استقطبت بعض المنتوجات، خاصة العجائن ومشروبات الفواكه، المواطنين الذين أقبلوا على اقتنائها في اليوم الأول من شهر الصيام من المعرض الذي نظمه الاتحاد العام للعمال الجزائريين بساحة المقر في شارع أول ماي، الذي تعرض فيه مؤسسات عمومية وخاصة. هذا ما لاحظته «الشعب» خلال الاستطلاع الذي قامت به أمس، وقد اقتربت من بعض المواطنين، والباعة لرصد إنطباعاتهم حول التظاهرة التجارية.
كانت الساعة منتصف النهار عندما وصلنا إلى المعرض، وهو الوقت المناسب، لاقتناء الحاجيات، والمواد الغذائية التي يحتاجها المرء، لتحضير أنواع الأطباق التي يشتهيها، غير أن ما لاحظناه لدى وصولنا إلى المعرض، هو ذلك التوافد المحتشم للمواطنين، البعض منهم قدم بدافع الفضول، لمعرفة المعروضات وأسعارها، والبعض الأخر اقتنى بعض المنتوجات التي وجدها في متناوله، بينما خرج بعض المواطنين بأكياس وقفف فارغة كما دخلوا.
أرجع بعض المواطنين الذين التقيناهم، عدم اقتنائهم للمنتوجات، إلى سبب عدم وجود الوفرة في السلع، كما كانوا يتوقعون، فالخضر والفواكه لا وجود لها في هذا المعرض، وقد اعتبر أحد المواطنين أن المعروضات غير متنوعة، كما أنها بكميات قليلة، ويضطر الزبون إلى الانتظار حتى يتم تموين العارضين.
وقد تضاربت آراء المواطنين حول أسعار المنتوجات المعروضة في هذه السوق الجوارية التي تعد من بين ٢٠ سوقا مماثلة تم فتحها على المستوى الوطني في هذا الشهر الفضيل لدعم القدرة الشرائية للمواطن، حيث اعتبرت إحدى السيدات أن سبب ذهابها إلى هذا السوق، من أجل اقتناء السلع التي تعرض بأسعار باهظة في الخارج كـ''الحومة''، غير أن الفارق في أثمانها قليل جدا، ولا يستحق ـ كما قالت ـ عناء التنقل إلى المعرض.
وبالنسبة للحوم الحمراء فان سعر الكيلوغرام الواحد يتراوح بين ٩٥٠ دج للحم البقر، و١٢٠٠ دج للحم الخروف، بينما يصل ثمن الكلغ من الدجاج ٣٥٠ دج، وهذا ما جعل المواطنين لا يقبلون عليها حسب تأكيدهم، أما البيض فان «كارتونة» من البيض (٣٠ حبة) سعرها لا يتجاوز ٢٥٠ دج، وهو الأخر لا يختلف حسب احد المستهلكين عن ما وجده يباع في المحلات الخاصة بسعر الجملة.
ما استقطب المواطنون في المعرض العجائن وخاصة «السميد» بأنواعه الذي تعرضه مؤسسة «رياض الجزائر»، حيث كان الإقبال كبير على شراء أكياس السميد ذات وزن ١٠ كلغ، بالإضافة إلى البقوليات كالعدس الذي عرضه الديوان الوطني للحبوب «لوايسي» بسعر تفاضلي لا يتجاوز ٨٠ دج للكيلوغرام، والحمص بـ١٦٠ دج، أي بفارق في السعر يصل إلى ٤٠ دج (في المحلات ثمنها لا يقل عن ٢٠٠ دج).
كما أقبل المواطنون على المنتوجات الخاصة بالشهر الفضيل «العينة» و«الزبيب» التي لا تستغني عنها الأسرة الجزائرية، لتحضير طبق «اللحم الحلو»، وبالنسبة للأولى فان سعرها لا يتجاوز ٣٩٠ دج للكيلوغرام الواحد، والمنتوج الثاني يصل ثمنه إلى ٥٥٠ دج.
ويتراوح الفرق في سعر عجائن «سفينة» ما بين ١٠ دج إلى ٢٠ دج حسب المنتوج حسب ما ذكر ممثل مؤسسة الإنتاج «الخاصة»، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تشارك للمرة الـ٢ على التوالي في مثل هذه التظاهرة، واعتبر بان التخفيضات في أسعار السلع التي عرضت قد جلبت المستهلكين لاقتنائها، مبرزا بان التنافسية في السوق يحدثها بالإضافة إلى الجودة والنوعية عامل السعر.
والجدير بالذكر، فإن هذا المعرض الذي أقامته المركزية النقابية، يأتي في إطار عملية التضامن بمناسبة شهر رمضان الكريم، بهدف دعم القدرة الشرائية للمواطنين، ولتشجيع الإقبال على اقتناء الإنتاج الوطني العمومي والخاص، وقد شارك في هذه الطبعة الثانية حوالي ٢٠٠ متعامل من القطاعين الخاص والعام، التي تطمح إلى تحقيق تخفيض في الأسعار، وتفويت الفرصة على الانتهازيين الذين يتحينون مثل هذه الفرص لإشعال جيوب المواطنين.