استطاع الدكتور مصطفى لوناس بفضل شهرته العالمية في ميدان البحوث الجامعية أن يجمع عددا كبيرا من الأكاديميين والباحثين المتواجدين في أمريكا الشمالية وأوروبا.
يعد المؤتمر الخطوة الأولى لتجسيد إرادة وحب الوطن من النخبة الجزائرية القاطنة بكندا وكم هي متحمسة على مرافقة البلد الأم في كسب رهان التنمية والتطور. التفاصيل في هذا الحوار مع جريدة “الشعب”:
الشعب: على ضوء تجربتكم ومساعيكم في تنظيم المؤتمر بالبليدة، كيف تنظرون إلى الواقع والآفاق؟
مصطفى الوناس: دعيني أقول أنني استعملت طريقتي الخاصة. رغم العديد من الصعوبات التي شهدتها في حياتي المهنية. واجهت العديد من التحديات التي لم تكن دائما سهلة. أفضل أن أقول، كان لي الحظ أن اشتغلت بالجزائر وألمانيا وبكندا، في الأوساط الجامعية والصناعية والمقاولية التي لها صلة مع البحث وتطوير المنتجات والعمليات وكذا الخدمات التي سمحت لي باكتساب معرفة متعددة التخصصات بصفتي كمهندس وباحث ومقاول.
طوال كل هذه السنوات فهمت أنه بالرغم من كل التجارب التي نكتسبها تبقى الجودة الرئيسية للرجل التعاطف، لهذا السبب أنا مقتنع بعمق أن العلاقات الإنسانية تمثل لا يقل عن 95 % من نجاح أي مشروع سواء كان شخصي أم مهني. لأننا لما نزيل كل الحواجز التي تفصل بيننا وبين الآخرين سوف نخلق وبالتدريج تآزر تضامني وتكميلي وإبداعي.
• من هم المشاركون في المؤتمر وماهي تخصصاتهم؟
جمع هذا المؤتمر الأول من نوعه في اللوجستية والنقل في الجزائر عددا كبيرا من الصناعيين العموميين والخواص، إطارات من عدد كبير من الوزارات والجامعيين من كل أنحاء التراب الوطني، الشيء الذي ولد دينامكية كبيرة مما يجعلني أبذل كل المجهودات التي ذكرتيها للمبادرة في تنظيم مثل هذا المؤتمر بمساهمة ودعم عميد جامعة البليدة طاهر عبادلية وفريقه الذي بدونه لم يكن هذا المؤتمر حقيقة. بالإضافة إلى كل هذا، فإن لتحقيق كل مشروع علينا أن يكون لدينا شغف وكذا الرغبة في تقاسم خبرتنا مع الآخرين للحصول على المزيد من الخبرات. لما تكون لدينا إرادة العطاء سوف نتلقى المقابل.
لماذا تنظيم المؤتمر بالبليدة تحديدا وهل انعقاده بالجزائر سابقة؟
الجزائر بلدي الأصلي وأنا أريد أن أعطي بلادي بدوري ما أستطيع حتى ولو كان جزء صغير مقارنة مع ما أعطتني. مع ذلك فإن العالم الذي نعيش فيه مفتوحا لذا يجب علينا التواصل والتفاعل مع الآخرين وكذا مع جيراننا بشمال إفريقيا وكذا بلدان القارة الافريقية وبلدان أخرى في العالم. وهو السبب الذي جعلني أريد التعامل مع الباحثين والصناعيين الجزائريين لخوض الخطوة التي تتمثل في تطوير علاقات شراكة ومساهمة تعاونية والتي سوف تسمح بالإضافة إلى ذلك بمساهمة زملاء من كيبك، فرنسا وإنجلترا وقريبا ألمانيا، إني أعمل لتطوير مبادرة أخرى وهي التي سوف تجمع بين المجموعات الثلاث المذكورة آنفا للتوسع في هذا القطاع الاستراتيجي اللازم لتطوير التقارب بين البلدان. أقول هذا بكل تواضع، فاسمحوا لي أن أحلم بصفة إيجابية.
كيف كانت ردود الفعل الأولى لجميع المشاركين الأجانب في هذا المؤتمر؟
كانت جد إيجابية، الشيء الذي ساعدني على إقناعهم للمشاركة في هذا المؤتمر هو أنه سوف يجمع الفئات الثلاث التي سبق وأن ذكرتها. كما اني عملت كل ما بوسعي لخلق هذه الظروف في الجزائر مع شبكة علاقاتي الخاصة وكذا علاقات عميد جامعة البليدة طاهر عبادلية الذي ساعدني كثيرا ودعمني بقوة طوال هذه المبادرة.
كيف كان دور السفارة الجزائرية بكندا في تنظيم هذا المؤتمر؟
كوني أقطن بمدينة كيبك، التواصل مع أعضاء القنصلية العامة في مونتريال مستمر، فأنا أهنئ جميع السلطات القنصلية بومنتريال لتسهيل إصدار تأشيرات دخول للمشاركين في المؤتمر.
كيف جاءت المبادرة، هل واجهتكم صعوبات في جمع المشاركين؟
نبتت فكرة هذا المؤتمر نهاية شهر فيفري، لقد بدأت التحدي مع زملائي الكبكيون بعد زيارة ثانية إلى الجزائر وشملت جامعة تيارت والتي قمت من خلالها بتجاوز الصعوبة الاولى التي واجهتها وهي ضيق الوقت الذي كان قصيرا لجمع كل الأشخاص والإطارات الذين يشاركون في هذا المؤتمر، كان بودي أن أدعي كذلك إطارات من وزارة النقل الكندية وكذا وزارة التنمية الاقتصادية في كيبك. سوف يكون موضوع المؤتمر القادم المقرر عقده في الربيع المقبل.
ماذا تنتظرون من هذا المؤتمر؟
الهدف الأول هو جمع متخصصين يعملون في ثلاث قطاعات مختلفة الصناعية منها والمؤسساتية والأكاديمية. كما أن الهدف هو خلق تآزر متعدد التخصصات حول المتدخلين ذوي سمعة مهنية وكفاءة متنوعة كعلماء ومهندسين وإداريين وصناعيين وسياسيين وذلك لبناء أسس جديدة والتوجه نحو الخدمات اللوجستية المترابطة بصفة فعالة ومستدامة وشاملة ومفتوحة.
لكن وفقا لإتصالاتي الشخصية ووفقا للإدارة العليا لجامعة البليدة بالأخص عميدها لقد جذب هذا المؤتمر اهتمام غير عادي وهام للغاية الشيء الذي في إعتقادي سوف يؤدي لتطور الإتفاقيات والشراكات الأكاديمية بين الباحثين والجامعات والصناعيين والإداريين.
ومع ذلك ومن أجل النجاح يجب أن توفر أكثر وأكثر مجهودات بعد هذا المؤتمر. بالفعل يجب أن تكون إستراتيجية لتتبع مستمروكذا اهتمام خاص لضمان التأثير على القرارات والتوصيات المتقدمة.
أي رسالة توّجهونها إلى أعضاء الجالية الجزائرية؟
أنا لن أعطي توجيها لأي أحد، أتكلم عن تجربتي فقط. علمتني تجربتي أن بالمثابرة والاجتهاد نصل الى الاهداف المعينة ويتحقق هذا بالصدق مع النفس ومع الآخرين.