بمبادرة من تعاونية أيراد للفنون الثراتية ببني سنوس وبالتنسيق مع دار الثقافة عبد القادر علولة بعاصمة الزيانيين تلمسان، دارت وقائع جلسة أدبية ممتعة عشية أول أمس بفضاء القاعة الصغرى المعدة خصيصاً لمثل هذه التظاهرات. يتعلق الأمر بعرض الخطوط العريضة لمحتويات الرواية الموسومة بضحكتها تنقصني ومقاربة جمالياتها الأسلوبية، وهي عمل مشترك أبدعته أنامل صوتين من الجزائر وتونس، كما جاء على ظهر الغلاف.
الكاتبين هما عبد الرحيم بن طالبي المولود في سيدي بلعباس 1988، وهو مختص في الدياديكتيك ويشغل منصب أستاذ للفرنسية بجهة سبدو، أما التونسية ياسمين قرقوبي فهي طالبة في الدراسات العليا من مواليد الثمانينات أيضا بولاية قفصة. يقع العمل في حدود 196 ص، وقد صدر في فرنسا عن دار «لارمتان» في حلة أنيقة جذابة. يتناوب على سرد الوقائع وأحداث النص شخصيتان رئيسيتان هما شخصية عبد الهادي وشخصية ليلى المحور الرئيس في هذا الخطاب الروائي. تدور أحداث الرواية بشكل عام حول حب الحياة والرغبة الملحة في فتح كوة في هذا النفق المظلم. تتميز الرواية بمواصفات خاصة منها أنها تنفتح على الفنون الأخرى، فهي مبنية على النوبة كما أن اللغة في هذه الرواية شديدة الخصوصية، فهي وثيقة الصلة بتلك النزعة المغاربية التي أسس لها كل من كاتب ياسين ومحمد ديب ومحمد خير الدين وأصوات أخرى كان لها الفضل في نحت لغة مغاربية تخترق اللغة الفرنسية من الداخل لتحقيق الانجازات المطلوبة لتكيفيها مع هويتها وخصوصيتها. بقي أن نشير أن علي عبدون المخرج المسرحي هو الذي قد أدار أشغال هذه الندوة العلمية باقتدار بحضور مصحح الكتاب محمد فرجي، وهو من بسكرة يشتغل في الصحافة الناطقة بالفرنسية.
ولعل الاستثناء في هذه الجلسة هو حضور جمهور نخبوي وازن أثرى النقاش، خاصة تلك المتعلقة بجوانب من شخصيات الرواية وكذلك ظاهرة الاشتراك في الكتابة التي تميز بها المتن الروائي فهي لها دلالتها الرمزية وبعدها النفسي في تجاوز الذات المعطوبة إلى مشاركة الآخر في فكره ولغته من أجل التأسيس لما هو أجمل وأبهى.