نقاش مستفيض حول مسيرة الكاتب الأدبية وتناول الدراسات الجامعية لها
استحضر المشاركون في الملتقى الوطني حول الراحل الأديب القاص، عمار بلحسن، بعضا من أبرز وأهم المحطات من حياته و مسيرته الأدبية، خلال الجلسات التي احتضنها على مدار يومين المركز الجامعي بمغنية، والتي ترأس اشغالها الشاعر د. عبد الحفيظ بورديم، عميد معهد الآداب واللغات.
قدم أصحاب هذه الشهادات ومن بينهم أصدقاء الكاتب الذين عايشوه عن قرب ويعرفون تفاصيل حياته وزوجته السيدة فاطنة بلحسن محطات مضيئة من حياة الرجل منها طفولته وتدرجه في مساره المهني وعلاقته مع الكتاب والقراءة وبدايات الكتابة والتحولات ومرجعياته الثقافية ومساهماته المجتمعية . فقد كان هذا المبدع العبقري ناشطا ثقافيا بامتياز أشرف على الملحق الثقافي أوراق معاصرة، كما أنه نشط حصة إذاعية ثقافية كان يناقش فيها قضايا الفكر والإبداع . ولعل ما يحسب للرجل ولاينكره إلا جاحد هو تأسيسه لمخبر سوسيولوجيا الأدب والفن بجامعة وهران لأول مرة في الجزائر. عرّج المتدخلون على مكانة الرجل الأدبية وطنيا وعربيا بدليل هذه الترجمات التي طالت أعماله. وفي السياق ذاته، توقف بعض المحاضرين عند صداقات الراحل عمار بلحسن مع ثلة من المبدعين من داخل الجزائر وخارجها وتبقى علاقته مع الطاهر وطار علاقة مميزة.
في مقابل ذلك، فقد قدم باحثون أكادميون مقاربات بحثية حول نتاجه من قبيل الورقة التي قدمها الروائي عبد القادر ضيف الله عن شعرية القص في مملكة السرد من خلال قصة مغامرة الحوات الذي لم يصبح قرصانا. وهذا التوجه هو ذاته الذي يسلكه د عبد الرزاق علا من جامعة تموشنت من خلال اتخاذ قصة رشا نموذجا للدراسة. في حين تناول د. عبد العزيز شويط من جامعة جيجل دور ثنائية الذاكرة والعاطفة في خلق هوية سردية جديدةً عند عمار بلحسن. ومن المداخلات المميزة التي ألقيت، خلال اليوم الأول، ماطرحه د عبد القادر لصهب من جامعة تلمسان في محاضرته تحولات الكتابة عند عمار بلحسن. أما د، ريمة برقاق من سطيف فقد خاضت في موضوع شائك يتمثل في نقد النقد قراءة في المرجعيات والمصطلح. وشهد اليوم الثاني 26 نوفمبر من الملتقى طرح جملة من الإشكالات ذات الصلة بعلاقة كتابة عمار بلحسن بالإديولوحيا وشعرية اللغة والمعمار الفني في تجربته وقراءة في سيرته الموسومة بيوميات الوجع، بعد إصابته بمرض ألّم بجسده. وللتذكير، فإن الراحل عمار بلحسن ظل وفيا للقصة وأبدع عدة مجاميع قصصية، تؤكد ريادته في هذا المجال، منها حرائق البحر وأصوات وفوانيس، بالإضافة الى كتبه النقدية الشديدة الصلة بسوسولوجيا الأدب التيمة التي أشتغل عليها في تنظيراته البحثية.