بسبب عجز وحدة التحويل عن استقبال المحاصيل

منتجو الطماطم بالشلف يتكبدون خسائرفادحة

الشلف: و. ي. أعرايبي

أطنان ترمى في المزابل وضعف التقديرات يخلط أوراق الفلاحين

خلف تأخر استلام منتوج الطماطم من طرف وحدة التحويلية الخاصة بتعليب الخضر والفواكه وإنتاج العصائر ببلدية الشلف، استياء وسط الفلاحين الذين اضطر بعضهم إلى رمي منتوجهم في المزابل والأودية بعد انتظار عدة أيام في وقت تحججت فيه إدارة الوحدة بعطب في الأجهزة التابعة لشركة إيطالية، الأمر الذي جعل مئات الشاحنات المعبأة بأطنان الطماطم تحول الطريق الوطني رقم 4 إلى روائح كريهة، بحسب معاينتنا.
يعيش منتجوالطماطم حالة من الغضب والغليان بسبب تأخر مسؤولي الوحدة في استقبال منتوجهم الذي فاق كل التوقعات، هذا الموسم نتيجة اتساع رقعة إنتاج هذه المادة من طرف الفلاحين الذين استفادوا من توسيع عمليات السقي وحفر الأبار التي أطلقها وزير القطاع عبد القادر بوعزغي أثناء خرجته الميدانية للولاية في بداية موسم الصيف، تنفيذا لبرنامج الحكومة.
المعضلة التي طفت إلى السطح هذه الأيام جاءت بعد العجز الكبير من طرف إدارة الوحدة في التكفل بإنتاج الفلاحين الذين صبوا جل غضبهم على مسؤوليها ، حيث أكدوا لنا في لقاء بهم أمام المؤسسة بقولهم: “تربطنا عقود مع الوحدة لتسليم منتوجنا مع بداية جني محصول الطماطم بحسب الاتفاقية الموقعة بيننا، لكن كما ترون الوضعية أمامكم، نحن هنا منذ أيام أمام وسط هذا الازدحام والمعاناة تحت أشعة الشمس المحرقة، ماذا نفعل صدمنا”.
وضعية هؤلاء صارت لا تطاق ومنهم من غادر المكان وقام برمي منتوجه في المزابل والأودية بعدما صارت حالة التعفن خطيرة والروائح عمت المنطقة والمنتوج، يقول الناقمون، من الوضعية الكارثية التي صدمتهم. فيما راح البعض يتهم مسؤولي الوحدة بالتقصير وعدم الإستعداد لكل الإحتمالات كوجود فائض في الإنتاج وبكميات فاجأت الجميع، منهم مسؤول مديرية القطاع الفلاحي.
 لم يتوان الناقمون عن الوضع في التهديد بفسخ العقود مع الوحدة أوتحويل منتوجاتهم إلى وحدات خارج الولاية مادامت الوضعية وصلت إلى حد رمي منتوجهم في المزابل بعدما أغرقت المياه المتدفقة من الشاحنات الكبيرة المعبأة بالمنتوج المكان الذي صارت رائحته تزعج مستعملي الطريق وعمال وحدة إنتاج الحليب والألبان بذات الناحية.
 من جهة أخرى، سجلنا تضاربا في الأراء والمواقف حيث سبب هذا الإنسداد في استقبال منتوج الطماطم للفلاحين المتعاقدين مع الوحدة والذين ازدحم بهم بهومدخل الوحدة، حيث أكد لنا البعض أن الأمر يتعلق بعطب في التجهيزات مما عطل عملية التعليب والطحن للمنتوج والمراحل التي يمر بها داخل الوحدة، مما تسبب في توقف استقبال هذه المادة، والبعض الآخر أشار إلى أن مسؤولي الوحدة لم يتوقعوا هذا الحجم والكم الكبير من تدفق المنتوج، وهوما وصفه البعض بضعف عملية التقدير بالرغم أن أرقام عدد الهكتارات المزروعة معروفة مسبقا لدى هذه الوحدة، التي قال البعض أنها أخلت ببنود العقد المبرم بينهما على ضوء الوثائق التي يحوزها الطرفان من مسؤولي الوحدة والفلاحين، يقول محدثونا، الذين تفهم بعضهم موقف الوحدة التي بالرغم من أنها قد أقدمت على تركيب خط ثاني جديد لتدعيم الخط الأول يقول المنتجون العارفون لدواليب إنتاج المادة بولاية الشلف والولايات المجاورة كعين الدفلى وغليزان وتسمسيلت وغيرها من المناطق التابعة لولاية مستغانم.
هذه الوضعية كشفت بحق مدى ضعف التخطيط في التعامل مع المشاريع الإستثمارية وضمان المادة الأولية والمحافظة على استمرار المنتجين في نشاطهم الفلاحي. لذا على مسؤولي المشاريع والوحدات الصناعية التحويلية وغيرها التوجه نحوخلق مناصب شغل للمهندسين والمختصين والتقنيين وذوي معارف المناجمنت وعلم التسيير والإعلام قصد وضع المؤسسة على الخط الصحيح لضمان نجاحها واستمراريتها وبالتالي المشاركة في النموالإقتصادي والتنمية الفلاحية، بحسب التوجيهات التي أعطاها وزير الفلاحة للمسؤولين ومنهم المستثمر الذي يحوز على الوحدة التحويلية لتعليب الطماطم وإنتاج العصائر أثناء وقوفه بمنطقة مجاجة المسماة يرمول.
 أكد مدير الوحدة أحمد معايزية أن حادثة الاضطراب والخلل في استقبال منتوج الفلاحين خلال هذه الأيام يعود في الأساس إلى حالة العطب التي لحقت بالخط الثاني الجديد للوحدة، حيث اتصلنا بالتقنيين الإيطاليين الذين إلتحقوا بالشلف لإصلاح العطب وشرعنا في استقبال المنتوج بمعدل ألف و800 طن يوميا ومن جهة ثانية المنتوج الكبير فاجأنا هذه السنة وسنتخذ كل الإجراءات العملية لعدم تكرار الحادثة وهذا بالتنسيق مع رئيس الجمعية الولائية لمنتجي الطماطم الدكتور بوعمرة بالشلف وهذا خدمة للمنتوج المحلي وتشجيع المشاريع الإستثمارية للفلاحين والمزارع الفلاحية التي عادت بقوة هذه السنوات الأخيرة خدمة لتطوير المنتوج المحلي الذي له مواصفات عالمية لكن يبقى غير كاف ولم يعد يغط الطلب، بحسب تقديرات وزير القطاع في حديثه مع ذات المستثمر خلال زيارته الأخيرة للولاية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024