مبادرة «الحل السلمي لأجل الجز ائر»
تتلاحق الأخبار في الشهد الجزائري، ويستمر الشباب الثائر في تشكيل حراكه السلمي الحضاري في ظل صور تاريخية سلمية عظيمة، يبدعها أبناء بن باديس و عميروش وابطال اخرين...لإعادة أمانة الشهداء لوطن الأحرار.
قدمت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين «مبادرة الحل السلمي من اجل مستقبل الجزائر»(26مارس 2019)، و اطلعنا على هذه المبادرة التاريخية لما تعيشه الجزائر اليوم، و هي قابلة للنقاش والاختلاف والمساندة من كل أطياف المجتمع، لكنها بمثابة أرضية تضمن الانتقال الديمقراطي وتحفظ للجزائر راهنها ومستقبلها.
عندما نقرأ كل نقطة في المبادرة نجدها صدى لشعارات رفعت وكتبت في المسيرات أو الوقفات، ولنتأمل بعضها:
1-إن دعوة الجمعية للمحافظة على سلمية الحراك هي تفاعل مع أبرز الشعارات «سلمية ..سلمية»، وكم أتمنى أن يضع أصحاب المحلات و المقاهي والمراكز التجارية....علامة «سلمية.. سلمية» في واجهة محلاتهم ومراكزهم لتؤرخ للحدث الثوري الشعبي.
2- تدعو الجمعية في مبادرتها لاعتبار أول نوفمبر مرجعية جامعة للجزائريين، مع عدم المساس بثوابت الأمة، وقد رفع الجزائريون في مسيراتهم صور الشهداء، وكتبوا شعار» الشهداء يعودون هذا الأسبوع»، وأنشدوا كذلك» الشهداء يعودون...والفاسدون يرحلون»، بل تغنى أبناء ولاية سكيكدة مثلا بشعار» زيغود يوسف ماتبكيش..الخاين رايح مايوليش»، وكذلك فعل كل الجزائريين مع شهداء الثورة المجيدة....
3- حرصت مبادرة الجمعية على المحافظة على وحدة التراب الوطني ووحدة الشعب الجزائري، وقد رفع الحراك الشعبي شعار: « عربي، شاوي، قبايلي، مزابي..شعب واحد»، وشعار»الوحدة الوطنية خط أحمر»، وكانت الراية الوطنية حاضرة بقوة لتجسد الوحدة، أما راية التعبير الأمازيغي فهي تعبير ثقافي لهوية وجذور الشعب، و إنها كانت حاضرة عبر كامل القطر الجزائري، كطريقة للتعبير الثقافي.
4-أما بالنسبة لمقترحات الجمعية باحترام الشرعية الدستورية واعتبار الشعب صدر كل سلطة وإبعاد المتورطين في الفساد والاستبداد، فقد قرأنا كثيرا من شعارات الحراك تجسّد هذه الأفكار في الجامعات وفي مجالس القضاء و في المحاكم.. وفي كل مكان وعند كل الفئات وليس عن القضاة و المحامين فقط. فقد رفع مثلا سكان عزابة في سكيكدة شعار»أولاد عزابة ضد العصابة»، وفي مناطق أخرى أنشد الحراك» الغاشي قاع في الحومة..يكره هذي الحكومة»، والشعار الأبرز» ترحلو..قاع»
5- نبهت مبادرة جمعية العلماء لحماية الثروة الوطنية والمال العام من النهب والتهريب وسوء التسيير، كما حرصت على حياد المؤسسة العسكرية واحتفاظها بمهامه الدستورية المتمثلة في حفظ الوطن والمواطن، ورفض التدخل الأجنبي، وهي كلها أفكار تساير وتعانق الحراك الشعبي، وقد حضرت في المسيرات الوطنية المتعددة بشعارات مختلفة...
مثل دعوة الحراك لعدم الاستقراء بالخارج أو دعوة الحراك لتدخل أبناء جهاز الجمارك و العدالة لمواجهة من يسرق مال الشعب في شعار:»يا ديوانة.. يا قاضي عندك ..عندك الحرامي»، أو شعار «يا السراقين ..وين رايحين؟»..
نبهت مبادرة الجمعية لعدم تجاهل الشأن الفلسطيني ومعاناة إخوتنا في غزة، وقد كانت الراية الفلسطينية والجرح الفلسطيني حاضران في مسيرات أبناء جزائر الشهداء، فهي-إذن- مجمل اقتراحات جمعية العلماء للحل السلمي وحماية الحراك و الجزائر من أي انزلاق، وندعو الشعب لاحتضانها وتسويقها والدفاع عنها.