في فرندة قد تصاب بدهشة فكرية، وأخرى تاريخية، وثالثة عمرانية، ورابعة سياحية، وقد تعيد اكتشاف ما اكتشفه باحثون فيها من قبور مربّعة الأضلاع ذات فتحة عمودية في ثلاثينات القرن الماضي..
هذه المدينة الخجولة، تفوح بأريج ميراث تاريخي وعمراني وفكري، وتاريخ ثورة، ما يزال شاهدا على من مرّوا بفرندة، ومن أثروا فيها، ومن تأثّروا بها، حتّى يوم الناس هذا..
تزخر تيارت بمدن وآثار تصنف ضمن فترة ما قبل التاريخ، وقد أحصى علماء الانثروبولوجيا أكثر من 13 موقعا أثريا في الولاية، صُنف أغلبها في سجل المنظمات العالمية، غير أن بعضها لا يزال في طي النسيان.
من المدن العريقة في تيارت، حسب المؤرخين، مدينة فرندة وهي تسمية أمازيغية ترجمتها - اختبأوا هنا (فْرنْ دّا) - تعود نشأتها إلى الحقبة الرومانية، حسب مؤرخين، ومنهم من صنفها إلى وقت الفينيقيين، وحديثا قيل إنها رسمت كمقر دائرة في نفس التاريخ مع دائرة سطيف.
تسميات مختلفٌ فيها..
اختلفت الروايات حول تسمية مدينة فرندة بهذا الاسم، البعض يرى أنها كلمة أمازيغية تعني «اختفى هنا»، والبعض الآخر يقول إنها سميت فرندة نسبة الى بني يفرن وهي إحدى القبائل التي استوطنت المنطقة، بينما يرجع بعض المؤرخين تسميتها إلى أصل عربي أي «الفرند»، وهو نوع من الورد الأحمر الذي تزهر به أشجار الرمان الذي تشتهر به منطقة سبيبة بفرندة.
وذهب البعض إلى نسب التسمية إلى الافرند، وهو سيف اشتهر به القوم في الحقبة الرومانية، وقد اختار مؤسسو فرندة منطقة عالية لتأمينها من أعدائها، إذ لا يزال كبار السن يتكبدون مشقة السير داخل المدينة من كثرة علوها.
تقع فرندة جنوب غرب ولاية تيارت على بعد 50 كلم، وتبعد عن عاصمة الغرب وهران بـ 209 كلم وعن الجزائر العاصمة 399 كلم، وتتربع فرندة على مساحة 386.84 كلم2 وتضاريسها متنوعة بين جبلية وسهبية وتلال، من بين أشهر الجبال بالغرب الجزائري كجبال صدامة وجبال توبسين وشداد والسردة وندزة، ويبلغ ارتفاع فرندة 1100 عن سطح البحر، وأجمع علماء الأرصاد أن هذه الجبال تلعب دور مكيف هوائي للمناخ.
وقد لعبت وفرة المياه بالمنطقة دورا مهما في تجمع الأهالي والقبائل منذ القدم، مما أدى إلى غرس الغابات الكثيفة التي تحيط بفرندة من جميع الاتجاهات، ومن بين أشهر موارد وينابيع المياه واد فرجة وواد لتات وينابيع تاوغزوت.
هجرة، نزوح وحـروب
عرفت فرندة تغييرا في التركيبة السكانية، ولا نجزم بأنها حافظت على تركيبة معينة بسبب ما مر بها من أحداث عبر التاريخ، فقد هاجر سكانها، طواعية، أو لأسباب أخرى، مثل الهواوة ومطماطة ومكناسة ولوانة ولماية وبنو سلامة وبنويفرن وبنوتوجين وبنوهلال وأولاد سيدي احمد بن داود والحوارث وخلافة والجبلية وغيرهم من الأعراش والقبائل.
المتتبّع لما كُتب عن هذه المدينة العريقة يلاحظ إسهابا في الجانب التاريخي والانثروبولوجي بسبب كثرة تعاقب الحضارات والأحداث والأجيال التي تعاقبت عليها. خليط جميل في التركيبة السكانية يتراءى للسائح والمهتم بالتاريخ، هنا لا يزال الأمازيغ جزءا لا يتجزأ من تركيبة سكان فرندة، باعراش كثيرة منها الحوارث وخلافة والنواصر والجبلية.
من بين ما تشتهر به فرندة عالميا «تاوغزوت»، وهي كلمة قبائلية وتتشكل من كلمتين تاو + غزوت ومعناهما الحروب والثورات، وهي القرية التي تحوي قلعة بني سلامة او تاوغزوت، وهي قرية مترامية الأطراف بين جبلين، شاهدة على منارة علمية يستشهد بها علماء الجيويوجيا والمناخ والانثروبولوجيا وعلم الاجتماع، وبها المغارة التي دوّن بها العلاّمة وعالم الاجتماع عبد الرحمان بن خلدون مقدمته التي أصبحت مرجعا لجميع علماء الاجتماع.
وسمي نفس المكان بنو سلامة نسبة للحاكم علي بني سلامة بن علي بن نصر، زعيم قومه بالمغرب العربي في هذه القلعة المغارة لا تزال شامخة يزورها الكتاب والمؤرخون، وكانت ملاذا آمنا لقبائل المغرب العربي، زيادة على أنها كانت مرتعا لتلقي علوم الشريعة بعيدا عن الصراع المذهبي والنزاع القبلي، كما يضيف الدكتور بن عسلة عبد القادر.
خلوة ابن خلدون
المغارات الموجودة بها خمسة، متباينة الأحجام والأشكال، دروبها صعبة ومنحدراتها متعرجة، وولوجها يتطلب مجهودا جسمانيا، زيادة على انسجامها مع الطبيعة الخضراء والأودية المتفرعة من منبع يبلغ عمره عمر الإنسان، حيث كان ابن خلدون يقتات من خيرات بني سلامة وهو في خلوته التي لزمها سنوات.
هنا انعقد مؤتمر عالمي بداية مانينيات القرن الماضي، تحت اسم ملتقى ابن خلدون، حضره عشرات العلماء والمفكرين من مختلف دول العالم، وقد أرّخ الدكتور المرحوم عمر محمدي لمسيرة ابن خلدون، وأسهب في طريقة معيشته وتعامله مع العالم الخارجي في خلوة ضيقة يصعب الوصول إليها بسهولة.
أهرامات فرندة
من بين الآثار السياحية والتاريخية بمنطقة فرندة مغارات أو كهوف لجدارات تاريخية، وهي عبارة عن أهرامات تشبه تلك الموجودة بالجيزة بمصر، يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي.
وحسب المؤرخ ابن الرقيق، كانت هذه المغارات حصونا للأمراء والقياصرة، وتظهر المخطوطات التي لا تزال تحتفظ بشكلها الأصلي أن الحقبة تعود إلى العهد الروماني.
ويرى المؤرخ بيار كادنة ان أهرامات لجدار، هي الوحيدة التي تصنف إلى عصر الظلمات في الجزائر، ومن خلال الزيارات الميدانية لعلماء الآثار والمهتمين بالسياحة فإن الإجماع حول حقبة وحيدة لانجاز أهرامات لجدار من رجال أشداء وعبيد كانوا مملوكين أثناء تلك الحقبة، ويوجد تشابه كبير بين أهرامات فرندة وقبر الرومية بولاية تيبازة.
حدائق غنّاء تسر النّاظرين
عين سبيبة هي الأخرى تعد من المناطق السياحية التي تزخر بها فرندة، يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية وهي قريبة من منطقة تاوغزوت، وكانت سبيبة من المدن العامرة اثناء الحقبة الرومانية وكانت تمتد حتى منطقة بوغار بسيدي الحسني.
في عين الدرهم آثار متنوعة، تربط فرندة بعين كرمس ومدريسة جنوبا، وبها كهف تم اكتشافه سنة 7355، ولا تزال الأحجار المنحوتة صامدة بالمنطقة يراها المار على الطريق الولائي رقم 02.
ومن بين الآثار والمناطق السياحية بفرندة عين شبير، وهي قريبة من عين سبيبة، أمام اطلال الموقع الروماني أين تم العثور على شفرات ومكشط ومحك صغير على شكل شبه منحرف.
بينما في منطقة المخرف الغنية بالخضروات والفواكه، بين بلديتي عين كرمس ومدريسة بفرندة، فقد تم العثور على معلمين أثريين يعودان إلى القرن الحجري، وهو عبارة عن رصف محدود من الحجارة بمياه متدفقة.
واد برقوق معلم تاريخي آخر بدوار الحوارث، إحدى العمائر الكبرى بمنطقة فرندة، وتسمى قرية الدوالي أي الكروم، لأنها تنتج أجود أنواع الكروم والبطيخ والشمام، والتفاح الشامي والسفرجل، وبها حدائق غناء تُرى من على الطريق الولائي رقم 02 وهي تسر الناظرين..
وفي الحقبة الاستعمارية الفرنسية جنّدت فرندة أبناءها للتصدي للاستعمار، وكانت منطقة عبور لقادة المقاومة بدءاً بالأمير عبد القادر وبوعمامة والمقراني وأولاد سيد الشيخ..
نوابغ المدينة
أنجبت فرندة علماء وشخصيات سجلها التاريخ بحروف من ذهب كالشيخ مولاي بن شريف المعروف بـ «الشريف الدرقاوي»، والذي حظي بمكانة عالية بين أقرانه بسبب تفوقه وتحصيله العلمي.
تتلمذ على يد الحاج محي الدين، والد الأمير عبد القادر، ودرس الفقيه مولاي الشريف بفاس بالمغرب ولا يزال بعض المسنين من المدن المجاورة يذكرونه، ولم تثنه المعاملة السيئة للاستعمار الفرنسي من مواصلة نشر علمه وجهاده حيث سجن وعذب، وقد زاده الانخراط في جمعية العلماء المسلمين إصرارا على مجابهة المستعمر علنا، وكان لاندلاع ثورة التحرير وقعا ايجابيا على الشيخ مولاي الشريف، وقد خلف الشيخ أثارا نفعية لا تزال تدرس حتى الآن، لاسيما في الفقه وعلم الحديث والشريعة وإصلاح المجتمع.
الشاعر أحمد قلالية من الرجال الذين تركوا بصمات في الجهاد بالقلم والسلاح وهو من منطقة عين الحديد، مثلما يقول الدكتور بن عسلة عن خصاله الحميدة في نشر الوعي الثوري أو الجهاد المبارك..ومن آثاره:
راه عادلي خير الفرحة وزهو الاسرار
وناضت الجبهة بالفرحة نحمدوا
قال خوتك نجحوا وخذلوا الكفار
ما بقى للكفرة ما يبنوا
مركز عبور وقلعة كفاح
في فرندة منطقة استعصت على الاستعمار الفرنسي وهي القعدة، حيث شهدت معارك ضارية أُسقط مجاهدون أشاوس فيها حتى طائرات حربية.
حمل شبانها السلاح مبكرا منذ اندلاع الثورة سنة 1954، وشكلت المناطق المحيطة بها انسجاما لتسهيل العمليات الفدائية مثل تاخمارت ولوهو وعين الحديد وعين كرمس ومدريسة. وشهدت الفترة الممتدة بين 1956 و1958 عمليات فدائية كبيرة.
وشدّد المجاهدون الخناق على المستعمر حتى وقعت معركة المرازيق بتاخمارت، حيث قاد معركة شرسة المرحوم المجاهد دموش محمد الذي جاء من المغرب بـ 45 مسلحا التحقوا بالثورة بعد ان اشتكى سكان الدوار المذكور من وحشية الاستعمار الفرنسي فكان الانتقام شديدا، حيث تم إخلاء الدوار من الأهالي الى مناطق امنة،وأوهموا الجميع بأن المجاهدين متجهين الى جهة أخرى لكنهم عادوا أدراجهم، وكبّدوا المستعمر خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وعادوا بغنائم كبيرة منها الأسلحة والذخيرة.
معركة واد العبد قادها القائد المجاهد سليماني سليمان بدوار البواردية، حسب ما سرد الدكتور بن عسلة، وحضر العملية مسؤولون مرموقون في قيادة الثورة، منهم المسؤول العسكري الجهوي للغرب فلوحي عبد القادر في معركة جبل السبع وشايب الذراع المدعو سي نور الدين.
وهناك معركة تسمى اشتباك سيدي بختي، حيث وضع المجاهد حمدي الغوثي لغما قضى على نصف كتيبة للمستعمر، ومن بين المعارك معركة المهبولة بعين الحديد، وهجوم تبرسين ومعركة جبل التاغية واشتباك واد لولهو وكمين الطريق الوطني رقم 14، والتي كان بطلها المجاهد شايب الطيب المدعو المجدوب، وكمين امداغيس وكمين سيدي امحمد بخليفة، الذي أبلى فيه المجاهدون البلاء الحسن بقيادة المجاهدين المتوفين دموش محمد وابن علي الطيب المشهور بالقضاء على رئيس دائرة فرندة الفرنسي، والذي كان في زيارة لبلدية عين الحديد فقضي عليه في كمين محكم رغم الحراسة المشددة.
وعاد المجاهدون دون خسائر بشرية أو مادية، ولا تزال حطام الطائرة التي أسقطها المجاهدون بمنطقة القعدة شاهدة على العملية.
على خطى جاك بيرك
جاك بيرك مستشرق جزائري-فرنسي، ولد عام 1910 بفرندة، يعتبر عبد الرحمان ابن خلدون والده الروحي حيث درس هذا المستشرق الذي أحب الجزائر حتى النخاع، وازداد حبة للغة العربية التي تعلّمها وأتقنها وترجم معاني القران وقد كتب عنها صديق عمره الدكتور عمر محمودي العديد من المقالات والكتب.
ويفتخر جاك بيرك بمعلّمه المبرز صويلح محمد، ورغم انتمائه الفرنسي الا ان جاك بيرك الذي يرفض تسمية مستشرق اندمج منذ صغره مع أبناء «الانديجان»، ولم ينسى زملاءه في كتاباته كالمرحوم بن فاطمة، بواب ضريح الولي الصالح سيدي خالد والعربي بن عنان وبوعلقة وغيرهم.
أتم المؤرخ والانثروبولوجي دراسته بفرندة الى ان وصل الى الجامعة، فتنقل الى الجزائر التي اتم بها دراسته ليغادرها الى السربون، حيث اهتم بالتدريس ومواصلة البحوث واشرف على العديد من رسائل التخرج، وكان دائم الاتصال بفرندة وكان يزعجه الجهل الذي كان يتعمده المستعمر حيال أبناء الجزائر.
ساهم جاك بيرك في ترجمة معاني القرآن وترجمه الى الفرنسية وكلفه ذلك ربع قرن من حياته، حيث جمع القرآن بالفرنسية، وساهم في إبراز دور اللغة العربية في تفسير معاني القران وغايتها.
وكان بيرك يرفض أن ينسب نفسه إلى فئة علماء الاستشراق، وقد عمد إلى تعزيز علاقته بطلابه وزملائه كجون بيار شوفنمو، الشاعر السوري ادونيس، بوعلام بسايح ومصطفى شريف، وقد أطلق على جاك بيرك «المفكر الإنسان» لأنه كان عاطفيا إلى النخاع لاسيما مع الجزائريين.
الصناعة منذ فجر الاستقلال..
يعتبر مصنع الجلود والأحذية (سونيباك قديما) من احسن المصانع المتواجدة بولاية تيارت، حيث كانت الأحذية تصدر إلى أوربا وروسيا أثناء حقبة ثمانينات القرن الماضي.
جاء تشييد المصنع في اطار سياسة الثورة الصناعية التي شهدتها الجزائر آنذاك، وحتى الاحذية العسكرية كانت تصنع بفرندة، حيث كان المصنع يشغل مئات الشباب المتخصصين الى ان جاءت هيكلة المصانع والمؤسسات العمومية، وبقي الهيكل شاهدا على عصر النهضة الصناعية بالبلدية، غير ان احد المستثمرين اعاد للهيكل قيمته وأعاد تشغيله بصيغة جديدة والمتمثلة في مصنع للعجائن والحبوب وعلف المواشي، وقد شهدت المساحات التي تجاورة قطبا صناعيا للمستثمرين.
أجود أنواع السميد
تشتهر ولاية تيارت بأجود أنواع السميد والعجائن، وتتربع مدينة مهدية على رأس مطاحن تيارت وتليها مدينة فرندة التي تصدر منتوجها الى الولايات المجاورة مثل الاغواط، غليزان، الشلف وحتى البليدة.
تشغل يد عاملة مؤهلة تصل الى العشرات من ابناء المنطقة، وبفرندة مخازن للحبوب من النوع العالي شيدت لتخزين الاطنان التي تنتجها الاراضي الخصبة بالمنطقة، وقد شهدت المطاحن طلبات بكميات كبيرة بسبب النهضة التي شهدتها المنطقة في تصنيع العجائن وأعلاف الانعام لكون المنطقة فلاحية رعوية بامتياز زيادة على تصدير الأعلاف الى البلديات المجاورة.
الغابات..أرزاق وإيكولوجيا
تمثل الغابات - حسب المؤرخ الدكتور بن عسلة عبد القادر ابن مدينة فرندة - شريانا مناخيا واقتصاديا كبيرين، فمن بين 6341 هكتار المساحة غير الصالحة للزراعة، تحتل الغابات 16341 هكتار رغم ما عاثت فيها فرنسا فسادا من حرق وقلع كعقاب على تعاون الأهالي مع المجاهدين والمقاومين.
وتقدر المساحة المزروعة 15793 هكتار. من بين انواع الأشجار الغابية البلوط والكروش والعرعار والضرو والسدرة، بينما تزخر الغابات بحيوانات كثيرة ومتنوعة كالخنازير والذئاب والثعالب والقنفذ واليربوع والأرانب بنوعيها والغزال والأسد، ومن الطيور الغراب والحجل والحداة والبط واللقلق والحمام مما ادى الى تعدد جمعيات الصيادين لما تزخر بها غابات فرندة خاصة التي تحد ولاية معسكر من فسحة تجلب اليها الزوار.
فلاحة خاصة جدا..
تصنف بلدية فرندة ضمن المناطق ذات الطابع الفلاحي الرعوي، يقع الجزء الاكبر منها بالجهة الجنوبية للبلدية وتسمى القصبة القديمة لتشابه معمارها مع القصبة، ولا سيما منطقتي حمدوش وسيدي الناصر، وهي ذات مردود وجودة عاليين حيث يقدر متوسط الانتاج بـ 80 قنطارا في الهكتار عندما تجود السماء بخيراتها، ويعتبر واد لتات اول مصدر ماء بالنسبة للمساحات المسقية، كما تمتاز قلعة بني سلامة بجودة خضرواتها، لاسيما البطاطا والجزر والفاصوليا وحتى الفول السوداني. كما تزخر فرندة برؤوس مواشي معتبرة كالاغنام والماعز والبقر والخيول، وهي مصدر ثلثي السكان عن طريق التجارة بالاسواق الاسبوعية للمواشي بالمدن المجاورة.
وتتميز فرندة بالفروسية من خلال تربية الخيول العربية الاصيلة، حيث يتنافس في تربيته الشبان والشيوخ لما للفروسية من مكانة في الافراح والمناسبات، وأصبح يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد حيث بلغ التنافس درجة التباهي بسعر شراء الحصان ولاسيما عند الشباب، حتى أصبح إعارة فرس من العار عند أهل الخيل والكرم.