مدير السياحة: الشركاء يبدون تفاؤلا بنجاح الألعاب المتوسطية
يعتبر الأمن والاستقرار، الركيزة الأساسية لضمان نجاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط ـ وهران 2022، وتحقيق الأهداف المرجوة من هذه التظاهرة الرياضية العالمية، وعلى رأسها تعزيز السياحة بمختلف أنواعها، ضمن أولويات التنمية الإقتصادیية والإجتماعية الوطنية، ناهيك عن دورها في نشر السلام وتوطيد أواصر الأخوة والتواصل الثقافي بين الشعوب والحضارات.
جاء ذلك على لسان مدير السياحة والصناعات التقليدية لوهران، بلعباس قايم بن عمر، مؤكدا في تصريح لـ«الشعب» حول (الأمن والسياحة) طموح الولاية لأحداث ثورة سياحية، في سعيها الدؤوب لتكريس مكانتها على الخريطة الوطنية والإقليمية والعالمية، بحكم موقعها الجغرافي ومؤهلاتها الفريدة، فضلا عن تاريخها وتقاليدها العريقة والضيافة الكريمة لسكانها، وذلك بما يتوافق والثوابت والقيم التي يتميز بها المجتمع الوهراني.
وإيمانا من الباهية وهران بمكانتها السياحية، أبرز المسؤول الأول عن القطاع بالولاية أهمية الاستثمار في الاستقرار والأمن والأمان والسلام المجتمعي الذي تنعم به، إلى جانب عوامل أخرى أساسية، ترتبط بالقاعدة المادية والتنظيمية لخدمة عملائها (السياح) مثل الفنادق والمنتجعات والمطاعم، وغيرها من المرافق والمؤسسات المشكلة للبنية التحتية.
أوضح بلعباس قايم بن عمر أن «الطبيعة الأفقية التي يتميز بها قطاع السياحة، تجعله يتداخل ويترابط ويتكامل وعديد القطاعات الأخرى، من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة منه، وتجنّب المشاكل المتوقع مواجهتها». معتبرا في الوقت ذاته أن «الأمن والاستقرار، أحد أهم عوامل الجذب السياحى..».
وأكد على ضرورة اعتماد طرق ومناهج علمية حديثة، تمكّن من تعزيز وتيسير التضافر والتعاون فيما بين مختلف المتدخلين من أجل تطوير الأداء الإقتصادي للقطاع السياحي، منوّها في هذا الصدد إلى العلاقة الوطيدة التي تجمع القطاع والأجهزة الأمنية، وأهمية مواصلة العمل على تطوير مجالات التعاون، بما يتسق مع رؤية القطاع.
وتطرّق في هذا الصدد إلى ما تشهده وهران من طفرة تنموية غير مسبوقة في قطاع السياحة، بالتوازي مع مواصلة تطبيق برنامج مخطّط عمل الحكومة الممتد من 2022 إلى 2024، ويأتي ضمن أولوياته: رفع جميع العراقيل التي تواجه الاستثمارات ومرافقتها، رقمنة القطاع واستحداث مسالك سياحية موضوعاتية، استعدادا لألعاب البحر الأبيض المتوسط، وكذا تنشيط برامج الصناعة التقليدية على المستوى المحلي.
واستنادا إلى نفس المصدر، تحصي وهران 26 مطعما مصنفا و327 وكالة سياحة وأسفار و191 مؤسسة فندقية، توفّر 19920 سرير، موزع عبر الفنادق والمنتجعات السياحية والمركبات، وذلك بحسب أحدث الإحصائيات.
ومن المتوقّع استلام 20 مؤسسة فندقية خلال السداسي الأول من سنة 2022 بطاقة إضافية، تقدّر بـ2466 سرير، لترفع بذلك الحظيرة إلى أكثر لترتفع بذالك الحظيرة الفندقية إلى 211 مؤسسة، وما يزيد عن 21600 سرير، وذلك من مجموع 108 مشروع في طور الإنجاز، يوفر 19202سرير عبر مختلف أنحاء الولاية.
كما أعلن ذات المسؤول عن اقتراح 13 مسلكا سياحيا، دخل منها حيز الاستغلال خمسة (05) مسالك، تأخذ بعين الاعتبار أهم وأشهر الأماكن والمعالم السياحية، بما فيها المواقع ذات القيم التاريخية والثقافية والدينية والرياضية والخصائص الطبيعية المميزة.
وتجدر الإشارة، أيضا إلى أن وهران تزخر بـ26 معلم أثري وتاريخي مصنف، وذلك من مجموع 600 معلم، يعود تاريخ بعضها إلى عصور ما قبل التاريخ، منها 12 قلعة، حسبما أكّد سابقا الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية بالولاية.
وأشاد المدير الولائي للسياحة والصناعات التقليدية لوهران، بلعباس قايم بن عمر بالدور البارز لأجهزة الأمن في إنجاح موسم الاصطياف والزيارات السياحية، ناهيك عن التكفل الأنجع بالوفود الأجنبية والجزائرية «في إطار المرافقة الدائمة والمستمرة للقطاع»، على حدّ تعبيره.
وعاد ليؤكد بأن «الأمن السياحي، هو القاعدة الأساسية في التنمية السياحية المستدامة»، ويقصد به ـ حسبه دائما ـ حماية السائح وتأمينه وحسن معاملته، ناهيك عن تعزيز التغطية الأمنية بالمنشآت السياحية، والمواقع الأثرية والطبيعية والدينية والتاريخية وغيرها من مواقع الجذب.
راحة وسلامة السائح أولوية
يأتي ذلك في وقت تحقق فيه الأجهزة الأمنية الجزائرية تطورات وتحسينات على الخدمات المقدمة، إضافة إلى اﻋﺘﻤﺎد اﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ الفساد والجريمة بمختلف أشكالها، مع العمل الدائم على مراجعة وتحين المخططات الأمنية، وفقا للواقع والتقييم المستمر للموقف الإجرامي بأنواعه العام والمنظم والمروري، من حيث الأسباب والدوافع والمكان والزمان.
في سياق ذلك، صرّحت خلية الاتصال والعلاقات العامة لأمن ولاية وهران، بأن «راحة وسلامة السياح المحليين والأجانب، على السواء، تأتي على رأس أولويات جهاز الأمن الوطني، في مساعيه لتأمين المواطن في شخصة وحياته وفي عرضة وممتلكاته عبر كافة القطر الوطني».
كما نوّهت بالجهود الحثيثة من أجل التطوير المستمر لجهاز الشرطة الجزائرية، من خلال مواكبة آخر التقنيات العلمية والتكنولوجيا الحديثة لبث الطمأنينة في نفوس المواطنين، ونقل الرعب والخوف ألي أوكار الجريمة.
التغطية بكاميرات المراقبة
ومن بين أهم التقنيات الحديثة تنصيب كاميرات مراقبة عالية الدقة عبر مختلف الأحياء والشوارع الرئيسية والفرعية بولاية وهران، بهدف رصد وتوثيق الجرائم والتصرفات غير القانونية بمختلف أشكالها ومستوياتها، مثل السرقة والنشل والخطف والاعتداءات، وغيرها من الأفعال المخلة بالنظام العام.
كما توظف في تنظيم حركة المرور عبر الطرق وسلامتها، من خلال تحديد مواقع الازدحام المروري ورصد المخالفات وحوادث السير، بما يساعد في توجيه الدوريات وسرعة التدخل في حالات الطوارئ.
وقد ناهز عددها 1670 كاميرا مثبتة عبر إقليم الاختصاص الحضري لأمن وهران، بنسبة تغطية تفوق الـ75 بالمائة، من بينها 1262 كاميرا دخلت حيز الخدمة، متواجدة خاصة بالشوارع الرئيسية والإدارات والمرافق العامة والمؤسسات والمقرات الحساسة، تسجل كل الأحداث والوقائع بتفاصيلها الدقيقة على مدار الـ 24 ساعة، استنادا لنفس المصدر.
وقد ساهمت أنظمة كاميرات المراقبة في كشف خيوط الجرائم الغامضة ورصد العديد من الوقائع الجنائية والمرورية، وذلك فى إطار خطّة المديرية العامة للأمن الوطني التي تركز على مواكبة التطوّر التكنولوجي المتسارع واستخدام الوسائل الحديثة في مجال الأمن الاجتماعي، مع تقليل الاعتماد على العنصر البشري، بطريقة علمية، تهدف لرفع مستوى السلامة المرورية، وتحقيق الانضباط على الطرق.
ومن بين القضايا المعالجة مؤخرا من طرف مصالح الشرطة بوهران؛ الإطاحة بعصابة إجرامية متوّرطة في قضية سرقة محل للمجوهرات واسترجاع المسروقات بقيمة 10 مليون دج، وذلك بالاستناد على الوسائل التقنية الحديثة المتمثلة في كاميرات المراقبة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني بوسط المدينة، التي مكّنت من تحديد هوية وتموقّع المشتبه فيهما، وتوقيفهما في ظرف قياسي، وبحوزتهم المجوهرات المسروقة.
مقرات أمنية جديدة
كما سجّل القطاع تجسيد العديد من المشاريع ذات الصلة المباشرة بالتحسين المستمر لحالة الشعور بالأمان، لاسيما من خلال إنجاز مقرات جديدة للأمن الحضري لمواكبة الزيادة السكانية والتوسعات العمرانية.
وستدخل حيز الخدمة «قريبا» أربع مقرات أمنية جديدة للأمن الحضري على مستوى كل مرسى الحجاج و4100 سكن ترقوي عمومي «حياة ريجنسي»، وكذا 2500 مسكن عدل بحي عين البيضاء و1430 مسكن ترقوي حر بكانستيل.
وانطلاقا من هذه المعطيات وأخرى، أكدت نفس المديرية تراجع مؤشر الجريمة الخطيرة، مقارنة بالسنوات الماضية، فيما تبقي الجريمة الصغرى، هي التحدي الأكبر بالنسبة للجهاز .
وحدة جوية لتغطية شاملة
وأعلنت استعدادها التام لإنجاح الطبعة الـ 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المزمع إقامتها في الفترة من 25 جوان إلى 5 جويلية 2022، بمشاركة أكثر من 4.000 رياضي ورياضية من 25دولة، ناهيك عن المؤطرين والسياح الأجانب والمحليين، لا سيما من خلال الوحدة الجهوية للطيران التي تتكفل بـ 12ولاية بالجهة الغربية والجنوبية الغربية عبر نظام المروحية أو طائرة هليكوبتر مزودة بكمرات عالية الوضوح، تمنح تغطية جوية شاملة.
ويبقى المواطن، الحلقة الأساسية في المعادلة الأمنية، نحو تحقيق مستويات عالية من السكينة والاستقرار والطمأنينة في إطار الإدراك الواعي للرهانات الأمنية التي تواجه مجتمعنا.