إشكالية التمثيل وغياب قيادة للحراك

الانتقال السياسي في الجزائر موضوع نقاش بباريس

شكل الانتقال السياسي نتيجة المطالب التي عبر عنها الجزائريون في حراكهم الشعبي، موضوع نقاش، أول أمس، بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس، حاول من خلاله الباحثون دراسة الافاق الفورية بعد استقالة السيد عبد العزيز بوتفليقة.
 أوضح المدير المساعد للمعهد ديديي بيليون أنه «ثمة في الجزائر نوع من تعجيل الأحداث التاريخية»، معتبرا أن التناقضات التي ظهرت خلال الأسابيع الأخيرة «لن تتوقف»، مشيرا إلى أن «الوضع تغير جذريا في أقل من أسبوعين»، مؤكدا أن النظام الحالي «قد تعرض للارتباك» من حجم التظاهرات والمطالب السياسية. ويرى بيليون أن الأنظمة، في مثل هذه الأوضاع، تتفاعل «بشكل قليل ومتأخر جدا».
لدى وصفه للاحتجاج الشعبي الجزائري «بالثورة» أو ببساطة «بالحراك»، استدل بقول لينين «عندما يرفض الشعب، لا يمكن للسلطة أن تستمر، وبالتالي تكون الثورة». وبالتالي يعبر عن شكل من أشكال «تحرر» الشبيبة الجزائرية التي لم يعرف الكثير منها «العشرية السوداء»، مضيفا أن انقسامات وانشقاقات النظام الجزائري قد أصبحت «عمومية وظاهرة للعيان».  أثار الباحث كذلك اشكالية التمثيلية وغياب قيادة للحراك الشعبي الجزائري الذي يشكل، حسبه، «صعوبة حقيقية» تواجه الفترة الانتقالية التي ستقبل عليها البلاد.
من جهته، قدم الخبير السياسي، حسني عبيدي، خلال مداخلته عديد الفرضيات بخصوص الانتقال السياسي محاولا تحليل ما إذا سيتم الاتفاق عليه أو فرضه، مبرزا أيضا أن الشارع قد أصبح «ملكية» الجزائريين « و»فاعلا حاسما»، مؤكدا أن سقف مطالب الجزائريين «عالٍ جدا».   
إلا أن حسني عبيدي، أشار إلى أن الحراك الشعبي الذي «ذاع صيته» قد تكون له «نقاط ضعف» كعدم قدرته على الاستمرار لمدة أطول أو عدم استطاعته تسيير الانتقال لوحده قائلا في هذا المقام، صحيح أن «السلطة المدنية أو الشعبية» و»السلطة العسكرية» هما اللتان ستسيران هذا الانتقال، ولكن الشكوك سيطول أمدها، يضيف نفس المسؤول، مشيرا إلى أن الانتقال قائم على مسار التفاوض.
كما أفاد المختص في السياسة الذي يشغل منصب مدير مركز الدراسات والبحوث حول الوطن العربي والمتوسط أن «هناك نقاش فريد من نوعه في الجزائر، ولابد من قراءة مرنة للانتقال التي لطالما تقودها القاطرة».
 أوضح ذات المتحدث أن الانتقال هو عبارة عن مسار سياسي بين مختلف الفاعلين وأن «سياسة الطرد» ليست «عرضا سياسي. واعتبر حسني عبيدي «أننا نتجه نحو رئاسيات سيقودها رئيس يحظى بالتوافق خلال هذا الانتقال».
دائما بشأن الانتقال وبعد تحليل الوضع الاقتصادي للجزائر، اعتبر الأستاذ الدكتور في الاقتصاد مولود الموحود أن الآفاق «ممكنة» وأن هناك هامشا للتحرك من أجل إنجاح هذا الانتقال.
 من جهته، شدد أكرم بلقايد، صحفي بجريدة «العالم الدبلوماسي» «لوموند ديبلوماتيك» على التحولات التي طرأت على المجتمع الجزائري خصوصا بفضل إسهام شبكات التواصل الاجتماعي وفضل دورها على الشباب.
قال ذات المتحدث «نحن في مرحلة استيعاد زمام الأمور يقودها الشباب الجزائري»، متوقعا أن تكون المرحلة الانتقالية «فترة خارجة عن الدستور» من أجل منح الوقت اللازم لهذا الانتقال.
وبهذا الصدد، عبر ذات المتحدث عن خوفه من أن البقاء في الإطار الدستوري قد يشكل «خطرا للتقديم إلى الرئاسة نموذجا مستنسخا عن الرئيس الذي طالب الشارع بتنحيته».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024