تعول الجزائر على الطريق العابر للصحراء أو الطريق السيار شمال جنوب للنهوض بالاقتصاد الوطني وتعزيز البني التحتية وفك العزلة عن مختلف ولايات الهضاب العليا والولايات الجنوبية، ومنح دفع للسياحة والثقافة وغيرها من المجالات الأخرى.كما يحمل هذا الطريق الذي يصل إلى العاصمة النيجيرية “لاغوس” على مسافة 6000 كم أبعادا إستراتيجية إقليمية حيث من المنتظر أن ينعش المبادلات التجارية بين مختلف دول الساحل ومختلف القارات التي ستجد في ميناء الجزائر الجديد بالحمدانية بشرشال والذي سيربط مباشرة بالطريق السيار شمال جنوب المنفذ الجديد للقارة السمراء،وسيكون هذا الإنجاز الذي سيتجه جزء منه إلى النيجر وآخر إلى مالي مرورا بالتشاد ووصولا إلى نيجيريا عاملا لتطوير التنمية. وبالنظر للأهمية الإستراتيجية للطريق العابر للصحراء الذي يعبر 06 ولايات جزائرية،والذي بلغت به نسبة الإنجاز 70 ٪ في انتظار استلامه نهائيا في مقطعه بين الجزائر وغرداية سنة 2017 على مسافة 588 كلم، قامت “الشعب” باستطلاع جزء من هذا الطريق الرابط بين الجزائر وحاسي الرمل على مسافة 500 كلم في الشطر الذي يعبر بلادنا والمقدر بـ 2400 كلم.
طريق سيار يربط ميناء شرشال بالعفرون والشفة
سيتم ربط ميناء شرشال الجديد الذي تعتزم السلطات إنجازه بقاعدة شراكة 51 - 49 بالطريق السيار (شمال/جنوب) من خلال طريق سريع (٢ x 3) يربطه بالعفرون يمتد على مسافة 40 كم ثم طريق آخر يربط العفرون بالطريق السيار العابر للصحراء مثلما كشف عنه وزير الأشغال العمومية عبد القادر والي لدى تدشينه لمقاطع عديدة بولايات البليدة، المدية، الجلفة والأغواط.
وأكد أن الطريق السيار شمال جنوب سيكون ذا أبعاد اجتماعية واقتصادية وإستراتيجية من خلال بعده الإقليمي، وقال الوزير أن هذا الطريق سيربط البحر المتوسط بالدول الواقعة جنوب الساحل والتي لا تملك واجهات بحرية وسيكون رافدا حقيقيا للاقتصاد الوطني من جهة لتحقيق مداخيل إضافية وإعطاء ديناميكية للاقتصاد الوطني من خلال توفير طرق التصدير البري للقارة الإفريقية.
ويذكر أن الجزائر تسعى لإنجاز ميناء شرشال بالشراكة مع الصين التي تتمركز في أحسن رواق لإنجاز الميناء بالنظر لتجربتها في الميدان وكذا خبرتها في التجارة الدولية والطرق البحرية.
وتولي السلطات أهمية كبيرة لهذا المشروع الذي سينجز بمنطقة الحمدانية التي تتوفر على عمق 20 مترا وهو ما يعتبر معيارا مناسبا لمثل هذه الإنجازات. ويضم مشروع الميناء الجديد 23 رصيفا بطاقة معالجة سنوية تقدر بـ6.5 مليون حاوية، ناهيك عن توفره على 2000 هكتار لاستقبال المشاريع الصناعية.
وتشير التوقعات إلى استكمال الشطر الأول من الميناء بعد 5 سنوات على أن يتم استلامه نهائيا بعد 10 سنوات وبتكلفة 3.3 مليار دولار.
وذكرت وزارة الأشغال العمومية أن ما دفع لإنجاز هذا الطريق هو استعمال 40٪ من شاحنات الوزن الثقيل التي تضمها الحظيرة الوطنية للطريق العابر للصحراء وبالتالي فهو استجابة لنمو وتطور الحركة التجارية والاقتصادية.
.....افتحوا المشاريع للمواطن
واستلمت ولاية البليدة شطرا مهما على مسافة 2.4 كم يربط الطريق الوطني رقم 04 الرابط بين العاصمة وغرب البلاد مع مدخل الطريق السيار شمال جنوب وهو المقطع الذي سيخلص السكان المحاذين للطريق من حوادث المرور وسيمكن مستعملي الطريق من التخلص من متاعب تضييع الوقت بسبب وضعية الطريق الضيق الذي يرتاده مئات الآلاف من مركبات الوزن الثقيل وحافلات النقل بين لولايات.
وبدا وزير الأشغال العمومية عبد القادر والي متوترا جدا عندما نزل لتدشين شطر الشفة سيدي المداني داعيا القائمين على المشاريع بفتحها للمواطن مباشرة بعد الانتهاء من الأشغال وعدم التذرع بضرورة تدشينها من قبل السلطات، وجاءت توجيهات الوزير بعد وقوفه عند انطلاق موكبه من العاصمة على حالات الازدحام والاختناق المروري على مستوى مداخل العاصمة “لاكونكورد” و«بابا علي” وحتى مدخل الشفة عندما تم توقيف حركة المرور للسماح للموكب بالمرور.
وتتواصل عمليات إنجاز أصعب مقطع بين الشفة والبرواقية علاوة عن الرواقين السريعين الجديدين اللذين يجري إنجازهما بين الشفة والبرواقية، فمن المقرر أن يتم إنجاز أنفاق ذات رواقين والعديد من الجسور العملاقة لتذليل التضاريس الصعبة التي تتميز بها المنطقة خاصة مقطع الحمدانية.
تسير وتيرة إنجاز أنفاق الشفة الحمدانية على مسافة 9.6 كم بطريقة متسارعة حيث انتقلت عملية الحفر من 2.5 متر يوميا إلى 10 متر يوميا وستصل بعد شهر إلى 17 متر وهو ما سيمكن الشركة الصينية ونظرائها الجزائريين من تسليم النفقين قبل نهاية مارس 2017 رفقة مختلف المنشآت الفنية الكبرى.
وبلغت نسبة تقدم الأشغال بالأنفاق 30٪ حيث تستعمل فيها مختلف الطرق للحفر، غير أن وزارة الأشغال العمومية احتجت عبر الوزير على حوادث العمل التي أدت إلى وفاة شخص في أحد الأنفاق شهر أفريل الماضي وتسببت في احتجاجات، مؤكدا بأن سلامة الموارد البشرية أولى من كل شيء، محذرا من عواقب التساهل في إجراءات الحماية والوقاية من الحوادث.
وسيكون مقطع الشفة البرواقية متحفا طبيعيا على مسافة 51 كم حيث سيجد مستعملو الطريق مناظر طبيعية جميلة جدا تمر عبر سلسلة جبال الأطلس البليدي، وأنت تسير عبر الطريق يلفت انتباهك موقف عنصر القردة الذي يضم قاعة للحفلات وحديقة للحيوانات ومرافق للتسلية والترفيه وهذا مع استعمال الطريق الوحيد الذي سيصبح طريقا سياحيا بعد استكمال الجسور التي ستمر فوق المنتزه وهو ما سيسمح من إنعاش الحركة السياحية من خلال التخفيف من الضغط على الطريق الحالي مع إمكانية توسيع المنطقة لإنجاز حظائر للتوقف لأنه حاليا يعيش صعوبات كبيرة في ظل انعدام أوعية عقارية لترقية النشاط السياحي بمنطقة الشفة.
كما يعيش مقطع الشفة ـ الحمدانية ضغوطا كبيرة بسبب ضيق الطريق وكثرة مركبات الوزن الثقيل وانتشار ظاهرة التوقف العشوائي أمام المنابع المائية وأماكن تواجد القردة التي تستقطب المئات من الزوار بالرغم من الأخطار المحدقة بهم، ويتسبب هذا الأمر في توتر أعصاب الكثير من السائقين، كما سيكون الطريق السيار الجديد عاملا لتجاوز منعرجات الشفة التي تطل على الوادي والتي طالما كانت سببا في حوادث مرور مميتة.
وسيستفيد السائقون من بعض السرعة الزائدة مثلما هو في المقطع المدشن مؤخرا بين الشفة وسيدي المداني يسمح بسياقة بـ 90 كلم/ سا والتي سترتفع مع فتح الجسور لتصل إلى 100 و120 كلم / الساعة.
وسيقلص الطريق السيار شمال جنوب الوقت بين المدية والعاصمة حيث أكد لنا “لخضر/ب” سائق سيارة أجرة بين الولايات عمل على مستوى “العاصمة المدية” بأنه بعد استكمال الطريق ستكون 45 دقيقة كافية للوصول إلى المدية التي تبعد عن العاصمة بـ 84 كلم بعد أن كنا نستغرق حوالي ساعة وربع.
كما ستكون حسب نفس السائق 3 ساعات أو أقل كافية للوصول إلى الجلفة وستتقلص مدة الوصول لمختلف ولايات الهضاب والجنوب الواقعة على هذا المحور، وثمن نفس المصدر هذا الإنجاز الذي سيمنح سائقي سيارات الأجرة وحافلات النقل راحة أكبر في السياقة وسيحافظ على حالة المركبات وحتى شاحنات الوزن الثقيل لن تعيق السير مستقبلا بعد أن تم منعها من السير نهارا بين المدية والبليدة في وقت سابق.
ويذكر أن الطريق السيار شمال جنوب يعبر ولاية البليدة على مسافة 10 كم بينما تستفيد المدية من 118 كلم وهو ما سيسهل من تنقلات أنصار الفريق الذي صعد للقسم الأول بعد 75 سنة من النشأة وقد قام أنصار الفريق بتعليق رايات الفريق على مستوى الطريق ليتمتع المسافرون بأذواق فريق مدينة التيطري المعروفين بتنقلاتهم الكثيرة مع الفريق إلى مختلف ولايات الوطن، وأكيد أن هذا الطريق سيحفز المزيد من اكتشاف الجزائر عبر الطريق السيار الجديد الذي يكون مكافأة غير مباشرة من وزارة الأشغال العمومية.
ويشرف على إنجاز الطريق الرابط بين الشفة والبرواقية أكثر من 5000 عامل صيني وجزائري حسب العرض الذي تقدمت به ممثلة المؤسسة الصينية وهو ما يؤكد ضخامة المشروع، وبالمقابل استقبلت الورشات العديد من طلبة مدارس الأشغال العمومية للاستفادة من الخبرات الميدانية، وهذا في سياق رفع قدرات الكفاءات الجزائرية التي نالت رضا الوزير عبد القادر والي وأثنى صراحة على التقدم الملموس والكبير للمشروع، وحيا مختلف الكفاءات الجزائرية التي دعاها للمزيد من الإنجازات والاستفادة من الاحتكاك بالشركات العالمية.
بن شكاو .....متحف طبيعي
بعد اجتياز مدينة المدية المنتشية بصعود فريق كرة القدم للقسم الأول، تجد مدينة وزرة وبعدها تبدأ تسلق مرتفعات “بن شكاو” التي تحولت لمنتجع سياحي هام ومقصدا للعديد من العائلات التي وجدت في ظلال أشجار الصنوبر والبلوط والمساحات المهيئة ومرافق الإطعام وقتا للراحة على علو 1200 متر عن سطح البحر وسيستفيد مرتادو الطريق الوطني رقم 1 أو الطريق السيار شمال/جنوب في هذا المقطع قبل الوصول للبرواقية من مناظر طبيعية خلابة تنسي السائق ضغط الطريق، ويمكن للطريق أن يكون رافدا مهما للسياحة ومحفزا على إنشاء مناطق توسع سياحي ومشاريع من شأنها أن تستقطب الجزائريين وتشجع السياحة المحلية، والتنمية المحلية حيث تمتلك ولاية المدية العديد من المقومات السياحية وهي مناطق معروفة عالميا على غرار “تبحيرين”، “بحيرة”، “تمزقيدة”، “آثار الآشير” و«رابيدوم” التي يمكن أن يمنحها الطريق هامشا جديدا.
وتبقى منحدرات بن شكاو المقطع الأكثر خطورة، وخاصة في المواسم التي تتساقط فيها الثلوج والأمطار وبالتالي يجب الأخذ بعين الاعتبار تساقط الثلوج المكثف وضرورة تعزيز الطريق بدور جديدة للصيانة، مع وحدات للحماية المدنية وإشارات متطورة كثيرة لتجاوز المنعرجات والمرتفعات والمنحدرات بأمان.
أثناء وقوفنا على مستوى نفس الطريق لاحظنا معاناة كثيرة للمواطنين وهم ينتظرون وسائل النقل للوصول إلى المناطق التي يأملون الوصول إليها، وهو ما يدعو إلى الأخذ بعين الاعتبار تطور حاجيات المواطن لوسائل النقل بوفرة وتطويرها في سياق نشر التمدن وتطوير قطاع النشاطات الذي مازال مقتصرا على كبريات المدن بينما يعاني منه سكان الضواحي.
ويعرف مدخل البرواقية إنجاز جسور عملاقة لربط الطريق السيار ببعضه حيث يشمل المشروع ككل 100 عمل فني و34 محولا وعشرات الجسور العملاقة وأنفاق.
ولاحظنا بالمقابل حركية كبيرة في ورشات مقاطع الطريق بين البرواقية والزوبيرية تم تسليم العديد من الأجزاء المهمة والتي تعرف بالمقابل إنجاز سلسة جسور عملاقة مكنت عديد الشباب من الظفر بمناصب عمل.
ويعرف الطريق بين سغوان وقصر البخاري الممتد على مسافة 31.5 كم وتيرة سريعة في إنجاز الأشغال مع حرص الوزير على ضرورة تسليم المشروع في أقرب وقت ممكن وهو ما وعدت به الشركات المنجزة، خاصة، وأنها تمكنت من تسليم مقطع قصر البخاري بوغزول الذي دخل حيز التشغيل نهاية شهر أفريل الماضي والذي يكون آخر جزء في منطقة المدية.
وتبقى بوغزول المدينة المرتقبة الجديدة تسارع الزمن للوصول إلى مصاف المدن الكبرى التي تعول عليها السلطات، حيث وبعد أن ضمنت مرور الطريق السيار شمال جنوب، تبقى المشاريع الأخرى رهينة الإنجاز وهي التي يعول عليها لتكون مدينة مفترق طرق للجهات الأربعة من الوطن حيث تلتقي الطرق السيارة هناك.
الطريق الحلم يتجسد في انتظار “بوغزول” العاصمة
وستنجز مدينة بوغزول المعروفة بامتداد أراضيها وجاهزيتها في ظل انعدام تضاريس صعبة على مساحة 6000 هكتار منها 4000 هكتار قابلة للعمران تضاف إليها مساحة حماية تمتد على 12000 هكتار، وستستقبل المدينة في بدايتها 350000 مواطن.
وستوجه المدينة الجديدة لثمانية وظائف رئيسية وهي السكن والتعليم والبحث وتطوير الطاقات المتجددة والنشاطات الصناعية واللوجستية الإدارية والخدمات والتجارة والسياحة والترفيه والفلاحة والصناعات الزراعية. حيث ستستفيد من تواجدها على ضفاف بحيرة سد بوغزول والذي سيكون محورا هاما للحفاظ على النظام البيئي وتطوير الشبكتين الزرقاء والخضراء مثلما تضمنه مخطط التنمية وتهيئة الإقليم.
ويعود مخطط إنجاز هذه المدينة الحضرية التي تشبه مدينة برازيليا إلى سنوات السبعينيات وبعد تأجيلات متكررة تم إطلاق المشروع سنة 2004 بعد المصادقة في 29 أكتوبر 2003 على مشروع مرسوم تنفيذي حول إنجاز المدينة الجديدة لبوغزول وتم التوقيع على هذا المرسوم في الفاتح أفريل سنة 2004.
وسيسلم الطريق بين بوغزول وحاسي بحبح على مسافة 67 كم في 2017 وهو الذي تقدمت فيه الأشغال في بعض المناطق على غرار الطريق الاجتنابي لمدينة حاسي بحبح حيث تم تدشينه شهر أفريل الماضي على مسافة 07 كلم وهو ما سيخلص وسط المدينة من شاحنات الوزن الثقيل وبفك الخناق عليها ،ويقلل من حوادث المرور كما سيجد السائقين في هذا الطريق فرصة لكسب الوقت وتفادي الممهلات.
وستستفيد الجلفة ـ بعد استكمال الطريق السيار وفتح ميناء شرشال من منطقة صناعية من أصل 35 منطقة صناعية مبرمجة عبر الوطن- بامتياز حيث ستنجز مشاريع عملاقة لخلق الثروة، وكذا
محطة لإنجاز موانئ جافة تستقبل الحاويات القادمة من ميناء شرشال في انتظار تحويلها نحو الدول الإفريقية الأخرى، حيث ستسمح الموانئ الجافة من تنشيط الحركة التجارية وتخفيف العبء عن القادمين من مختلف الدول الإفريقية لاستلام سلعهم بدلا من التنقل إلى ميناء شرشال ومنه تفادي المزيد من حوادث المرور والمشاكل التي قد تحدث في الطرقات لأن السماح للسائقين الأفارقة بدخول الجزائر يجب أن تراعي فيه الكثير من الأمور وخاصة حالة الطرقات وطبيعة السياقة في الجزائر ومنه يجب الفصل في من يتكفل بنقل الحاويات إلى الحدود الجزائرية التي تربطها بمختلف الدول الإفريقية.
ومن المنتظر أن تنجز استثمارات كبيرة في مجال التحويل والتعليب والتغليف ومراعاة خصوصية المنطقة التي تعرف رواجا كبيرا لتربية الحيوانات، ومنه إمكانية إنجاز مذابح وترقية شعبة إنتاج اللحوم الحمراء التي تعرف مشاكل كبيرة في التسويق والترويج، وتزويد السوق الوطنية حتى تنخفض الأسعار وترتفع نسب نمو الإنتاج الوطني بدلا من التفكير في الاستيراد خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب.
ويبقى استغلال الثروة الحيوانية مع تطور البنى التحتية محفزا للتقليل من عمليات تهريب هذه الثروات نحو خارج الحدود والمضاربة بها في المناسبات الدينية.
ويقطع الطريق شمال ـ جنوب مناطق رعوية كبيرة وقفنا عليها وهي التي تعج ببعض البدو الرحل الذين مازالوا متمسكين بهذا النمط من المعيشة الذي يعتبر جزءا من حياة بعض الجزائريين في صورة سياحية جميلة جدا تنقل التنوع الثقافي والاجتماعي للجزائريين.
ويوازي الطريق السيار (شمال ـ جنوب) أو الطريق الوطني رقم 01 في بعض مقاطعه مشروع ربط العاصمة بالأغواط بالسكك الحديدية وهو المشروع الذي سيقلل من الضغط على الطريق السيار، ويربط خط السكة الحديدية في شطره الأول والذي يوجد في قيد الدراسة البليدة بقصر البخاري على مسافة 100 كلم على أن يصل بعدها إلى الأغواط مرورا بالجلفة على مسافة 290 كلم مثلما أعلنت عنه الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية.
الصيانة رهان أكبر
وقفت “الشعب” على اهتراء أجزاء عديدة من الطريق السيار “شمال ـ جنوب” بعد اجتياز عين وسارة التي تبعد 200 كلم عن العاصمة حيث قد ترجع إلى خصوصية المناخ الصعب الذي تتميز به المنطقة فالحرارة الشديدة وكثافة الجليد في مواسم البرد تؤثر على وضعية الطريق والزفت، كما أن الاستعمال المكثف للطريق من شاحنات الوزن الثقيل من أكبر المؤثرات على حالة الطرق وهو ما يجب أن تنتبه الوزارة.
جدد الوزير والي مواصلة إنجاز المشاريع بالزفت بدلا من الإسمنت المسلح حيث أكد وهو يدشن مقاطع من الطريق السيار شمال ـ جنوب على مواصلة العمل بالإمكانيات الجزائرية بينما ما يشاع حول اللجوء للتقنيات الألمانية التي تعتمد على الإسمنت المسلح فهي مجرد أفكار مطروحة للنقاش وقد يكون الاستنجاد بها مستقبلا، بينما اليوم نحن مطالبون يقول الوزير بالتحكم فيما هو موجود والإبداع فيه من خلال فتح المجال للجامعيين الجزائريين للوصول لتقديم الأحسن.
ومن المقاطع التي تعرف اهتراءً كبيرا الطريق الاجتنابي لمدينة الجلفة في مقطع الطريق نحو الأغواط حيث توجد أكثر من 3 كم في وضعية يرثى لها وتصبح المركبات تهتز بشدة وهو ما قد يتسبب في أضرار جسيمة للمركبات.
وكان الرئيس بوتفليقة أثناء جولاته للطريق السيار شرق ـ غرب يشدد على ضرورة صيانة البنى التحتية بشكل دوري حتى “قال بأن صيانة المنشآت أكبر من إنجازها وهو ما يكون الوزير والي قد شدّد عليه من خلال التنبيه بضرورة الحفاظ على الطرق السيار خاصة وأن الدراسات كانت في المستوى بعد تحسن الوضع الأمني عكس بعض المقاطع من الطريق السيار شرق غرب التي لم تعرف دراسات معمقة على غرار مقطع الأخضرية.
ويتكفل أعوان الطريق السيار برصد كل النقائص أو الحفر العشوائية التي تظهر، ووضعت وزارة الأشغال العمومية دوريات مجهزة بمركبات صفراء مكتوب عليها “دوريات الطريق السيار” تجوب مختلف الطرق السريعة ومهمتها تتمثل في مراقبة حالة الطرق السيار وتجهيزاتها وتحديد الأضرار والأخطار ومراقبة سيرورة الطريق في الفترة الشتوية مع إعلام وتقديم العون لمستعمليها، ومن مهامها أيضا إزالة الحواجز المتواجدة على مستوى الطرق السيار ووضع إشارات على الطريق في حالات الترميم والحوادث، وإيصال المعلومات ذات الصلة بوقوع الحوادث إلى قوات حفظ النظام(الدرك الوطني، الحماية المدنية وخدمات الإنقاذ).
وتضم الدورية بالإضافة إلى عون الطريق السيار عون الصيانة الذي تتمثل مهامه في التدخل أثناء وقوع الحوادث للتخلص من مخلفات الطريق وأي حواجز أخرى، وتنظيف لوحات الإشارات الطرقية ولوحات التوجيه ولوحات الإنارة العكسية، وتنظيف الطريق وملحقاته وغيرها من المهام لإزالة كل ما من شأنه أن يعيق حركة السير.
وفي الوقت الذي ننتقد فيه كل شيء....وجب تقديم العلامة الكاملة لولاية الأغواط في مجال إنجاز الطريق السيار “شرق ـ غرب” حيث تم إنجاز المشروع بنسبة كبيرة وبنوعية جيدة جدا، وتعتبر الولاية رقم 03 التي يمر عليها الطريق الوطني على مسافة 168 كم الرائدة حيث لم يتبق سوى 52 كلم بين حاسي الرمل وبريان ومنه الوصول لمدينة غرداية حيث ستكون سنة 2017 محطة لاستلام ما تبقى من المشروع غير المنجز وذلك قبل الشروع في إنجاز شطر غرداية والمنيعة بعد استكمال الدراسات في الوقت الذي تم تدشين مقطع بليل وحاسي الرمل على مسافة 24 كلم.
تهيئة محطات الخدمات وتعزيز الإنارة أكثر من ضرورة
تنتظر وزارة الأشغال العمومية العديد من الرهانات التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار لإنجاح مشروع الطريق السيار”شمال ـ جنوب” وأولها ضرورة التحضير لنظام الدفع مقابل استخدام الطريق وهذا لضمان مصاريف صيانة الطرق، فالبنى التحتية واستغلالها المجاني ولدا ظواهر سلبية أثرت كثيرا على الميزانية العامة للبلاد فبالإضافة إلى الاستهلاك المفرط للوقود جراء أسعاره المنخفضة قبل الزيادات الجديدة والتي تجعل الكثيرين يتنقلون دون ضرورة، فحالة الطرقات تتضرر كثيرا من الاستعمال المفرط ومنه وجب وضع خطة للدفع ولو بأسعار رمزية لضمان مداخيل للخزينة العمومية وتغطية مصاريف صيانة الطريق وتجنب ما حدث في الطريق السيار شرق ـ غرب الذي تعرض لأضرار كثيرة دون أن يتمكن من ضمان عائدات تقلل من خسائر الخزينة العمومية.
ومن الأولويات كذلك ضرورة تهيئة محطات الراحة والتزود بالوقود ودعوة المحطات الناشطة حاليا للقيام بالترميمات اللازمة لتوفير الجو المناسب للسائقين، كما أن بعض المقاطع خالية من أية مرافق حيوية خاصة عندما تتجاوز ولاية الأغواط وهو ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.
ومن النقائص التي يكون قد وقف عليها الوزير بنفسه هو نقص الإنارة الجيدة في بعض المقاطع وهو ما قد يشكل خطرا على السائقين في المقاطع التي تتواجد بها الحيوانات على غرار الجمال والخنازير كما أن مقطع المدية بن شكاو الذي يتميز بالإنحدارات الشديدة وانتشار غابي كثيف يجعل الرؤية الليلة صعبة كثيرا وهو ما يتطلب إنجاز شبكة إنارة ولو بالطاقة الشمسية التي يسهل توفيرها على طول المشروع.