شهدت أسواق الوادي خلال الأيام الأولى لشهر رمضان، إقبالا منقطع النظير وحركية تجارية كبيرة، مع تسجيل وفرة في الخضر والفواكه بأسعار معقولة، ساهم فلاحو الولاية في ضخها بالأسواق والمحلات الكبرى قبل أيام.
أكّد عدد من التجار وأصحاب المحلات في تصريحات متطابقة لـ «الشعب»، أن تجارب المواسم الرمضانية السابقة، جعلتهم يتّخذون إجراءات استباقية للتعامل مع الإقبال الكثيف للمستهلكين قبل رمضان، وخلال الأيام الأولى منه، ما أسهم في توفّر مختلف المواد ذات الاستهلاك الواسع، في أغلب مراكز البيع، وعدم وقوع ندرة في المواد الغذائية والخضروات.
«دقلة نور» بأسعار مناسبة
كشف رئيس المكتب الولائي لإتحاد التجّار والحرفيين الجزائريين بالوادي «جمال شلغوم»، عن تسجيل توفر في الخضر والتمور واللحوم مع بداية رمضان في الأسواق المحلية، مشيرا أن الولاية منتجة فلاحيا وستضخ وتموّن مختلف الولايات بالخضروات.
وأكد شلغوم في تصريح لـ»الشعب»، أن التّمور بكل أنواعها متوفرة بأسعار مناسبة، خاصة «دقلة نور» التي تراوح سعرها بين 250 و500 دينار جزائري حسب الجودة والنوعية، ومادة الثوم ذات الطلب الواسع في هذه المرحلة سعرها في أسواق الخضر لم يتعد 150 دينار، منوّها أن هذه المادة قبل أيام من حلول رمضان كان سعرها في حدود 70 دينار. أما «الفريك» حصاد هذا الموسم لم يتعدّ سعره 300 دينار.
وبخصوص اللحوم بكل أنواعها توقّع شلغوم، انخفاضها خلال الأيام القادمة، وذلك في إطار التدابير المتخذة المتعلقة باستيراد اللحوم المبردة، معتبرا أن الضغط الذي حصل مع بداية شهر رمضان وقبله بأيام على الأسواق والمحلات، أمرا عاديا.
إقبال على المراكز التجارية
تَغيّر سلوك المستهلك في ولاية الوادي، خلال السنوات الأخيرة، من تركيز اهتمامه على الأسواق الشعبية وضجيجها، إلى إقبال على المحلات التجارية الكبرى - السوبيرات -، وهو ما قلّل من الضغط على تلك الأسواق، وأتاح سيرورة أفضل للنشاط التجاري المحلي.
وقد عرفت الطرقات والشوارع الرئيسية بمدينة الألف قبة وقبة، حركة مرور خانقة ونشاط تجاري كثيف، يعود سببه إلى طبيعة سلوك المستهلكين، الذي يبرز منذ الأيام قليلة قبل رمضان بإقبال كبير على اقتناء الحاجيات، وكذلك للانخفاض المحسوس في درجة الحرارة الذي شجّع المواطنين على الحركة والتوجّه إلى الأسواق والمحلات، واستمرار النشاط التجاري حتى فترات متأخرة من المساء، حيث كان شهر رمضان في السنوات السابقة يحلّ في أجواء أكثر حرارة أي شهري «ماي و جوان»، وهو ما كان عائقا أمام حركة المستهلكين في فترات منتصف النهار والظهيرة.
وقال المستهلك «خليفة.ع» في تصريح لـ «الشعب»، إنه لاحظ ارتفاع إقبال المستهلكين على اقتناء مختلف الحاجيات هذه السنة بولاية الوادي، مقارنة بسنوات ومواسم رمضانية سابقة، معتقدا أن ذلك يعود للتخوف من ندرة بعض المواد، أو الخشية من ارتفاع أسعار البعض منها كالفواكه واللحوم.
تداعيات كورونا
غيّبت أزمة وباء كورونا كوفيد-19، وإغلاق الحدود منذ فيفري 2020، الأشقاء التونسيين عن أسواق ولاية الوادي الشعبيّة، حيث كانت تعجّ بهم على مدار العام، خاصة في شهر رمضان، وفي العيدين «الفطر والأضحى».
آلاف التونسيين ساهموا منذ سنوات في انتعاش الحركة التجارية في الولاية، خاصة في شهر رمضان، من خلال شراء مختلف الحاجيات والمستلزمات، وتضاعفت أعدادهم العام الذي سبق أزمة كورونا، نظرا لتوفّر السلع محليا بأسعار منخفضة وفي المتناول.
وقال تجّار، إن المتسوقين التونسيين كانوا في السابق يأتون من ولايات عديدة خاصة الجنوب التونسي كولايات قبلي، وتوزر، وقابس، وقفصة، وولاية تطاوين بأقل عدد، وحتى من ولايات أخرى من شمال ووسط تونس، حيث كانوا مساهمين في تنشيط الحركة التجارية في الوادي، خاصة في مجال الألبسة والأواني المنزلية.
وفرة كبيرة في المحاصيل
تزامن شهر رمضان الفضيل هذه السنة، مع بداية موسم جني المحاصيل الزراعية الموسمية بولاية الوادي، ما سيؤثر إيجابا على النشاط الاستهلاكي للمواطنين، بتوفر المحاصيل ذات الطلب الواسع كالثوم الذي تهاوت أسعاره منذ أيام بسبب دخول أطنان منه للسوق، والبصل والبطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر، والخيار والفلفل، والبطاطس وغيرها من المنتجات الموسمية التي شرع فلاحو الولاية في جنيها.
ويتوقّع فلاحون تحقيق إنتاج مرتفع في محصول البطيخ الأحمر هذا الموسم، نظرا لتوسّع زراعته في المساحات الحقلية، وتطوّر إنتاجه في البيوت البلاستيكية المحمية في الولاية.