في جولة ميدانية قادت «الشعب» إلى بعض المداومات المنتشرة عبر أحياء بمدينة سطيف، في إطار الحملة الانتخابية لموعد رئاسيات الـ17 أفريل الجاري، لفت انتباهنا القطبية الواضحة في انتشار هذه المداومات، والتي تبين بشكل واضح أن المديريات المكلفة بالحملة الانتخابية للمترشحين الحرين عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس، هي الأكثر نشاطا والأكثر عزما على إقناع المواطنين ببرنامجي المترشحين المذكورين، وتتبعهم مديريات المترشحين الآخرين بنسب متفاوتة.
فإذا كانت صور المترشحين المشار إليهما هي الأولى التي عرفت التعليق في المساحات المخصصة لذلك، فإن المكلفين بالعملية يبدو أنهم تقيدوا تماما بالتنظيم المعمول به في مجال تعليق الصور، إذ لم يتم تسجيل أي تعليق للصور خارج أماكنها المخصصة لهذا الغرض من طرف السلطات المعنية، الأمر الذي جعل مسؤول اللجنة الولائية لمراقبة الانتخابات الرئاسية على مستوى ولاية سطيف موسى قسالي يؤكد أن الحملة الانتخابية بالولاية تسير لحد الآن في ظروف جيدة، مع عدم تسجيل خروقات فيها، كما أكد استعداد هيئته للتدخل الحازم حال تسجيل أي خروقات في العملية، وبشأن عدم تعليق بعض المترشحين لصورهم من طرف ممثليهم اعتبر أن الأمر يخصهم، ولا يعني اللجنة.
وقد غلبت الألوان الزرقاء في مواقع المداومات للمترشحين المذكورين، واللذين اختارت الجهات المكلفة لحملتهما اللون الأزرق، حيث تنتشر صور المترشحين بشكل كثيف، مع توفر للمطبوعات التي تشرح فقرات البرامج المعروضة على المواطن للاطلاع عليها، واختيار الأصلح لموعد 17 أفريل الجاري.
وداخل هذه المداومات أشخاص يحرصون على سماع الزوار لإفادتهم بالمعلومات المطلوبة، وقد استفسرنا بعض القائمين على هذه المناوبات، حول توقعاتهم بشأن المشاركة يوم التصويت، فعبروا عن تفاؤلهم الكبير بأن تكون النسبة مرتفعة، نظرا لأهمية الموعد واعتبروا أن سكان ولاية سطيف من أكثر الجزائريين التزاما بالمواعيد الانتخابية، وحول ظروف سير الحملة الانتخابية اعتبروا أنها تسير بوتيرة حسنة، دون تسجيل خروقات مع التزام ممثلي المترشحين بالقانون لحد الآن.
وعن البرنامج المعروض للمواطنين في هذا الموعد، أكدوا أن المطبوعات كفيلة بشرح البرنامج الذي دخل به كل من المترشح بوتفليقة أو بن فليس .
وبخصوص المترشح الأول، أكدوا أنهم يستظهرون للمواطنين الإنجازات الكبرى في العهدات الثلاث لتستكمل في العهدة الجديدة، خاصة المشاريع الكبرى والتي كان لولاية سطيف نصيب هام منها، والمترشح يولي أهمية كبيرة للولاية، وأن سكان سطيف يحبونه ولن يخذلوه يوم الاقتراع، معتبرين أن التصويت لصالح المترشح عبد العزيز بوتفليقة بولاية سطيف أمر مفروغ منه، متمنين أن تمر المناسبة في ظروف عادية للحفاظ على السلم الذي اجتهد مترشحهم في أحلاله.
أما ممثلو المترشح علي بن فليس، فإنهم أكدوا أن سكان سطيف يقدرون المترشح بن فليس الذي له ماض نظيف حسبهم، وأن هؤلاء الممثلين يجتهدون لإظهار النقاط الهامة حسبهم الواردة في البرنامج المعروض للمواطنين، والذي يرتكز حسبهم على إقامة دولة مؤسسات قوية، وسلطة قضائية مستقلة فعليا عن الجهاز التنفيذي، وتقوية التعددية السياسية وترقية الديمقراطية، وتحديث المؤسسات وبسط الشفافية التامة في تسيير الشأن العام.
وحسب ممثلي المترشحين الاثنين، سيكون التنافس بينهما يوم الاقتراع على أشده وتمنوا أن تسود الشفافية والنزاهة التامة لتكون للموعد الانتخابي المصداقية اللازمة، والتي تجنب البلاد اضطرابات لا يرغبها أي أحد محب لوطنه.