كاف لعسل، سد القصب وغابة جبل مساعد فضاءات للاستجمام والترفيه
يلجا العديد من سكان عاصمة الحضنة المسيلة خلال شهر رمضان الكريم وفي ظل درجة حرارة قاربت الـ 45 درجة مئوية إلى تمضية يومياتهم الرمضانية بعدة أماكن تعتبر بالنسبة إليهم الملاذ الوحيد للهروب من لفحات الشمس الحارقة التي تمتاز بها المنطقة، فانعدام الغطاء النباتي وغياب المرافق العمومية دفع بالسكان الى التنقل إلى عدة مناطق بالولاية.
“الشعب” وفي جولة قادتها الى مختلف احياء المسيلة سألت السكان عن يومياتهم الرمضانية وساعات الصوم الطويلة.
شهدت المسيلة خلال هذه الأيام ارتفاعا كبيرا في درجة الحرارة التي أثرت على تنقلات السكان وممارستهم لأنشطتهم خلال شهر الصيام، فالعديد منهم يواصل عمله متحديا الحرارة، والبعض الآخر يبحث عن مكان يقضي فيه أمسية الصيام عبر عدة مناطق سياحية تمتاز بها عاصمة الحضنة بحثا عن الجو المنعش الشبه بارد، والذي توفره المناطق الجبلية والرطبة المحاذية للسدود والينابيع، وكذا الغطاء النباتي الكثيف وغيرها مما يجلب الراحة للصائم.
المناطق الرّطبة والجبال تستهوي الصّائمين
وتشهد العديد من طرقات المسيلة خلال أمسية الصيام حركة دؤوبة عكس ما كانت عليه في النهار، حيث يتنقل العديد من سكان عاصمة الحضنة إلى المناطق المحيطة بسد “القصب”، والتنزه بين الأشجار المحيطة به رفقة الأطفال الصغار الحل الامثل لسهرة رمضانية منعشة، فالمنطقة تتحول بعد صلاة العصر إلى قبلة لجموع الناس من كل المناطق.
في حين يفضل البعض الآخر التنقل إلى نبع حمام الضلعة المتواجد على مستوى بلدية حمام الضلعة، والذي يحضنه السهل بين أعالي جبل جدوغ وكاف لعسل شرقا، كما يتنقل العديد من السكان إلى نبع حمام بلعريبي الذي يوجد من الضفة اليسرى لسد القصب، والذي يمنح إطارا رائعا للاستجمام وخاصة في ما يتعلق بسطح مائه والاخضرار الفاتن المحيط به.
بينما يقضي سكان الجهة الجنوبية على غرار بوسعادة وسيدي عام والهامل، وغيرها أمسية الصيام بالتنقل إلى غابة أجبل أمساعدة التي تمتاز بغطائها النباتي الشبه متوسطي بمساحة تقارب 33500 هكتار.
وفيما يقضي سكان الجهة الشرقية يوميات الصيام بالتنقل إلى عدة مناطق سياحية على غرار التنقل إلى جبال بلدية المعاضيد التي يتواجد بها قلعة بني حمام، وكذا الشلال المتواجد ليس ببعيد عن القلعة، في حين يتنقل سكان برهوم وأولاد عدي لقبالة ومقرة والدهاهنة” إلى بلدية أولاد حناش التابعة إداريا إلى ولاية برج بوعريرج قصد جلب المياه الصالحة للشرب أو إلى مدينة بيطام التي تمتاز بمياهها الباردة والعذبة، وهو ما شهدته “الشعب” خلال زيارة منطقة بيطام التي وجدناها تعج بالأشخاص الذين يأتون إلى المنطقة من كل حذب وصوب وكلهم يودون جلب المياه الصالحة للشرب وتمضية الوقت، وهو ما أكده أحد الزائرين “محمد” الذي جاء رفقة اطفاله من بلدية أولاد عدي لقبالة.
في حين يتنقل سكان بلدية مقرة وبلعائبة الى النبع المائي المتواجد بمنطقة سبلة التابعة لولاية سطيف، ويفضّل العديد من سكان المسيلة المكوث في المنزل واتخاذ المكيف الهوائي الرفيق اليومي. أما البعض الآخر فقد اعتكف منذ انطلاق رمضان في المساجد وضرب عصفورين بحجر واحد قصد قراءة القران والتمتع بهواء المكيفات الهوائية الخاصة بهاته المساجد.
كما يلجأ العديد من شباب الحضنة الى الجلوس لساعات طويلة في مقاهي الانترنيت المكيفة، والاطلاع على عالم الخارجي على الرغم من الأسعار الكبيرة التي تفرضها هذه المقاهي، بينما تجتهد النسوة في إعداد مائدة الفطور التي تتنوع بين الشربة والبوراك والطاجين الحلو.
وبالمقابل يقضي السكان السهرات الرمضانية بعد الافطار بالمقاهي وتناول أكواب الشاي أو ممارسة لعبة “الدومينو”،
وكذا تناول الشيشة التي غصت بها العديد من المقاهي بالمنطقة، وما يميز السهرات الرمضانية أيضا هو الانتشار الواسع لطاولات الشواء عبر الشوارع والتي تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين، ناهيك عن محلات الحلويات والبيتزا التي تلقى بعد الفطور رواجا كبيرا، حين تفضّل بعض العائلات القيام بزيارات ليلية للأقارب من اجل سهرة رمضانية حميمية وممتعة.
جمعيات تدخل الفرحة على قلوب العائلات المعوزة
كما تقوم العديد من الجمعيات خلال شهر الصيام بعدة أنشطة هادفة تسعى من ورائها مساعدة المحتاجين وزرع البسمة على وجوه غابت عنها الفرحة كثيرا، وهو حال جمعية “كافل اليتيم الوطنية” مكتب بلدية برهوم، حيث سطر هذا الأخير في اجتماعه العادي برنامجا خاصا يتضمن مجموعة من الأنشطة على مدار ايام الشهر الفضيل، ولعل أبرزها افتتاح قسم لتحفيظ القرآن الكريم خاص بالمنخرطات والمتطوعات، وكذا افتتاح قسم لتحفيظ القرآن الكريم خاص بالأرامل، وافتتاح قسم لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال الصغار من الجنسين والتحضير لمسابقة حفظ القرآن الكريم للأيتام المسجلين بالجمعية مع برمجة حصص أسبوعية للمراجعة والتفسير.
كما تم جمع كسوة العيد والتي تم توزيعها ابتداء من يوم امس، كما سجلت الجمعية حضورها خلال مشاركتها في مسابقة أحسن آذان بمشاركة ثلاثة من أبناء الجمعية “موسى رداوي”، “شادلي رداوي” و”ياسين طيبي”.
كما وزعت الجمعية خلال الشهر الكريم مواد استهلاكية على 40 عائلة منها اللحوم والخضر والفواكه بكل من بلديتي برهوم والدهاهنة، وفي ذات الصدد وزّعت جمعية “الإحسان والتكافل الاجتماعي” 237 قفة رمضان تتنوّع بين خضر، لحوم ودقيق على أن توزع 180 الباقية خلال الأيام القليلة القادمة.
من جانبها قامت جمعية “ناس الخير” بالمسيلة بختان جماعي لـ 27 طفل من العائلات المعوزة بقاعة سينما الحضنة ينحدر اغلبهم من حمام الضلعة وبلديات أولاد ماضي، المطارفة والزواولة، بالاشتراك مع مصحة القلعة الطبية خلال اليوم العشرون من شهر رمضان الكريم أي يوم امس تحت شعار “الختان شعار الرحمان”، حيث أحيت فرقة الجمعية سهرة امس حفل إنشادي بهذه المناسبة ووضعت الحناء للأطفال الذين سوف يتم ختانهم اليوم السبت صباحا.
كما وزعت قفة رمضان بمقر جمعية “الإرشاد والإصلاح” بوسعادة إلى 300 عائلة بقيمة 4000 دج للقفة الواحدة، تحتوي على جميع المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية لهذا الشهر الفضيل.
أما في ما يخص الجانب الثقافي فقد أقيمت عدة سهرات فنية من تنظيم عدة جمعيات ناشطة في المجال الثقافي، ولعل أبرزها التي قامت بها جمعية الوفاء لترقية الطفولة بالمسيلة من خلال تنظيم سهرة تخص الأطفال الصغار بالاشتراك مع لجنة الحفلات لولاية المسيلة، حيث أقيم بدار الثقافة قنوذ الحملاوي نشاطات تتعلق بعروض فنية وعروض بهلوانية وألعاب خفة، وما ميز السهرة هو الحضور المكثف للعائلات رفقة أبنائهم الصغار، الذين تفاعلوا والنشاطات التي أداها أعضاء الجمعية.
مسابقات في حفظ القرآن الكريم إحياءً لليلة القدر
ومن جانب آخر تستعد العديد من المساجد المنتشرة عبر تراب الولاية لاحياء ليلة القدر، ببرمجة عدة نشاطات دينة وثقافية تصب مجملها في تعظيم ليلة السابع من العشرين من شهر رمضان الكريم التي انزل فيها القران الكريم، ولعل النشاط الذي ميز كل المساجد هو برمجة مسابقة لحفظ القران الكريم للاطفال الصغار والكبار، وكذا مسابقة فكرية تخص السيرة النبوية.
كما برمج مسجد عثمان بن عفان مسابقة دينية لحفظ القران الكريم والحديث النبوي المتعلق بعشر أحاديث الاولى من الاربعين نووية، وهذا تحت اشراف الدكتور بوراس سليمان الامام المتطوع، الذي أكد في حديثه إلى “الشعب” على أهمية المسابقة للأطفال والجوائز القيّمة التي يجب أن يحظى بها المشاركون.