«الشعب ويكاند» تفتح الملف وتسأل الخبراء

المكملات الغذائية في الوسط الرياضي.. المزايا والمخاطر

نبيلة بوقرين

 بن قرطبي: بناء الجسم يكون عبر مراحل أساسية

تغيّرت مفاهيم ومعطيات الرياضة في السنوات الأخيرة وأصبحت تعتمد على التطور التكنولوجي والعلمي من كل الجوانب، بما فيها تكوين جسم الرياضي بطريقة صحيحة وسليمة وفي وقت قياسي بهدف تحقيق نتائج إيجابية في مختلف المنافسات العالمية، ومن بين أبرز العوامل التي تساهم في هذه العملية التغذية والعناصر الأساسية وطريقة تعويض النقص الموجود في الوجبات اليومية، الأمر الذي جعلنا نسلّط الضوء في عدد اليوم من “الشعب ويكاند” على المكملات الغذائية التي أخذت منحى آخر في الوسط الرياضي في السنوات الأخيرة من خلال الإستناد على تصريحات لخبراء في المجال ورياضيين.
أضحت المكملات الغذائية قبلة للرياضيين في السنوات الأخيرة لربح الوقت أثناء التدريبات بالنظر لسرعة تجاوب الجسم معها لأنها سهلة الإمتصاص، وبالتالي يتم التقليل من تناول الوجبات العادية لأنها تتطلب كميات كبيرة وفي غالب الأحيان هذه الأخيرة لا تعطي للرياضي النّسبة الكافية من العناصر الضرورية والأساسية التي يحتاجها خلال اليوم، والأمر يتعلّق بكل من الفيتامين، البروتين بنوعيه النباتي والحيواني، الكاربوهيدرات، الدهون الصحية، الألياف، الماء، وتختلف الكمية المطلوبة من شخص لآخر حسب البنية والمجهود المبذول بناءا على التمارين التي يحدّدها المدرب لتفادي المضاعفات والإصابات في آن واحد.
كما تعتبر المكملات الغذائية طريقة مثلى لأغلب الرياضيين في عملية الاسترجاع، خاصة خلال المنافسات عالية المستوى والتي يبذل خلالها الرياضي جهد كبير لكي لا يشعر بالإرهاق، وكذا بعد العودة من الإصابة لأن الجسم يتطلب عمل تدريجي إلى غاية استعادة اللّياقة البدنية العادية والعضلات تتعوّد على التمارين السريعة وذات النسق العالي، والغذاء الصحي ضروري لبناء الأنسجة العضلية من دون التأثير السلبي على الجسم وكذا عضلة القلب ولهذا ينصح خبراء التغذية والأطباء المختصين في المجال الرياضي بضرورة إتباع الخطوات تدريجيا للحفاظ على صحة الرياضي بالدرجة الأولى، والتعامل مع المواد المُكملة بطريقة إحترافية.
من جهة أخرى، فإن هذه المواد الغذائية قد تكون لها إنعكاسات سلبية على جسم الرياضي إذا لم يُحسن إستعمالها، لأنها قد تسبب له مضاعفات في الجسم أو في القلب، إذا تناولها بكميات زائدة عن اللّزوم بما أن أغلب الرياضيين لا يملكون ثقافة التعامل مع المكملات الغذائية في الجزائر ويعتقدون أنها مصدر أساسي لتكوين الجسم وإمتلاك القوة والمهارات وتصنع منهم أبطالا، إلى درجة أنها أصبحت موضة في الوسط الرياضي مؤخرا رغم غلاء سعرها ولهذا يجب أن تكون توعية من طرف المختصين حتى تكون نظرة شاملة عن هذا الجانب، خاصة أن المكملات الغذائية منها ما يحتوي على مواد محضورة دوليا وبإمكانها أن تنعكس على المشوار الرياضي وهناك عديد الأسماء التي وقعت في فخ المنشطات بسبب تناول المكملات الغذائية من دون إستشارة الطبيب أو المختصين في مجال التغذية.
بالتالي، فإن الغذاء السليم والعمل الجاد هو أساس النجاح بالنسبة للرياضيين في كل الإختصاصات سواء الفردية أو الجماعية، من خلال تناول وجبات صحية وبطريقة مُنتظمة سواء النباتية أو حيوانية ومقدار كبير من الماء، لأنه جد ضروري للتخلّص من الزوائد والمواد السامة في الموجودة في الجسم، والنوم الجيد وتفادي السهر كثيرا وإستعمال الهاتف النقال لأنه يشوش التفكير ويمنع الجسم من الراحة في الوقت الذي يكون بحاجة لذلك لإعادة بناء الخلايا، كما يجعل الرياضي يعيش مرحلة إرهاق تنعكس على قدراته البدنية وفي حال تفادى كل هذه النقاط السلبية سيوفر على نفسه اللجوء للمكملات الغذائية وتركها فقط للحاجة أي عندما يكون معني بمنافسة قوية تتطلب منه عناصر إضافية وسهلة الإمتصاص.
 سيد أحمد بن قرطبي خبير التغذية:
«الإستغناء على المكملات الغذائية بالأكل الصحي”أكد خبير التغذية سيد أحمد بن قرطبي في تصريح خاص لـ«الشعب ويكاند” أن جسم الرياضي يجب أن يمر بمراحل من أجل تكوين صحيح من خلال تنظيم برنامج الغذاء الخاص بالرياضي وقال في هذا الصدد “الخطوة الأولى بالنسبة للرياضي من أجل بناء جسمه بطريقة سليمة وصحيحة يجب أن يُنظم برنامج الغذاء الذي يتبعه ويكون صحي يستطيع من خلاله أن يكسب 5 عناصر أساسية، والأمر يتعلق بكل من الفيتامينات، الكاربوهيدرات، البروتينات النباتية والحيوانية، الدهون الصحية والألياف، إضافة إلى كميات كبيرة من الماء والنوم المنتظم، ما يجعله مطالب بتقسيم الوجباب على مدار اليوم وقد تصل إلى 6 وجبات يجمع من خلالها النسبة التي يحتاجها من العناصر التي يحتاجها وفق برنامج والطاقة التي يبذلها الرياضي لأن الأمور تختلف من شخص لآخر ورغبتهم سواء في بناء العضلات أو “تنشيفها” من دون التأثير على البنية الجسدية لتفادي الإنهيار والإرهاق فيما بعد، وكل هذه الأمور تنعكس على عضلة القلب لأنه مطالب ببذل مجهود عالي بالنسبة للنخبة والرياضيين الذين يشاركون في المنافسات ذات المستوى العالي”.
واصل خبير التغذية قائلا: “الرياضي مطالب بإتباع نظام صحي وفق برنامج المدرب أو الطبيب والمحضر البدني لكي لا يتأثر لأن المرافقة جد ضرورية، لأن الأنظمة الغذائية الحديثة أصبحت تعتمد على الأرقام والحسابات في الكمية التي يحتاجها جسم الرياضي بالتدقيق لتفادي المضاعفات التي سبق لي الحديث عنها، لكي لا تكون مضاعفات لأن الأمور كلها مدروسة بطريقة علمية ومتوازنة تجنب الإصابات على مستوى الكبد، الكلى، ضربات القلب بدليل بعض الرياضيين الذين ينهارون مع مرور الوقت خلال المنافسات التي تتطلب مستوى عالي وجهد كبير وذلك لأن الجسم لم يتحمل العناصر الزائدة، ومن جهة أخرى عند
التوقف عن التدريبات لفترة طويلة مثلما حدث مؤخرا بسبب الجائحة هذه المرحلة أيضا جد حساسة ويجب أن تكون عودة
تدريجية والإعتماد على الأكل الصحي، والتمارين الخفيفة وفق مراحل إلى غاية إستعادة اللياقة حتى نتفادى الإصابات ومن جهة أخرى لكي تتجاوب العضلات مع النسق الجديد”.
المكملات تصنع الفارق في الوقت...
أما بالنسبة للمرحلة الثانية والتي تكون حسب الوضعية التي يتواجد فيها الرياضي ونوعية المنافسة المقبل على المشاركة بها بعدما ينتهي من البناء والتأهيل الجسدي ومع إرتفاع النسق يصبح الجسم بحاجة إلى نسبة مضاعفة من المواد الأساسية وهنا يجب إستعمال المكملات الغذائية حسب بن قرطبي في قوله “هناك نقطة جد مهمة في عملية حرق الدهون يجب أن تكون بطريقة علمية مع الإعتماد على طبيب القلب لأنها تسهل المهمة أثناء الإسترجاع وتعتبر محطة هامة لإستعادة رشاقة الجسم، وبعدها الدخول في العمل في المستوى العالي للدخول في المنافسات وفق البرنامج الذي يحدّده المدرب والذي يكون في غالب الأحيان على مرتين في اليوم ما يعني أن الرياضي سيبذل مجهود كبير هنا يأتي الدور على المكملات الغذائية وتصبح ضرورية لكي نتفادى الإرهاق والإصابات وربح الوقت في كسب المواد الأساسية من دون المرور على الوجبات الغذائية العادية”.
واصل محدثنا قائلا: في ذات السياق “تستعمل المكملات خاصة أثناء المنافسات لأن الرياضي لا يملك الوقت الكافي للمرور بكامل المراحل المعتادة فيلجأ البدليل، ولكن
أأكد أنها ليست ضرورية وبإمكان الإستغناء
عنها من خلال توفير حاجيات الجسم من الغذاء الصحي عن طريق الوجبات، لأن المكملات إذا لم تستعمل بالطريقة
الصحيحة ستكون لها إنعكاسات سلبية وفي نفس الوقت يجب الإعتماد على العلامات المعروفة والعالمية لتفادي الوقوع في تناول المواد المحضورة خاصة تلك التي لا يوضع على غلافها المكونات الأساسية الموجودة
بها، وهنا تظهر إحترافية الرياضي حيث
يجب أن يكون واعي من هذا الجانب ويتبع الحمية التي يحددها الطبيب الذي يتابعه لتفادي ذلك وحتى لا تكون إنعكاسات وترهق الرياضي إذا زادت نسبتها في الجسم ومراعات السن لأنه لا يجب أن يستعملها الرياضي أقل من 16 سنة، وفي الأخير الإرادة والتضحية لها دور كبير في النجاح وبلوغ الأهداف المسطرة”.
وداد دراعو: “أتجنب كثيرا إستعمال المكملات الغذائية”
أما بطلة أفريقيا في رياضة “الكاراتي دو” وداد دراعو لها نظرتها الخاصة حول  المكملات الغذائية وأكدت أنها تتخوف منها كثيرا. تتجنب إستعمالها لعديد الأسباب في قولها “أنا أخاف كثيرا من المكملات الغذائية لهذا ألجأ إليها للضرورة الملحة فقط عندما أكون معنية بالمنافسات ذات المستوى العالي فقط، لكي لا أشعر بالإرهاق فقط وأستعمل “الماركات” العادية المتداولة عند عامة الناس وأكثرها التي لها علاقة مع الفيتامينات لكي أحافظ على لياقتي فقط، لأن هذه المواد يجب أن تكون متابعة دائمة بالنسبة للأشخاص الذين يتناولونها وتتطلب دراية وثقافة كبيرة حول طريقة إستعمالها والإنعكاسات التي قد تسببها مع مرور الوقت”.
واصلت دراعو قائلة: “هناك بعض الإختصاصات الرياضية التي تتطلب
إستعمال المكملات الغذائية على غرار المصارعة، رفع الأثقال، كمال الأجسام، الجيدو، لكي تساعدهم في الإسترجاع بسرعة لأنهم يبذلون طاقة كبيرة خلال التمارين، عكس ما هو عليه الحال في رياضات أخرى مثل الكاراتي نستطيع التخلي عنهم وتعويضهم بالغذاء الصحي الذي يعتد الأساس، ومن جهة أخرى هذه المواد غالية الثمن ولا يستطيع كل الرياضيين إقتناؤها وبصفة دورية، ولهذا يتجه البعض إلى شراء الفيتامينات التي تقوي الجسم وتعطي طاقة بدلا من الإعتماد على المكملات، كما أنه في الجزائر يوجد نقص كبير في ثقافة إستعمال هذه المكملات ولهذا من لا يعرف كيف يستعملها من الأحسن تجنبها”.
عبد الكريم فرقات: “المكمـــلات تساعـدني في الإسترجاع”
وصف البطل العالمي في رياضة المصارعة إغريقو رومانية عبد الكريم فرقات في المكملات الغذائية بالمهمة لأنها تساعد رياضي المستوى العالي في إسترجاع الطاقة خاصة خلال التمارين ذات النسق العالي قائلا: “المكملات الغذائية ضرورية وجد هامة بالنسبة للرياضي الذي ينشط في المستوى العالي، لأنها تساعد في علمية إسترجاع الطاقة واللياقة البدنية في ظرف وقت قصير، أنا شخصيا أستعملها وفق برنامج متوازن لأنها تساعدني كثيرا في العمل الذي أقوم به خلال تربصات المنتخب الوطني والمنافسات الدولية، لكن يبقى الأكل الطبيعي والصحي هو الأهم دون منازع”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024