الأردن بلـــد الأنــــوار المتلألئـــــة .. قصـــــة قـــــــوم لـــــــــوط وانتصـــــــارات صــــلاح الـــدين الأيـوبي

مواقع سياحيـة تستهـوي السياح لاكتشـاف تاريـخ الحضارات الغابـرة

مبعوثـــــة ''الشعـــــب'' إلى الأردن: سهـــــام بوعموشــــة

حين وجّهت الدعوة من طرف وكالة ''قرنادا تور'' للصحافيين ووكالات السياحة الجزائرية، كنّا نظن أنّ الأردن تملك موقع البتراء والبحر الميت فقط، لكننا اكتشفنا مواقع أخرى في غاية الأهمية يفتح الباب لإقامة شراكة واعدة بين الوكالات السياحية الجزائرية ونظيرتها الأردنية للتبادل السياحي والاستفادة من الخبرات في ترقية القطاع.

كان علينا الانطلاق من مطار هواري بومدين على متن الخطوط الملكية الأردنية على الساعة الثالثة و٢٥ دقيقة، في يوم ربيعي ودّعنا فيه العاصمة والشوق يسبقنا لاكتشاف سحر الأردن التي كنّا نسمع عنها قبل رؤيتها..لم نجد صعوبة في اقتطاع تذكرة الطائرة، حيث أتممنا إجراءات السفر بسهولة بفضل كفاءة ومهنية أعوان المطار وشرطة الحدود، حظينا بخدمات راقية على متن الخط الجوي الجزائر ـ الأردن الذي افتتح مؤخرا.
وصلنا إلى مطار الملكة علياء الدولي بعمان على الساعة التاسعة و٤٥ دقيقة ليلا، استقبلتنا الأضواء التي زادت المدينة بهاء بأنوارها المتلألئة لم نتمكن من التعرف على معالم المدينة لكن صوت مرشدنا السياحي الذي راح يقدم لنا شروحات عن المنطقة وحدودها المجاورة كان عيننا التي نبصر بها، لنترك فرصة اكتشاف المدينة لليوم الموالي، وكلّنا شوقا لرؤية البتراء والبحر الميت بما أنّ الفرصة أتيحت لنا لزيارة هذا البلد الجميل المتميز بطيبة أهله.
في وسط المدينة كان الوضع مغايرا، حيث بدت الأحياء أكثر حركية ونشاط رغم سواد الليل طبعه بنايات الطبقة الراقية التي يملكها سوريون وعراقيون اشتروا العقار في سنوات التسعينات، حسب مرشدنا عبد الرحيم.
توجّهنا نحو مطعم فاخر وسط المدينة أين أكلنا الأكلة التقليدية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط خاصة لبنان، في جو من البهجة لما حظينا به من شرف الاستقبال، توجّهنا نحو فندق ''كورب'' رفقة الدليل السياحي عبد الرحيم مصطفى، حيث كان الاستقبال جيدا خاصة عند معرفة عمال الفندق ومديره بأنّنا قدّمنا من الجزائر التي تمثل لهم معقل الثوار ومكة الأحرار.
مدينة الحب الأخوي تختزن آثار حضارات ساحرة
انطلقنا في اليوم الموالي نحو جبل القلعة المتواجد بعمان العاصمة، التي شهدت عبر التاريخ أقواما وحضارات عريقة كاليونانية وحملت اسم فيلادلفيا أي مدينة الحب الأخوي، حسب ما قاله لنا الدليل السياحي الأردني، الذي أكّد أنّ هذه المدينة المتميزة بقدمها وعراقتها شهدت في العصر الحديث ازدهارا حضاريا وامتدادا جغرافيا وعمرانيا كبيرا، فهي اليوم مدينة آهلة بالسكان من مختلف الشرائح والفئات، تمثل نموذجا للتزاوج بين الأصالة والمعاصرة.
ما لاحظناه هو وجود العديد من المعالم الأثرية كمعبد هرقل الشهير المشيد فوق مصطبة حجرية مرتفعة، والذي يجاوره متحف يضم نماذج فريدة من القطع الأثرية والنقدية مختلفة الأحجام والأشكال التي تمكّن الزائر من التعرف على الحضارات التي تعاقبت على هذه المدينة من العصر البرونزي القديم، الوسيط والمتأخر وكذا العصر الحجري القديم والحديث وغيرها من العصور، وعظام لحيوانات ما قبل التاريخ، زيادة على المدرج الروماني الذي يتّسع لنحو خمسة آلاف متفرج.
الزائر إلى الأردن يلفت انتباهه كثرة سيارات الأجرة الجماعية ذات اللون الأصفر، التي تجوب شوارع عمان ليلا ونهارا التي تنشط وفق نظام قانوني رقابي صارم يعتمد العداد الآلي في أجور التنقل، ومدوّن عليها اسم الشركة التي تنتمي إليها، فحين يصل الزائر إلى المطار يجد سيارات المطار الحديثة التي تعمل وفق نظام الحجز الفوري، وإلى جانب ذلك هناك حافلات النقل الكبيرة الخاصة والعامة التي تسير رحلات منتظمة بين المطار وموقف العبدلي وسط عمان.
أما الراغب باستخدام سيارة خاصة خلال إقامته، فإن العديد من مكاتب تأجير السيارات السياحية متوفرة في معظم المدن الأردنية وللمدة التي يريد. كما لاحظنا أن مدينة عمان عاصمة الأردن الحديث مركز الوزارات ومؤسسات الدولة، والمراكز التجارية نظيفة وهادئة جدا يطبعها الامن واحترام السائقين والمارة لإشارات المرور فلم نلحظ شرطيا بصفارته.
الحجر الأبيض سيد البناء والعمران
وإذا نظرت إلى أبنيتها تلاحظ تميزها بنسق معماري مميز يغلب عليه الحجر الأبيض الجميل، والأمر الذي لفت انتباهنا أيضا هو قلة الاكتظاظ في حركة المرور بمركز المدينة، واستخدام السيارات التي لا تلوث الجو لأن الدولة تفرض رسوما على من يقتني سيارة ملوثة للبيئة، وكذا كثرة المراكز التجارية الكبرى التي تضم أرقى الماركات العالمية، وتعجّ بالأجانب والعرب القادمين من دول الخليج وغيرها من الدول والمطاعم الفخمة التي تقدم الوجبات الشرقية والغربية، حسب ما قاله لنا ''طارق''، سائق سيارة أجرة.
وأنت تتجول بمركز المدينة تجد منظومة متكاملة من الفنادق على اختلاف مستوياتها ودرجات خدماتها، وأغلبها أنشئت لاستقبال السياح بحكم أن البلد أصبح يستقطب عدد كبير من الزوار ومن مختلف الجنسيات، خاصة البريطانية، الأمريكية، الروسية والفرنسية.
فهناك سلسلة من الفنادق الراقية التي تقدم جميع أنواع الأطعمة والمأكولات العربية والغربية على حد سواء، كما يمكن للزائر أن يستأجر شقة فندقية أو مفروشة للمدة التي يرغب الإقامة فيها، وهذا النوع من الشقق متوفر في كافة أحياء عمان.
وما لفت انتباهنا هو انعدام النساء العاملات في النظافة على مستوى الفنادق، وهذا راجع لعادات الأردن وتمسكهم بالأصالة العربية الإسلامية التي ترى العيب في خدمة النساء في هذا المجال، حسب ما قاله لنا دليلنا السياحي، ونلاحظ نفس الظاهرة في الأسواق، ماعدا النساء القادمات من دول أجنبية أو مجاورة .
تمتاز عمان بتنوع أسواقها التي تجتمع فيها المنتجات التقليدية والأدوات التراثية سواء أكانت محلية أو مستوردة كالسلع والأزياء والهدايا التذكارية، وحين تجولنا بأحياء وشوارع جبل الحسين والصويفية وعبدون فإنك تجد أشكال متنوعة من البضائع والأزياء، ومحلات مخصصة للمعتمرين .
وبالمقابل، تجد أحياء عصرية راقية بنيت من طرف الأغنياء خاصة بعد حرب العراق والأزمة السورية، فقد اشترى رجال الأعمال من هذه البلدان العقارات وشيدوا بنايات ضخمة بالأردن. وحسب ''عبد الرحيم'' فإنّهم لا يعانون من أزمة السكن، لأن الحكومة الأردنية شجّعت العقارين على الاستثمار. ومن جهة أخرى، فان الأردن تحتوي على ١٢٠ ألف مخيم فلسطيني والذين أتوا سنة ١٩٦٩، وأصبحوا ملاك المنازل وليس الأرض.
بدأت رحلتنا التي دامت أسبوعا بزيارة أهم المواقع السياحية والدينية التي تشتهر بها دولة الأردن الشقيق، كجرش المدينة الرمانية الأثرية الرائعة، التي تقع على مسافة ٥٠ كم الى الشمال من عمان وهي تعتبر المكان الأمثل للاطلاع على التاريخ والحضارة، فجرش ما تزال تحتفظ على معظم معالمها واعمدتها ومسارحها ومدرجاتها التي تبقى شاهدة على عهود اليونان والرومان القديمة.
فأول ما جلب انتباهنا عند دخول هذا الموقع التاريخي هو بوابتها الضخمة ذات الأقواس الثلاث، والتي شيّدت في عهد الامبراطور الروماني ''هدريان''، حسب ما قاله لنا ''عبد الرحيم'' مرافقنا في الجولة، فما إن تعبر هذه البوابة حتى تبدو أمامك المدينة التاريخية التي تظهر آثار المستوطنات البشرية العائدة الى العصور الموغلة في القدم، وبإمكان الزائر لمدينة جرش الاستمتاع بتنوع المطاعم المتوفرة التي تلبي كافة الاذواق. وليس هذا فقط فالمدينة التاريخية تحتضن سنويا مهرجان الثقافة والفنون، الذي يشهد اقبالا واسعا من العرب والاجانب.
عجلون...هنا تحطّمت أطماع التوسع الصليبي
عجلون تلك المدينة التي تقع على مقربة من جرش تشتهر بقلعتها التاريخية، المستقطبة للسياح نظرا لقيمتها التاريخية والجمالية، فقد بنى هذه القلعة حسب المعلومات  التي تلقيناها ''عز الدين بن أسامة بن منقذ'' أحد قادة صلاح ''الدين الأيوبي'' ما بين عامي (١١٤٨ ــ ١١٨٥) لتكون خطا دفاعيا أمام التوسع الصليبي وتحافظ على طرق المواصلات مع دمشق وشمال سوريا.
ويعرف الجبل الذي أقيمت عليه القلعة بجبل عوف نسبة إلى بني عوف الذين أقاموا في هذا الجبل أيام الفاطمين، أما المدينة فقد حملت اسم راهب يدعى ''عجلون'' كان يقيم في دير قديم في تلك المنطقة.
تمتاز القلعة بشكلها الهندسي المربع وأبراجها الأربعة، حيث يتكون كل برج من طابقين وعلى اليسار تجد آبارا ومخازنا للماء، كما يوجد في عجلون عدة مطاعم تقدم وجبات محلية مختلفة. مررنا في رحلتنا بمدينة أم قيس الاثرية والمعروفة باسم ''جدارا'' فمن المدرج الغربي يطل الزائر على بحيرة طبريا ووادي الأردن، نهر الأردن، هضبة الجولان ونهر اليرموك وكغيرها من المواقع الأثرية.
ولا تخلو الأردن من الأماكن الدينية كالأضرحة والمقامات والمساجد، وهذا شيء طبيعي لأن الأردن كانت باب الفتوحات الإسلامية ومرّ منها الصحابة رضوان اللّه عليهم.
وفضّل الدليل السياحي أخذنا إلى المكان الذي دارت فيه أشهر المعارك التاريخية الإسلامية، وهي معركة مؤتة واليرموك، وزرنا مقام زيد بن حارثة وعبد اللّه بن رواحة، وكهف أهل الكهف المذكور في القرآن الكريم والواقع في الجنوب الشرقي من عمان، وقلعة مكاور التي سجن فيها النبي يحيى عليه السلام وجبل نيبو المطل على البحر الميت، وفي كل مكان نتوقف تقدم لنا المعلومات.
البحر الميت وحمامات ماعين مقصد للباحثين عن العلاج
بعد هذه الرحلة المتعبة عدنا إلى الفندق لنأخذ استراحة، لأننا مع موعد لزيارة مواقع سياحية أخرى وكان لزاما علينا أن نزور كل المواقع المدرجة في برنامج الوكالة السياحية الأردنية، ففي اليوم الثالث توجّهنا على الساعة السابعة والنصف صباحا على متن حافلة مخصصة للسياح إلى البحر الميت أو كما يسمّونه بحيرة لوط أو بحيرة الملح أخفض بقعة على مستوى سطح البحر في العالم أكثر المناطق جذبا للسياح الباحثين عن الدفء والطبيعة الخلابة في فصل الشتاء، التي شهدت حقبا تاريخية متعاقبة.
إنّ ارتفاع كثافة أملاح مياهه جعلت الكائنات الحية لا تعيش فيه، ورغم ذلك فإنّ الملوحة الشديدة تشكل كنزا ثمينا لما تحويه من المعادن، مما جعله مقصدا مهما للسياحة العلاجية لكثير من الأمراض المستعصية كالصدفية وغيرها من الأمراض الجلدية، وذلك عن طريق الاستحمام واستخدام المنتجات الطبية التي تستخرج منه ويتم تسويقها في مختلف بقاع العالم، والمفارقة في البحر الميت أنّ الانسان يستطيع أن يسبح على سطحه وان كان لا يجيد السباحة، لذلك يمكن للزائر أن يستلقي على ظهره فيجد نفسه عائما على سطح الماء دون عناء، وقد نصحنا الدليل السياحي بعدم شرب مائه وإلاّ فإنّ مصيرنا المستشفى.
والبحر الميت الذي يعتبر من عجائب الدنيا الطبيعية محاط بعدد من الفنادق الراقية والمقاهي الحديثة المنتشرة على شاطئه، ومركزا ضخما للمؤتمرات، حيث يمكن للزائر أن يمضي أمتع الأوقات مستمتعا بمشاهدة غروب الشمس.
بعدها توجّهنا نحو حمامات ماعين التي تعد موقعا مهما من المواقع السياحية العلاجية إلى جانب البحر الميت نظرا لتميزها بينابيع معدنية حارة، والتي تصل حرارتها إلى أكثر من خمسين درجة مئوية، وهي ذات خاصية علاجية ممتازة لأمراض المفاصل، العظام وبإشراف أطباء...تتدفّق هذه المياه على شكل شلال، وقد تمّ تطوير المنطقة بإنشاء فندق حديث وبرك مغطاة وأخرى مكشوفة للعلاج والاستحمام بالمياه المعدنية الحارة...وعلى السلسلة الجبلية المحاذية لحمامات ماعين تم إنشاء موقع المطل يمكن الزائر من مشاهدة المدن السياحية كأريحا وغيرها من المواقع والمناظر الخلاّبة.
في ضيافة المدينة الوردية ووادي رم
في اليوم الموالي كان موعدنا مع موقع سياحي آخر والذي كنا ننتظره بشوق كبير، وهو البترا أو المدينة الوردية كما يصطلح عليها...إحدى عجائب الدنيا ومن أهم مواقع الجذب السياحي في الأردن. وهي مدينة محفورة في الصخور أقامها الأنباط العرب قبل أكثر من ألفي عام،  وما تزال البتراء تحمل طابع البداوة يمتطي زائروها ظهور الخيول والجمال ليدخلوا إليها، وهناك من يفضل السير على الأقدام للتمتع بسحرها وهذا ما فعلناه، في حين السيدة ''رحماني'' امتطت عربة كونها لم تستطع المشي لعدة كيلومترات.
مررنا عبر الشق الصخري الذي يبلغ طوله أكثر من ١٢٠٠ متر، وصدّقوني فقد ذهلنا لروعة الآثار التي شاهدناها لأول مرة، وكأنّنا في ألف ليلة وليلة، ونفس الإعجاب لاحظناه على وجوه السياح الأجانب وهنا أدركت أن منظمة الأمم المتحدة للتعليم والثقافة لم تخطئ في تصنيف البترا من عجائب الدنيا، وبالفعل هي كذلك.
ونحن نسير في البتراء صادفنا ''ميسم'' وهو شاب ذو ٢١ سنة مقيم بالبترا، ويغتنم فرصة قدوم السياح ليربح بعض الدنانير، حيث يقوم بنقل السياح الذين لا يستطيعون السير لمسافات طويلة على متن حصانه، وقد أخبرنا ''ميسم'' بأنّ هذا النوع من العمل يدر عليه بمدخول جيد خاصة في فصل الصيف التي تشهد إقبالا كبيرا للزوار، وأكد لنا أنّ ما رأيناه في البترا من مواقع خلابة إلا الجزء القليل، وحسبه فإنّه لو توسّعنا أكثر وراء الموقع سنرى مناظر أجمل  .
غادرنا البترا وكلنا أمل أن نرجع إليها مرة أخرى، وسحرها لم يفارق مخيلتنا ثم اتجهنا نحو الفندق المتواجد بالعقبة.
هذه المدينة لاحظنا فيها حركة للسكان على عكس المدن الأخرى نظرا لتميزها بكثرة الشواطئ والفنادق، وللذين يرغبون في التسوق فيمكنهم اقتناء الهدايا التقليدية والتحف المصنوعة من النحاس والقطع الجلدية المصنوعة بأيدي محترفين، إضافة إلى الأصداف والمحار التي تأخذ إشكالا وتكوينات فنية مختلفة.
اختتمت رحلتنا بآخر موقع سياحي هو وادي رم، الذي يبعد عن مدينة العقبة بحوالي ٢٧ كلم، وهي أعلى القمم في جنوب بلاد الشام...فقد ركبنا على متن سيارات رباعية الدفع لأن الموقع كله رمال ولا يمكن للسيارة العادية السير فيه...عندما وصلنا أحسسنا ببرودة وأنت تتأمّل تضاريس المكان يخيل لك وانك في صحراء الجزائر.
وتعتبر جبال رم مكانا ممتعا لهواة التسلق...ويمكن للزائرين القيام برحلات جماعية على ظهور الجمال والتخييم في الوادي، وأكثر ما يستهوي السائح الرحلات بسيارات رباعية الدفع ومراقبة غروب الشمس، وهذا ما قالته لنا إحدى الأردنيات قبل زيارتنا للمكان...ونحن نسير في الرمال ونستمع لشروحات دليلنا السياحي ''عبد الرحيم''، دعتنا إحدى العائلات التي كانت منصبة خيمتها لشرب الشاي، فتوقفنا عندها لنستريح قليلا ثم ركبنا السيارات إلى الاستراحة لتناول وجبة الغذاء.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024