حمامات الصالحين، البركة، سيدي الحاج والرحمة لعلاج مختلف الأمراض
نقص هياكل الاستقبال النقطة السوداء ومشاريع فندقية عديدة لسد الفجوة
تحتل ولاية بسكرة مكانة مرموقة على عديد الأصعدة ولاسيما في المجال السياحي، نظرا لموقعها الاستراتيجي المتميز من جهة وما تكتنزه من مقومات سياحية مختلفة طبيعية، ثقافية، دينية وحموية من جهة أخرى، ما جعلها مقصدا للسياح المحليين والأجانب وهدفا للمستثمرين في هذا القطاع، الذي سجل قفزة نوعية بالولاية، من حيث إنجاز العديد من هياكل الاستقبال بطاقات متنوعة تلبية لطلبات السياح المختلفة.
تعرف عروس الزيبان إنجاز العديد من المشاريع فيما يتعلق بهياكل الاستقبال التي تتطلبها الضرورة الملحة في قطاع السياحة نظرا لتزايد عدد السياح خلال طول السنة لاسيما أيام العطل، حيث تشهد الولاية حركة متواصلة للسياح الذين يتوافدون بأعداد كبيرة على المدينة كل حسب مقصده بحيث تعجز مرافق الاستقبال المتوفرة على تلبية رغبة هؤلاء نظرا لمحدوديتها والمقدرة بـ(خمسة عشرة) مؤسسة فندقية منها عشرة مصنفة وخمسة غير مصنفة بمجموع 625 غرفة و1393سرير.
هياكل استقبال جديدة ومشاريع استثمارية واعدة
تشهد ولاية بسكرة تسجيل العديد من المشاريع في هذا الإطار لدعم القطاع السياحي وتتميز هذه المشاريع الجديدة بالنوعية، منها مشاريع مصنفة بثلاثة وأربعة نجوم على غرار فندق سلامي الذي تم تدشينه مؤخرا من طرف والي الولاية والمتواجد بقلب عروس الزيبان، وفندق سلامي بالعالية الذي انطلق فعليا في تقديم الخدمات مطلع السنة الجارية في انتظار الانتهاء من مشروع فندق القدس 2 والذي بلغت نسبة جاهزيته 90٪، وتلعب مديرية السياحة دورا أساسيا في دعم وتسهيل الاستثمار من خلال مرافقة المستثمرين قبل انطلاق مشاريعهم إلى غاية الانتهاء منها وذلك بالتوجيه والمرافقة والتسهيل بلعبها دور الوساطة مع الشركاء تفاديا لبيروقراطية الإدارة.
الحمامات المعدنية.. علاج واستجمام
تشتهر منطقة بسكرة منذ القديم بحماماتها المعدنية التي جعلت منها قبلة للسياح الذين يقصدونها للاستجمام والعلاج، على غرار مركب حمام الصالحين المعدني الذي تتجاوز شهرته حدود الوطن بالإضافة إلى حمام البركة ببلدية الحاجب التابع للقطاع الخاص وحمام سيدي الحاج ببلدية لوطاية، حمام الرحمة ببلدية بسكرة حيث تعرف بعلاج الكثير من الأمراض منها الروماتيزم، التهاب المفاصل، المعدة، الأمراض الجلدية باختلاف أنواعها وغيرها من الأمراض.
ونظرا للتزايد الكبير لعدد الزوار طيلة أيام السنة خاصة العائلات التي تأتي من مختلف مناطق الوطن، عرف القطاع إنجاز مركب سياحي متكامل تابع لمستثمر خاص ذو طابع حموي على مساحة 09 هكتارات الواقع بالمنطقة الغربية تبلغ نسبة تقدم الأشغال به 95٪، بالإضافة إلى مشروع آخر في طور الإنجاز بنسبة 60٪ مساحته أربعة هكتارات، وهو عبارة على قرية سياحية متكاملة تحتوي على مركب معدني، نزل، شاليهات بالإضافة إلى مصحة لإعادة التأهيل مجهزة بكل المستلزمات الطبية وكذا حديقة للتسلية.
حدائق الزيبان.. نقلة نوعية لسياحة ثقافية عالمية توفر٣ آلاف منصب عمل
يعد مشروع القرية السياحية «حدائق الزيبان « ببسكرة من أهم وأضخم المشاريع السياحية على المستوى الإفريقي، مما سيجعل عروس الزيبان قبلة لمختلف أنواع السياح على الصعيدين الوطني والدولي. ويؤكد في هذا السياق سراوي صاحب المشروع أن هذا الأخير سيساهم في إعطاء وجه سياحي وخدماتي للمنطقة وتوفير أكثر من 3000 منصب عمل مباشر وغير مباشر.
ويشرع في استغلال المشروع قبل نهاية السداسي الأول للسنة الجارية، حيث تمت في التاسع عشر من الشهر الجاري التجارب الأولى على الحظيرة المائية التي بلغت وتيرة تقدم الأشغال بها حوالي 95٪. ويتربع هذا المشروع على مساحة إجمالية تفوق 40 هكتارا تحتوي على فضاءات سياحية، ثقافية، ترفيهية ومساحات خضراء متنوعة منها غابة نخيل وفنادق ذات درجات متعددة وحظيرة مائية ومطاعم وقاعة محاضرات وأستوديو للتصوير السينمائي إلى جانب حظيرة تتسع لحوالي 1500 سيارة و200 حافلة.
وحسب بلقاسم عماري مدير السياحة والصناعة التقليدية بالولاية يمثل هذا المكسب قيمة مضافة للحركة السياحية وأنشطة الاستثمار بالجهة ويتوقع القائمون على المشروع استقبال حوالي 1,5 مليون زائر سنوي.
شواهد تاريخية.. ترويج للسياحة الدينية
تعتبر ولاية بسكرة من أقدم المناطق في الجزائر، حيث يزخر تاريخها الثقافي بالعديد من الأحداث والشخصيات التي مرت على هذه المنطقة مخلفة العديد من الشواهد التي مازالت تنسج خيوطها لقصص يرويها التاريخ للأجيال الصاعدة من جهة، وتمثل محطة تجلب إليها الزوار طوعا لاستنشاق عبق التاريخ فيها من جهة أخرى.
ومن بين هذه الشواهد التي تدخل في إطار السياحة الدينية والتاريخية بعاصمة الزيبان مقام الصحابي الفاتح عقبة بن نافع الفهري بمنطقة تهوده بسيدي عقبة حاليا بالمركب الإسلامي الذي يستقطب مئات الزوار يوميا وخلال السنة، حيث شهدت المنطقة معارك كبيرة خاضها الفاتح عقبة بن نافع مع قرابة ثلاثمائة من التابعين استشهدوا بهذه الأرض الطاهرة خلال الفتوحات الإسلامية ببلاد المغرب العربي، بالإضافة إلى منطقة سيدي خالد التي سميت على من يقال أنه النبي خالد بن سنان العبسي القريشي الذي تكلم عنه العلماء من بينهم العالم والفقيه الشيخ عبد الرحمان الخضري البنطيوسي في كتبه، هذا الأخير يتواجد ضريحه بزاوية بنطيوس ويعتبر رمزا من رموز العلم والدين والورع بالمنطقة التي تعرف توافد الزوار إليها من باحثين، طلبة العلوم الدينية بالجامعات بغرض النقل عن كتبه الكثيرة الموجودة بمكتبة الزاوية العثمانية بطولقة هذه الأخيرة التي تعد هي الأخرى من الشواهد الدينية التي تميز المنطقة بالإضافة إلى منطقة الزعاطشة التاريخية التي تحمل إسم مقاومة الزعاطشة ببلدية ليشانة حاليا والتي تعد مقاومة سكان هذه الواحة من المقاومات الرائدة رغم قصر مدتها حيث دامت المواجهة أزيد من أربعة أشهر أي من 16 جويلية إلى 26 نوفمبر 1849 ومع ذلك فإن لها من القيمة ما يؤهلها لأن تحمل الكثير من الرسائل عن رفض الاستعمار الفرنسي للجزائر. وبالتالي تعتبر هي الأخرى شاهدا تاريخيا يجلب له الزوار باستمرار على غرار الأولياء الصلحين الذين تزخر بهم منطقة بسكرة على سبيل المثال سيدي زرور الذي يقترن اسمه بمدينة بسكرة والولي الصالح سيدي أمحمد بن موسى بقرية الحوش وغيرهم.
الطبيعة ..جمال...واكتشاف
إن المناظر الطبيعية الخلابة التي تحيط بعروس الزيبان تعد من بين أهم ما يميزها عن باقي المناطق الأخرى. وما يجعلها تحتل مكانة هامة في المجال السياحي في الجزائر لاستقطاب عشاق الجمال الطبيعي واكتشافه بشتى أشكاله من خلال أهم المواقع السياحية الطبيعية عبر تراب الولاية بحيث يمكن للزائر الاستمتاع بالطابع الصحراوي عبر واحات النخيل الجميلة بالجهة الغربية للولاية والمعروفة بإنتاج أجود أنواع التمور العالمية لا سيما خلال موسم جني التمور في فصل الخريف، وتحتوي المنطقة على العديد من المناطق الخلابة التي تسحر الناظر والزائر على حد السواء وألهمت الكثير من الشعراء والكتاب بجمالها الذي ياسر الروح على غرار مدينة القنطرة الجبلية التي تتميز بفجها الذي يزيد من رونق المدينة الهادئة والتي عرفت مرور العديد من أهل الفن والأدب في العالم والذين كتبوا عنها على غرار الموسيقار العالمي «بيلا برطوخ» والكاتب الفرنسي «اندري جيد» والفيلسوف الفرنسي «ديكارت» وغيرهم متأثرين بجمالها وبآثارها التاريخية الشاهدة على الحضارات التي مرت بها على غرار شواهد المتحف الروماني بالإضافة إلى تحفة واحات نخيل التي يتوسطها واد يعرف بجريانه طيلة أيام السنة وهي نفس المميزات التي تحتوي عليها منطقة مشونش فهي منطقة جبلية بالضفة الغربية للمدينة محاطة بواحات النخيل يمر بها الواد الأبيض «تيمسونين أو الوادي الأبيض تحتوي على فج كبير تتميز المنطقتان المذكورتان بصناعة الفخار التقليدي باحتوائها على مؤسستين تابعتين لغرفة الصناعة التقليدية والحرف بالإضافة إلى منطقه جمينة» الساحرة والتي تعد موقع طبيعي خارق للعادة من في الجمال بحيث يستقطب الكثير من السواح أسبوعيا، كما هو الحال شرفات غوفي المعروفة عالميا التي يستفيد منها الزائر لعروس الزيبان بحكم قرب المسافة 60 كلم على عاصمة الولاية بسكرة رغم أنها إداريا تابعة لولاية باتنة.