمقاومين الأبطال، إلا أن المعركة مع العدو الصهيوني، يجب أن تنضاف لها المعركة الإعلامية، لفضح العدو الصهيوني، فيما يرتكبه من تجاوزات وأفعال محرمة دوليا فى حق آلاف الفلسطينيين شيوخ ونساء وأطفال ومرضى، دون وجه حق، فقط لأنهم فلسطينيون شرفاء، يرفضون أن تدنس أرضهم ارض الرسل والأنبياء من الصهاينة، ويرمي بهم لعشرات السنوات خلف الأسوار ليكمم أفواههم، ويعطل حركتهم.
ونحن هنا في أرض المليون ونصف مليون شهيد، نؤكد للأبطال الأسرى، أنهم ليسوا وحدهم، نحن معهم في معركتهم وصبرهم، وهذه مؤسسة الشروق تفتح ذراعيها وأحضانها لكم، لنكتب عنكم، طبعا عن بطولاتكم، وشهامتكم، وصبركم الطويل، حتى تتخلصون من الأسر ويتحرر الوطن...نحن معكم».
وداد الحاج، رئيس تحرير يومية «الوسط الجزائرية»، قال لإعلام الأسرى: كجزائري أولا أنا بحاجة يومية إلى فلسطين و إلى كل ما يقربني منها.
هو شكل متطرف من الحب المزمن يسكننا ويحتل خلايانا، لذلك ليس غريبا أننا كإعلاميين نتحجج بأي شيء لنتقرب من قضيتنا الأولى والمركزية، فليس غريبا أن تخصص عشرات الجرائد الجزائرية مساحات واسعة من صفحاتها يوميا لمواكبة تطورات الأحداث في فلسطين المحتلة، بل هناك منابر تتنافس في إبراز اهتمامها بالجرح الفلسطيني الغائر».
مشيرًا الى أن الكتابة عن فلسطين في الصحف الجزائرية ليست وليدة اليوم «ولا ندعي في ذلك بطولة ولا فخرا، سبقتنا أجيال من الإعلاميين تركوا بصمتهم و نحن نستكمل المسيرة حتى نسلمها لمن يأتي بعدنا طال الزمن أو قصر».
مســاهمات : مقالات
لا تلزم إلا أصحـابها