التزام ملحوظ بالبرتوكول الصحي في محطات النقل بعنابة

عادت الحركية مجدّدا إلى محطة النقل لسيارات الأجرة عبر الولايات سيدي إبراهيم بعنابة، بعد قرار رفع التجميد عن مختلف نشاطات النقل الذي استمر لمدة تقارب 10 أشهر بسبب جائحة «كوفيد-19»، حيث استعاد سائقو سيارات الأجرة نشاطهم بعد أن عايشوا شهورا عصيبة، كادت تصنفهم ضمن خانة البطالين، ليستأنفوا مهامهم وكلهم عزم على تطبيق البرتوكول الصحي، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة الكفيلة بالحد من انتشار الفيروس وسط المواطنين.
ثمّن الناقلون قرار الحكومة برفع التجميد عن نشاطات النقل ما بين الولايات، مؤكّدين بأن ذلك سيضع حدّا لمعاناتهم مع شبح البطالة، كونهم وجدوا أنفسهم بن ليلة وضحاها بدون عمل يقتاتون منه ويعيلون به أسرهم، مشيرين إلى أنّهم تلقّوا هذا القرار بكل أريحية، على اعتبار أن حياتهم اليومية ستعود إلى ما كانت عليه سابقا، وستختفي معاناتهم التي تكبّدوها طيلة أشهر.
«الشعب ويكاند» وخلال تواجدها بمحطة سيارات الأجرة عبر الولايات، وقفت على مدى التزام السائقين والمسافرين بالإجراءات الوقائية والتدابير الصحية اللازمة المفروضة عليهم للحيلولة دون انتشار الوباء، حيث تشهد المحطة منذ رفع التجميد حركية كبيرة للمسافرين وعلى رأسهم الطلبة الذين تنفسوا الصعداء بعد عودة النقل البري، على غرار سيارات الأجرة والحافلات، على اعتبار أنّهم واجهوا صعوبات كبيرة بحثا عن وسيلة نقل تقلهم نحو وجهتهم المرغوب فيها، دون أي نتيجة في غالب الأحيان، لتكون وجهتهم نحو «كلونديستان» الذي استنزف جيوبهم، وبات يرى في الزبون تجارة مريحة تدر عليه أرباحا، وإن كان بطريقة غير شرعية.
مسافرون ملتزمون بالإجراءات الصحية، فلا وجود لشخص بالمحطة دون أن يكون مرتديا لكمامته أو حاملا للمعقم، حتى أننا وقفنا على الالتزام بالتباعد الجسدي بين جميع مرتادي المحطة، دون الإغفال عن القيام بأعمال تطوعية لتعقيمها من طرف أعضاء فرع سيارات الأجرة ما بين الولايات، بالتنسيق مع مصالح بلدية عنابة وتحت إشراف دائرة عنابة ومديرية النقل.
بعض الطلبة ممّن صادفناهم بمحطة النقل وجدناهم قادمين من ولاية قالمة، بحيث يدرسون بجامعة عنابة، أكدوا على استقبالهم لقرار فتح خطوط النقل بين الولايات بكل فرح، حيث أكّد البعض منهم أن غياب النقل كان بالنسبة لهم معاناة حقيقية، ولم يكن من سبيل آخر أمامهم سوى الاستنجاد بـ «كلونديستان»، والذين كان أغلبهم يستغلون الفرصة لطلب سعر مبالغ فيه كثيرا، وأمام اضطرارهم التنقل إلى ولاية أخرى فإنهم يرضخون لطلباتهم لا محالة.
وأشار الطلبة إلى أنّ إعادة فتح النقل البري سيغنيهم عن السقوط في فخ من يبحثون عن الربح السريع وبطرق غير شرعية، في الوقت الذي يتطلب فيه الوضع الصحي الذي تمر به البلاد تضامن أبناء هذا الوطن فيما بينهم، كما أكّدوا على أنّهم سيلتزمون بالإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس.

الحرص على ارتداء الكمامة وتعقيم المركبات

من جانب آخر يلتزم سائقو سيارات الأجرة بالبرتوكول الصحي المفروض عليهم، وهو ما وقفنا عليه أيضا، من خلال الاعتماد على نقل 5 زبائن بالنسبة للمركبات ذات 09 مقاعد، و04 زبائن بالنسبة للمركبات ذات 07 مقاعد، كما يحرص السائقون على ارتداء زبائنهم للكمامة وتعقيم أيديهم قبل الصعود إلى السيارة، فضلا على أنهم يقومون أيضا بتعقيمها وتنظيفها بعد نزول المسافرين من مركباتهم، وفي هذا الصدد أفاد بعض سائقي سيارات الأجرة على أن قرار الحكومة هو بمثابة العودة إلى «الحياة» بالنسبة للكثير منهم، والذين تضرروا من قرار تعليق النقل بين الولايات، ما جعلهم يعيشون حياة اجتماعية صعبة لمدة قاربت الـ 10 أشهر، مؤكّدين بأنهم سيعملون على تطبيق البرتوكول الصحي بحذافيره حتى لا يكون النقل سببا في عودة انتشار الوباء.

إجراءات صارمة بمحطة السكك الحديدية

من جهة أخرى، استأنف النقل عبر السكك الحديدية بعنابة نشاطه تحت إجراءات وقائية صارمة، حيث انطلقت الرحلات المخصصة للطلبة الجامعيين كمرحلة أولى بمعدل 6 رحلات في اليوم، وهو قرار ثمّنه أيضا الطلبة، والذين كانوا يستخدمون يوميا هذه الوسيلة قبل انتشار الوباء، خصوصا طلبة سيدي عمار، على أن يستأنف النقل نحو الولايات المجاورة خلال الأيام المقبلة.
وبالمقابل، تعمل فرقة المراقبة والتفتيش لمديرية النقل لولاية عنابة تنفيذا للبرنامج المسطر، بخرجات ميدانية لمختلف نقاط توقف سيارات الأجرة، قصد مراقبة مدى التزام مستغلي سيارات الأجرة بدفاتر الشروط، والبروتوكول الصحي لمواجهة فيروس «كوفيد-19»، بحيث ستترجم مختلف تفاصيل الخرجات الميدانية في تقرير مفصل يرفع للجهات المختصة.