تسببت الموجة الرابعة من وباء كورونا ومتحوراته، في انقطاع أكثر من 10 ملايين تلميذ عن الدراسة لأسبوعين. وأدى ذلك إلى بروز قلق واضطراب في حياة العديد من الأطفال وأوليائهم ومعلميهم، لأن الانقطاع عن الدراسة لأيام متتالية يسبب مشاكل في القدرات الإدراكية والمعرفية للتلميذ، مما يؤدي إلى فقدان القدرة على التركيز والفهم، ويدخله كذلك في عزلة اجتماعية، أمام انعدام الوسائل التقنية لمواصلة الدراسة عن بعد. لكن توجد حلول للحد من هذه الآثار على الأقل، قدمها الفاعلون في القطاع، لاستكمال الموسم الدراسي، بعيدا عن تبعات هذا الانقطاع، منها اعتماد بروتوكول نفسي بيداغوجي لاستعادة اللياقة النفسية والذهنية للتلميذ، تقليص مدة العطلة وتحديد الدروس للأقسام النهائية، وتنويع الطرائق والمخططات وفق منحنى تطور الوباء.
بعد انقطاع استثنائي، مختصون يؤكدون: لا تأثير سلبيا على التحصيل الدراسي للتلاميذ
- عدم تطبيق البروتوكول الصحي حوَّل المدارس إلى بؤر للعدوى
- مراجعة المنهاج التربوي جوهر مفتاح مشاكل المدرسة
يعود التلاميذ، الأحد المقبل، إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع مؤقت بسبب الارتفاع الكبير لحالات الإصابة بكوفيد-19. وبالرغم من تطمينات المختصين، يتخوف الأولياء من تأثير هذا الانقطاع على التحصيل الدراسي لأبنائهم، حيث أكدوا ضرورة مرافقة البروتوكول الصحي بآخر نفسي بيداغوجي للمتعلمين في المدارس لاستعادة لياقتهم النفسية ونشاطهم الذهني للعودة الى المدرسة بنشاط وحيوية.
تباينت آراء المواطنين بين متخوف ومطمئن لعودة التلاميذ إلى الدراسة، بعد تعليقها لأكثر من 15 يوما أمام تحوُّل المؤسسات التربوية إلى بؤر لانتشار العدوى.
في المقابلا اتفق الأولياء، في حديثهم إلى «الشعب ويكاند»، ان جوهر اهتمامهم متعلق بإصلاح المنهاج التربوي وليس ساعات قليلة ترك فيها ابناؤهم مقاعد الدراسة، بالنظر الى استمرار تطبيق نظام التفويج في المدارس.
كفى لعبا بمستقبل الأطفال
في هذا الصدد قالت كهينة سوكالي، أم لثلاثة أطفال يدرسون في الطورين الابتدائي والمتوسط، «لا يمكن اعتبار رفع الدراسة لـ17 يوما مدة طويلة لها تأثير على التحصيل المعرفي للتلاميذ، فهي قصيرة بالنظر الى العطلة التي جعلتهم ينسون حتى الأحرف الهجائية في 2020، على اعتبار أن الحجم الساعي اقل بكثير، بالنظر الى تطبيق نظام التفويج، في الابتدائي، يدرسون يوما بيوم، بينما في المتوسط يدرسون يوميا نصف يوم، لذلك لن يكون لهذا الانقطاع تأثير سلبي على تحصيلهم المعرفي، بالنظر إلى ما يدرسونه من مواد أثقلت كاهلهم وحولتهم إلى آلات تدرُس دون بناء حقيقي لشخصية التلميذ المتطلب والمحب للمعرفة. فما معنى أن يدرس التلاميذ الاجتماعيات في سنّ كان الأجدر ان تخصص لتدريسهم القاعدة الأساسية لاكتساب ثروة لغوية، وتعلم الكتابة والحساب مع تغيير اللغة الأجنبية بالإنجليزية لأنها لغة العلوم».
ولاحظت كهينة، أن المنهاج التربوي فشل في استعادة التلاميذ، فقد أصبح مجرد حشو لكم هائل من المعلومات تكون في الابتدائي خاصة فوق قدرة الاستيعاب، ما يحولها الى مجرد صخور تثقل كاهل التلميذ يزداد وزنها سنة بعد سنة. ولعل نسبة الرسوب الكبيرة في المدرسة الجزائرية راجع إلى غياب برنامج تربوي محفز للقدرات المعرفية لدى التلميذ، خاصة مع وجود معلم أصبح يتعامل مع المدرسة على أنها وسيلة ضغط على الوصاية لتحقيق مكاسب اجتماعية».
وعن استئناف الدراسة، الأحد المقبل، قالت جوهر برقوش، أم لتلميذين في الطور الثانوي، «كان من الضروري وقف الدراسة في هذه الفترة بعد ارتفاع حالات العدوى في المؤسسات التربوية، فأبنائي مثلا، أصيبا بمتحور «دلتا»، ما استدعى تغيّبهما لأكثر من عشرة أيام كاملة، لذلك كان عليهما استدراك الدروس في العطلة، بالإضافة إلى تغيب بعض المعلمين، ما يعني أن المؤسسات التربوية كانت تعرف توقفا متفاوتا في الدراسة، ما أحدث فارقا مهما على مستوى التقدم في البرنامج الدراسي. لذلك كان تعليق الدراسة بمثابة الإجراء المهم لإعادة الأمور الى نصابها، خاصة بالنسبة للأقسام النهائية كشهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا. فالتفاوت في البرنامج الدراسي، سينعكس سلبا على حظوظ كل تلميذ في النجاح. لذلك أتمنى ان يؤخذ بعين الاعتبار عند وضع أسئلة الامتحانات النهائية».
«كفانا لعبا بمستقبل أطفالنا»، هكذا عبرت جوهر عن امتعاضها بسبب تعالي أصوات تمديد تعليق الدراسة، لأن أثره سيكون وخيما على الأقسام النهائية، فالامتحانات والفروض الفصلية يمكن إجراؤها بصفة مستقلة، لأنها على العموم غير موحدة وإن كان تاريخها واحدا، على عكس الامتحانات النهائية، لذلك كلما كانت العودة أسرع كلما وجد التلميذ الوقت الكافي لاسترجاع لياقته الذهنية.
وعن الطريقة التي اعتمدتها مع أبنائها قالت: «في الحقيقة بعد شفاء إبناي عادا الى الدروس الخصوصية من أجل استدراك التأخر، بالرغم من رفض الأساتذة في البداية بسبب إصابتهم بالعدوى، إلا أنها قبلت وجودهم في القسم مع احترام الإجراءات الوقائية، فهما تلميذان في القسم النهائي، واحد معيد والثاني يجتاز امتحان البكالوريا لأول مرة، لذلك كان من الطبيعي عدم الركون الى البيت، بل توجب عليهم الدراسة، في حين كان غيرهم يسبحون في الفضاء الأزرق، الذي أراه المدمر الحقيقي لقدرات الطفل المعرفية، فكثير من الآباء يستهينون بالتكنولوجيا الحديثة، بالرغم من التحذيرات المستمرة للمختصين».
مشاكل جوهرية
من جهته، عبّر عمار حموش عن استيائه ممّا اعتبره فوضى ولامبالاة تسود المؤسسات التربوية، حيث قال: «يقارن البعض بين الوضع الوبائي في الجزائر وبعض الدول الأوروبية التي فاقت عدد الإصابات اليومية فيها مئات الآلاف لإقامة الحجة على سوء قرار تعليق الدراسة منذ أسبوعين، لكنهم في المقابل لا يضعون عامل الإمكانات في الحسبان، لأنه العامل الأساس لاستمرار هؤلاء في الدراسة ووقفها عندنا. فعندما يتحول تطبيق البروتوكول الصحي الى خبر كان، لدرجة ان بعض المصابين بالعدوى من تلاميذ وأساتذة استمروا في الحضور بصفة عادية، رغم خطر نشر العدوى!، كيف لهؤلاء ان يخاطروا بحياة غيرهم؟، فقط حتى لا يدخلون في عطلة مرضية، كيف لأب أو أم ان يتركا طفلهما المريض يذهب الى المدرسة وهو يعاني من الإصابة بالعدوى، وكيف لمؤسسة تربوية مطالبة بالتطبيق الصارم للبروتوكول الصحي السماح بهذا التسيب واللامبالاة؟».
«أتعلمين المشكلة»، استطردت تقول ـ عندنا مشكلة ضمير، فلو تحلى جميع المعنيين بقطاع التربية، سواء إطارات، أساتذة وأولياء وتلاميذ بالضمير لما كان هذا حالنا، ولما تذيلنا ترتيب الدول في التربية والتعليم.
سؤالكم عن تأثير الانقطاع الاستثنائي على التلاميذ وتحصيلهم المعرفي غير مبرر، لأنهم في واقع الأمر في انقطاع معنوي عن الدراسة منذ سنوات، التي تحولت إلى مجرد عملية لحشو الدروس. أريد حقا معرفة أي الخبراء وضعوها؟، المتفحص للمنهاج التربوي يجده تكسيرا ممنهجا ومستمرا على طول الأطوار الثلاثة لقدرات الطفل العقلية، بعيدا كل البعد عن تعزيزها وتطويرها من أجل تحصيل أحسن للطفل للمكاسب التربوية والمعرفية».
«نعم الحل الأمثل هو العودة الى الدراسة، لكن ما فائدة العودة الى قسم يدخله التلميذ والأستاذ لينتظران ساعة دق الجرس؟، بعض الأساتذة يرفضون تقديم دروس خصوصية لكنهم عند اقتراب الامتحانات يقدمون ساعات مراجعة بـ500دج للساعة الواحدة وبمعادلة حسابية بسيطة تجدهم يبحثون عن الربح المادي بأسرع طريقة. البعض أقام الدنيا ولم يقعدها بعد قرار تمديد تعليق الدراسة، لكنهم ينامون في سبات عميق عند الحديث عن المنهاج التربوي والعلاقة الغريبة بين الأستاذ والتلميذ، فبعدما كانت علاقة ضمير بأمانة تحولت إلى علاقة متشنجة وصلت إلى العنف الجسدي واللفظي بين الطرفين، خاصة في الطورين المتوسط والثانوي. كيف لوزارة أن تسمح ببقاء تلميذ يبلغ من العمر 17 سنة يعيد السنة في كل مرة مع تلاميذ لا يتجاوز سنهم في بعض الأحيان 11 سنة في السنة الأولى متوسط، أليس وجوده يشكل خطرا عليهم؟، يجب مناقشة المشاكل الجوهرية وليس انقطاع أو استمرار الدراسة، لأن الحقيقة المُرَّة ان النتيجة واحدة لكلتا الحالتين بالرغم من اختلافهما».
بروتوكول صحي بلا تطبيق صارم
لا يمكن الحديث عن قطاع التربية بعيدا عن الشريك الاجتماعي، من جمعيات أولياء التلاميذ الطرف المهم في المعادلة. وفي نداء وجهته المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، هذا الأسبوع، لوزير التربية، وصفت الوضعية النفسية التي يعيشها الأبناء والآباء على حد سواء بـ»الجد مقلقة»، نتيجة عدم حصول الأولياء على كشوف الأبناء في عديد المؤسسات التربوية، مطالبة الوزير بفتح تحقيق، إذ كيف لولي يتابع ابنه وهو لا يعرف نتائجه الفصلية، ما اعتبرته المنظمة إخلالا بالتزامات المؤسسات تجاه الأولياء لتأثيره السلبي على نتائج الفصل الثاني.
رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، أوضح أن الجميع يعيش حالة من القلق بسبب الوباء وتأثيره على العملية التعليمية، وهو ما يقتضي، بحسبه، تدخلا عاجلا لوزير التربية في الموضوع، فلا يعقل بقاء الأولياء رهينة «ضغوط دون موقف يعيد الأمور الى نصابها ويوفر مناخا تعليميا بما يحقق النجاح، لا بما يساهم في الفشل».
ونادت المنظمة بضرورة التكفل الجاد في التعامل مع البروتوكول الصحي، بسبب التراخي الذي عرفته المؤسسات التربوية، سواء من حيث توفير الوسائل أو التعامل غير الجاد دون رقابة صارمة ساهم بكيفية أو بأخرى في انتشار الوباء، بالرغم مما سخرته الدولة من إمكانات. وعبّر بن زينة عن تخوفه، حيث قال إن مواصلة العمل بنفس الطريقة يشكل خطرا ويضيع كل ما توفره الدولة، لذلك لابد من تحمل كل واحد لمسؤولياته تجاه التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي.
ولم يستثن البيان، الحديث عن المناهج التربوية، حيث دعا بن زينة الى إعادة النظر فيها بسبب إجماع كل الأطراف على أهمية هذه الخطوة لما لها من أهمية في تحقيق طموحات المجتمع، على اعتبار ان مراجعة المنهاج أولوية قصوى.
خالد عبد السلام: استثقال المتعلم للدراسة في الجزائر
في حديثه إلى «الشعب ويكاند»، قال الدكتور خالد عبد السلام، أستاذ بقسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا بجامعة محمد لمين دباغين سطيف-2، أنه لا يمكن التسليم نظريا بأن الانقطاع المفاجئ عن الدراسة سيؤثر على قدرات الطفل على التحصيل الدراسي، لأنه سيؤثر على وتيرته واستعداداته للتعلم إذا لم تستثمر أوقاته فيما ينفعه ويقلل من قلقه وتوتراته. علما أن غالبية المتعلمين فرحوا لتوقف الدراسة في مؤسساتهم التربوية وزادت فرحتهم وسعادتهم- للأسف- بعد تمديدها لأسبوع، بسبب استثقال المتعلم للدراسة في المدرسة الجزائرية، لمعاناته من ضغوط نفسية دراسية كبيرة نتيجة للحجم الساعي الذي يقضيه جالسا داخل القسم مع ساعات أخرى في دروس الدعم مساء وفي نهاية الأسبوع.
هذه العوامل قد تهدد التوازن النفسي التربوي للتلميذ لاحقا، بحسبه، خاصة وأنه لا يجد فرصا لممارسة النشاطات اللاصفية المختلفة (الرياضة، المسرح، الأناشيد، الأغاني، الرسم القص والشعر وغيرها…)، والتي يفترض أن تكون جزءا من برنامج يومي داخل المدارس وخارجها، لكونها فضاءات للتنفيس والتعبير والترويح عن النفس ووسائل للإبداع والابتكار، لأنها تنمي الخيال لدى المتعلمين وتزيدهم ثقة في أنفسهم.
فتوقف الدراسة بسبب الإجراءات الاحترازية من تفشي فيروس كورونا، لاسيما السلالة الجديدة «أوميكرون» بين المتعلمين وبين أفراد الأسرة التربوية وكل المجتمع خلال هذه الأسابيع، في غياب بروتوكول نفسي بيداغوجي وتربوي يجعل المتعلمين ينخرطون أكثر في الألعاب الإلكترونية والدردشة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ومتابعة الرسوم المتحركة والبرامج التلفزيونية وغيرها من النشاطات داخل البيوت وداخل فضاءات مغلقة.
وهنا عين الخطر ـ بحسبه ـ حيث يتوقف المتعلمون عن المراجعة للدراسة، بالرغم من إلحاح وضغط الأولياء وإصرارهم وتذكيرهم لأبنائهم بضرورة الاهتمام باستثمار هذه الفرصة، في استدراك ما فاتهم وتثبيت ما درسوه عبر مراجعات ومطالعات مكثفة ومركزة، إلا أن الأبناء غير مبالين بذلك، معتبرين أنفسهم في عطلة ولا يوجد ما يلزمهم بفعل ذلك (فالمتعلم الجزائري يدرس من أجل النقاط أيام الفروض والاختبارات وفي غيابها لا يراجع ولا يهتم).
في الوقت نفسه، أوضح المختص أن التأثير سيكون على الدافعية للتعلم والاستعدادات بحيث يجعل المتعلمين يسهرون ليلا وينامون نهارا فتتغير ساعتهم البيولوجية، ما يؤثر على عملياتهم المعرفية، لا سيما ضعف التركيز والانتباه مع اضطراب الذاكرة بسبب نقص النوم والإدمان على تكنولوجيات الإعلام والاتصال كالألعاب الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، ما اعتبره أخطر ما يجعل المتعلمين يستثقلون الدراسة والمراجعة، واستثقال كل نشاط فكري أو جسدي، ويجعلهم يميلون للكسل والخمول أكثر والكثير من الأولياء يشهدون على ذلك ويلتمسونه لدى أبنائهم.
استعادة اللياقة الذهنية ممكنة
يرى المتحدث، أن أحسن الوسائل البيداغوجية التي يمكن أن تساعد التلاميذ على استعادة لياقتهم النفسية ونشاطهم الذهني للعودة الى المدرسة بنشاط وحيوية، والتي يمكن للأولياء تأدية أدوار مهمة فيها هي: ضرورة وضع رزنامة لأبنائهم، خاصة للمراجعة ولو لساعتين أو أكثر يوميا، والأحسن أن تكون مراجعات جماعية بين تلميذين إلى ثلاثة، سواء حضوريا في البيوت مع تطبيق الإجراءات الوقائية، أو باستعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال المعاصرة سكايب، فايبر، ميسنجر، واتسآب وغيرها… فهنا يجد التلميذ نفسه يتعلم بعد استعماله الإيجابي لمختلف التكنولوجيات، كما يمكن تنظيم مراجعات للدروس باستعمال الدروس التي تقدم في اليوتيوب من قبل أساتذة في نفس المواد لنفس المستوى والتخصص الذي يدرسون فيه.
من جهة أخرى، يمكن تخصيص أوقات لممارسة الرياضة والتنزه في الطبيعة أحسن من البقاء في البيت، ما سيشعر التلميذ بالبهجة والفرح والسرور ويعزز مشاعر السعادة لديه والاستمتاع بأيامه، في نفس الوقت يتم التقليل من تعرضه لشبكات التواصل الاجتماعي ولكل الأجهزة والألعاب الإلكترونية، وسيساهم ذلك في استعادته لحيويته ونشاطه الذهني وبالتالي تزداد دافعيته للتعلم والدراسة.
واعتبر الأستاذ بجامعة محمد لمين دباغين سطيف-2 البروتوكول الصحي ضروريا، لكن يجب أن يرافقه بروتوكول نفسي بيداغوجي للمتعلمين في المدارس والجامعات يجمع بين النشاطات الرياضية، الثقافية الترفيهية والتربوية (ساعات للمراجعة والدراسة) يراعى فيه إجراءات الوقاية من العدوى، أين يوفر للطفل فرصا للعب، التنزه، الترفيه، الإبداع والابتكار، المطالعة والدراسة، حتى يتخلص الأبناء من الملل والروتين ومن أخطار الإدمان على التكنولوجيات المعاصرة، وبالتالي جعلهم يستمتعون بأيامهم، يفرحون ويسعدون في حياتهم، وهو الغاية من الدراسة والتعلم.
عن طريق تنفيذ هذا البروتوكول النفسي، قال عبد السلام، يتم من خلال تفعيل الفضاءات المختلفة المتوفرة داخل المدارس في الأحياء وعلى مستوى البلديات (في دور الشباب والمراكز الثقافية) تساهم في إنجاحه هذه المؤسسات، بالتنسيق والتعاون مع الجمعيات المهتمة بالطفولة والمراهقة والشباب وجمعيات أولياء التلاميذ وغيرها، وهو البروتوكول النفسي البيداغوجي الذي اقترحه في جوان 2020، وهذا الأمر يحتاج الى تجند كل المؤسسات لتحضير مثل هذه البروتوكولات النفسية البيداغوجية لتنفيذها أيام الأزمات والكوارث مع تدريب وتهيئة المعنيين.
بالإضافة الى توفير إمكانات تعميم التعليم عن بُعد، باستعمال تكنولوجيا الإعلام والاتصال لكل المتعلمين، مع إجبارية الحضور للمتعلمين عن طريق التسجيل في مثل هذه الأزمات والكوارث سواء صحية أو مناخية وغيرها.