قال الباحث الجامعي البروفيسور بوبكر منصور في تصريح لـ»التنمية المحلية»، بأنّ الحديث عن المقوّمات المادية التي تزخر بها ولاية تقرت، يدفع أولا للحديث عن أهم مقوّم للتنمية ألا وهو البعد الاجتماعي والثقافي للمنطقة، فولاية تقرت هي منطقة حضارة منذ زمن وعُرفت بالتنوع الثقافي، أي الثّقافات الفرعية ضمن لوحة فسيفساء الثّقافة الجزائرية، وكانت ولا زالت منطقة مفتوحة ترفض الانغلاق الثقافي والاقتصادي، ما يجعلها قابلة للتطوّر باستمرار. كما أنّ التعايش بين سكان الولاية وإحساسهم بالانتماء إلى المنطقة، أكسبها ميزة الاستقطاب للطّاقات والاستثمار باستمرار، وهذا العامل يعد عنصرا من عناصر القوّة.
كما تحتوي تقرت، حسب الباحث منصور، على إطارات وكفاءات في مختلف المجالات، والذين دون شكّ يعتبرون ضمن الإمكانات البشرية المؤهّلة التي يمكن أن تحرّك عجلة النمو والازدهار خاصة في مجال البحث العلمي والتعليم العالي، إضافة لأهمية الولاية في جانب العنصر السكاني وتنوّعه الثقافي، باعتبارها منطقة استقطاب وتمثل بحق معاني المواطنة التي تكسر عفن الجهوية المقيتة.
استقطاب صناعات ذات صلة بالبترول والغاز
أمّا عن المقوّمات الاقتصادية في ولاية تقرت، أكّد البروفيسور منصور أنّها كثيرة وأهمها واحات النخيل، وكذلك القاعدة الصّناعية القابلة للتطوّر، والمتوفّرة على إمكانات الازدهار الصناعي مثل خط السكة الحديدية، وقربها من منطقة النفط ما يؤهّلها لأن تستقطب مستقبلا العديد من الصناعات ذات الصلة بالبترول والغاز.
وأشار الباحث الجامعي إلى ضرورة الاستعداد لنمو كبير من خلال الاقتصاد الحر والاستثمارات الكبرى، وذلك مرهون بقرار السّلطات الشجاع في دعم الاستثمار، وتغيير كل القوانين المعرقلة، منوّها أن تقرت يمكن أن تتحوّل إلى قلعة اقتصادية عالمية.