شهـــادات تنقلهـــــــا «الشعب» بالعاصمة
يمثل فصل الصيف للكثير من الشباب فرصة لكسب المال، تراهم هنا وهناك كل حسب المهنة التي أتيحت له، ولن تعد الفتيات بمعزل عن هذه الظاهرة التي أصبحت في تزايد، خاصة وأن الآمر ليس مرتبطا بالحالة المادية للعائلة بل هي رغبة لإثبات الذات والاستقلال المادي عن الوالدين، هذا ما رصدته «الشعب» من خلال شهادات حية لشريحة من الشباب بالعاصمة.
بائع...المهنة التي تلقى إقبالا كبيرا في الصيف
محمد - ب، 19سنة يعمل كبائع في إحدى المحلات الخاصة ببيع ملابس النساء بالمركز التجاري بقهوة الشرقي، سألناه عن عمله فقال:»أدرس سنة أول جامعي بباب الزوار تخصص إلكترونيك، منذ شهر رمضان وأنا أعمل في هذا المحل الذي يملكه جارنا وهو من طلب مني مساعدته في العمل معه في بيع الملابس بعد أن قام شريكه بخيانته لا يستطيع الوثوق بأي كان لذلك فضلني عن آخرين».
وأضاف محمد قائلا:» بالنسبة للعمل هو بالنسبة لي فرصة جيدة لربح القليل من المال لشراء ملابس ذات نوعية جيدة وكما أرغب، فوالدي وان أعطياني المال فليس كما أريد، فهم لا يستعطيعان منحي المال لشراء حذاء رياضي بـ 18 الف دج أو سروال جينز بـ 10 الاف دج، فانا أحب الملابس»الحرة».
وواصل محمد في شهادته :»بالإضافة إلى ذلك العمل بالنسبة لي مسؤولية والتزام وأمانة، صحيح أنني أضحي بعطلتي الصيفية وكل ما فيها من متعة ولكن العمل الان اصبح الأهم بالنسبة لي خاصة وانه مكنني من الشعور بالاستقلالية المادية عن والداي».
*جمال سلي، 17 سنة طالب ثانوي، وجدناه في إحدى الاسواق بالرويبة يبيع الخضار، سالناه عن سبب ذلك فقال:» منذ ان كنت في الثالثة عشر اساعد اخوتي في عملهم كبائع خضار، فنحن نملك قطعة ارض فلاحية نبيع في منتوجاتها من الخضار كـ»السباس»، «الخرشوف»، الخس، «القرنون» وكذا العنب والتين، وطبعا يخصص لي اخوتي اجرا ثابتا لانني اعمل معهم في القطف والبيع، ولكنهم في كثير من الاحيان يطلبون مني التركيز على دراسي عوض التفكير في العمل وجني المال، ولكن الامر بالنسبة لي اصبح اكثر من مجرد مساعدتهم لانني وان كنت في السابعة عشر اشعر انني اساعد والدي المقعد وان كان بالقليل».
واستطرد جمال: «لا أرى عيبا في العمل لانه يزيد المرء نضجا ودراية بالتحديات التي يجدها الانسان في حياته، ولن يكون الفقر او الحاجة السبب الوحيد لخروج الطلبة او المتمدرسين للعمل لان صيف ليس فقط للعب واللهو بل هو اكثر من ذلك، حقيقة هناك من الاطفال من يضطر إلى العمل لجني المال ولكن هذا ليس عيبا لانهم يعملون ولا يسرقون».
^ سمير – ش،15 سنة، التقته «الشعب» بحي نسيم البحر ببرج البحري، سالناه عن العمل في فصل الصيف فقال:» في الصيف أساعد والدتي التي تعمل على تحضير المطلوع والمقروط لبعض المقاهي والمحلات، فأنا من يوصل السلع اليها، فقد اشترت لي والدتي دراجة أحمل في سلتها كل ما تحضره الى المقاهي والمحلات، وابدا عملي في الصباح الباكر وقبل فتحها، لان اصحابها يحضرونها قبل دخول الزبائن، والحمد لله ان الطلبيات في زيادة واظن ان والدتي ستفتح محلا لبيع هذا النوع من المخبوزات».
وعن العطلة والاستمتاع بها أجاب سمير: «حقيقة أنا اعمل ولكن في الصباح الباكر ما يجعلني حرا باقي اليوم ما يمكنني من الذهاب الى البحر والاستمتاع بمياهه الباردة والمنعشة خاصة وانه قريب جدا من منزلنا، ما يعطيني فرصة اكبر للعمل واللعب في الوقت نفسه».
^ سلوى. ر، 20 سنة تعمل كبائعة في إحدى المحلات، سألتها «الشعب» عن سبب اختيارها لهذه المهنة فأجابت:»أنا طالبة جامعية ادرس سنة ثانية علم النفس بجامعة بوزريعة، بدأت العمل في العطل منذ سنتين تقريبا، فالعمل بالمسبة لي فرصة لجني المال، والاستقلالية المادية من والداي اللذان لا يستطيعان تلبية كل رغباتي بسبب مصاريف المنزل، وهذا المحل لصديقة والدتي التي طلبت منها تركي اعمل معها في البيع، في البداية رفض والدي وقال انه المسؤول عني ولا يريد مالا مني، وأنني مجرد طالبة لا استطيع تحمل مسئولية محل،...ولكن والدتي وصديقتها أقنعاه بالفكرة خاصة وان صاحبة المحل أكدت له أنها من يوصلني إلى البيت رغم أن المحل على بعد كيلومترات فقط عن المنزل، وبالفعل عملت السنة الماضية وهذه السنة والحمد لله جنيت الكثير من المال، ما أعطاني ثقة أكبر في نفسي».
عمل موسمي يملئ وقت فراغ الشباب
^ لمياء- ت، 21 سنة، تعمل لدى في مكتب محامي، سألتها «الشعب» عن السبب فقالت: «أعمل في نكتب محامي تقريبا كسكرتيرة حيث اكتب العرائض، وأقوم بتحضير الملفات وكذا كتابة المواعيد واستقبال الزبائن، مقابل اجر قيمته 30الف دج، ورغم أن العطلة القضائية على الأبواب إلا أن المكتب ما زال مفتوحا لاستقبال الزبائن، والقضايا، ولعل عملي ساعدني كثيرا في دراسة الحقوق، ولكن يجب أن تعلموا أن المحامي صديق مقرب من والدي وإلا لما قبل عملي معه» .
وأضافت قائلة: «لي الكثير من الأصدقاء ممن يفضلون قضاء فصل الصيف في العمل لأنهم بحاجة إلى المال ولأنهم لا يريدون أثقال كاهل والدهم بمتطلباتهم التي كبرت وأصبحت خاصة جدا، فالمنحة الجامعية تعطي الطالب رغبة قوية في الاستقلال المادي عن والديه، لذلك تجد الكثير من الجامعيين يعملون عملا إضافيا في السنة الدراسية أو لنقل في العطلة الصيفية التي تعد فرصة ذهبية للعمل وجني المال، فانا مثلا استطعت شراء جهاز كمبيوتر محمول من عملي الإضافي».
^ جميلة – ل، 19 سنة، طالبة جامعية بجامعة باب الزوار، تعمل كنادلة في إحدى مطاعم الأكل السريع، سألتها «الشعب» عن عملها فقالت: «لا أرى في العمل عيبا بل هو سلوك يعلم الشاب المقبل على الحياة المسئولية، ويكون بالنسبة له تدريبا مباشرا لتحمل أعباء الحياة في المستقبل، أعمل كنادلة واحصل على راتب شهري هو بالنسبة لي مصروف إضافي يمكنني من شراء ما أريد وكذا مساعدة أهلي في مصاريف الدخول المدرسي وعيد الأضحى، البعض من صديقاتي يخجلن من العمل ولكني أراه شريفا ما دام يمارس في إطار محترم».
وأضافت جميلة قائلة: «يقبل الكثير من الطلبة على العمل في فصل الصيف من أجل توفير مصروف إضافي، فتجد الشباب يعملون في المطاعم او باعة في المحلات او قابض في الحافلات، اما الفتيات فتعملن في حرف كصناعة الحلويات او الغزل والنسج وكذا في المحلات او المطاعم، واجد في هذه الظاهرة سلوكا إيجابيا للشباب لانهم يملؤون أوقات الفراغ بما هو مفيد ما يبعدهم عن الإنحراف أو مجالسة رفقاء السوء خاصة وأن معدل الجريمة يزداد في فصل الصيف».