مراسلة الأمين العام لاتحاد المغرب العربي لتنظيم اجتماع لمجلس وزراء الشؤون الخارجية لاتحاد المغرب العربي في أقرب الآجال هي ضربة معلم، أكدت بها الجزائر موقفها الثابت من قضايا المغرب العربي والمستندة إلى بيان أول نوفمبر 1954 والذي تبنته خلال احتضانها لقمة زيرالدا في 1988.
وجسدت المراسلة عمليا إيمان الجزائر بأن المشاكل التي تعاني منها المنطقة هي مشاكل تهم كل من يؤمن بوحدة المغرب العربي وتتطلب تضافر جهود كل دوله للبحث عن الحلول الموضوعية، وبالتالي فالكرة الآن في ملعب كل الرفقاء في الاتحاد، ممن يريدون له القيام بدوره الفاعل في بناء المغرب العربي، وبعيدا عن البلاغيات الإعلامية واستجداء الدعم من هنا أو من هناك.
ومرة أخرى تثبت الديبلوماسية الجزائرية ذكاءها في مواجهة الأحداث، ومن وجهة نظر شخصية، لست أرى في هذه الدعوة ردّا على أحد بل هي تذكير بالمواقف الجزائرية التي أعلنتها الجزائر في أكثر من مناسبة، وآخرها رسالة رئيس الجمهورية، وهي استجابة للواقع الذي يعانيه الاتحاد منذ منتصف التسعينيات عندما عرقل الطرف المغربي اجتماع القمم المغاربية، وأتصور أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ الاتحاد الذي يتصور كثيرون أنه ميت، إكرامه هو الإسراع بدفنه.