سيارات اجرة في نشاط فوضوي والكمامات آخر اهتمام
تشهد مختلف مناطق ولاية تيبازة الأيام استهتارا مبالغا فيه و خرقا صارخا لإجراءات الحجر الصحي الجزئي حيث المحلات مفتوحة أمام الزبائن الذين يقصدونها ليل نهار دون ارتداء الكمامات غير مدركين بخطر الوباء الفتاك.هذا ما توقفت عنده «الشعب» بعين المكان وتعرض ادق التفاصيل.
كشفت جولات ميدانية قمنا بها عبر أحياء الناحية الشرقية للولاية عن إصرار مواطنين من مختلف الفئات العمرية على خرق الحجر المنزلي حيث يتوافدون بكثرة على محلات تجارية مفتوحة جزئيا دون كمامات ولا التزاما بتدابير الوقاية كالتباعد.
من جهتهم يستقبل التجار ازبائن في ظروف عادية لا تحمل في طياتها آية ملامح توحي بإحساس المواطنين بخطورة الوباء، بحيث يعمد العديد منهم الى التجمع هنا وهناك وحتى داخل المحلات دون مراعاة لإجراءات الوقاية للحد من انتشار الفيروس.
على صعيد آخر سجلنا بعين المكان مواصلة سائقي سيارات الأجرة عبر الخطوط الحضرية بكل من فوكة، بوسماعيل والقليعة نشاطهم خارج الأطر القانونية وذلك بحجب إشارة سيارة الأجرة امتثالا للتعليمات الواردة اليهم من السلطات العليا. غير أنّ نشاطهم لم يتوقف على أرض الواقع سوى فترة أسبوع فقط ليعودوا بعدها الى نقل زبائنهم في ظروف تثير الشكوك والتخوف من انتشار العدوى. يتكرر السيناريو بوجه آخر لدى مسيري المقاهي بالأحياء الشعبية الذين لم يوقفوا نشاطهم أصلا منذ فترة ما قبل رمضان في جانبه المتعلق بتحضير القهوة بحيث تتشكل طوابير عفوية أمامهم لاقتناء هذا المشروب الذي أدمن عليه عديد المواطنين وبالاخص المدخنين.
انها طوابير لفتت انتباه الفضوليين قبيل صلاة المغرب مباشرة طيلة شهر رمضان بالرغم من تزامن تلك الفترة مع توقيت الحجر الصحي، الأمر الذي يوحي بأنّ المواطن لم يعد يأبه بتاتا بالتداعيات السلبية للاحتكاك و التقارب ما بين الأفراد في عزّ أزمة كورونا.
حول عدم فاعلية در المجتمع المدني لضبط الامور و وضع حد لهذا التسيب، قال المنسق الولائي لتكتل التضامن والاغاثة عبد القادر عبد السلامين لـ»الشعب»، أنّ عمليات التحسيس والتوعية من قبل الجمعيات، لم ترفق باجراءات ردعية صارمة من طرف الجهات المعنية التي لم تتمكن من تغطية مختلف الأحياء في آن واحد.
واضاف عبد القادران ان ضعف التنسيق بين الجمعيات ساهم في بروز حالة تشنج و تهاون لدى المواطنين باعتبار العديد من أرباب العائلات المتضررة من الوباء حصلت على اعانات من جهات عديدة في حين لم تحصل أخرى سوى على اعانة واحدة، وطرح هذا الانشغال بقوة لدى عائلات العمال اليوميين الذين انقطعت مصادر ارزاقهم كعمال المقاهي و المطاعم و قطاع النقل.
و لكن بالرغم من ذلك، لا تزال جمعيات عديدة مجندة في الميدان منخرطة في الجهود الوطنية لمحاربة كورونا.وكثيرا ما كان تدخل هذه الجمعيات بغرص علاج اختلالات ونقائص مسجلة في الميدان مثلما حصل مؤخرا بعدّة مكاتب بريدية ومكتب بريد شرشال بالأخص حيث لوحظ تبادل الكمامات ما بين الأفراد للتمكن من الولوج الى داخل المكتب. حدث هذا رغم خطورة مثل هذه السلوك على صحة المواطنين باعتباره يساعد على تفشي الفيروس ونقل العدوى.لهذا تدخلت جمعيات لتوزيع الكمامات مجانا على المواطنين لحمايتهم من اي وباء محتمل.
مع ذلك ما زال عملا كبيرا ينتظر الجمعيات لاقناع المواطنين بالالتزام بالتدابير الاحترازية، وتجاوز الصورة السلبية التي تجعلهم يرتدون الكمامات ليس اقتناعا بأهميتها في الوقاية و لكن خوفا من دفع غرامة مليون سنتيم.