ترسيخ قيم التسامح والحفاظ على مكاسب الاستقرار
تنتظر فئة الشباب بولاية غرداية الكثير من موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ويرفعون مطالبَ ذات طابع اجتماعي يطمحون إلى تحقيقها، فتوفير مناصب شغل وتشجيع الاستثمار للنهوض بالمنطقة من أبرز اهتماماتهم. ورغم تأكيدهم على عودة الهدوء للولاية، إلا أنهم يتطلعون إلى تعميق الاستقرار وتوعية الشباب الذي يكتنز طاقات ومتشبع بالوطنية، والتكوين من أجل العمل والمساهمة في خلق الثروة. كل التفاصيل في هذا الاستطلاع الذي قامت به «الشعب» بعين المكان.
شباب غرداية، كغيره بباقي ولايات الوطن، يحمل بداخله حبّا للجزائر، وعلى وعي بأن التفاني في العمل والجدية عاملان جوهريان من أجل تحقيق النهوض تنمويا.
لكن هناك من ينتظر فرصته من خلال استفادة الولاية من مشاريع التنمية، فالمطالب الاجتماعية في الصدارة والتوجه نحو صناديق الاقتراع لتزكية الرئيس للمرحلة المقبلة يعد ضروريا بالنسبة إليهم، لأن الانتخاب واجب وطني، وأن قناعتهم بأن الانتخاب كوجه سليم للديمقراطية يمكن أن يكرس التغيير الهادئ وتتحقق التنمية التي يتطلع إليها الجميع.
فمن متليلي قالها بثقة ووعي، «رغم أنني بطال لكن أملي في الحصول على منصب شغل لا ينقطع، لأن الجزائر بلد كبير وثري والشعب على قدر عالٍ من الوعي»، هي عبارات أطلقها الشاب بلشتوي خالد، 23 سنة، ورغم تجرّعه مرارة البطالة، إلا أنه أكد انتظار فرصته ليقتحم سوق العمل ويكسب قوته بعرق جبينه ويساهم في بناء وطنه.
دعم الشباب وامتصاص البطالة
الانتخاب يعني للشاب خالد التغيير لوجه الجزائر اقتصاديا واجتماعيا على وجه الخصوص، وتجسيد الكثير من التنمية لخلق الثروة.
ودعا الرئيس المقبل، الذي سيزكيه الشعب الجزائري بقوة الصندوق ويتبنى برنامجه للمرحلة الأخرى، إلى دعم فئة الشباب في جميع المجالات.
وبخصوص الوضع في ولاية غرداية، قال إنه الهدوء عاد إليها وبشكل محسوس، متوقعا أن يتعمق الاستقرار شيئا فشيئا. وتحدث عن أهمية توعية الشباب من أجل العمل أو مواصلة تحصيلهم الدراسي أو التوجه نحو التكوين للتمرّن على حرفة معينة من أجل أن تنهض المنطقة من جديد.
ودافع حماني محمد الطاهر، 37 سنة، أستاذ تربية بدنية في الطور الثانوي، من متليلي، عن فئة شباب الجنوب، طالبا من الرئيس المقبل الذي سيزكيه الشعب، بالعناية خاصة بشباب الجنوب، كونه - كما أوضح - يعاني بطالة وبيروقراطية في ظل غياب استثمارات حقيقية تفتح له مناصب شغل لا يقصى أحد من أبناء الجنوب.
وتحدث عن النقص الفادح في أراضي البناء على مستوى ولاية غرداية، وأبدى أملا في استثمارات يمكن من خلالها تهيئة الأراضي وتنمية المنطقة بشكل يستجيب لحاجيات الجبهة الاجتماعية.
وكشف لنا أن اقتراب الانتخابات وانطلاق الحملة، زاد من استقرار الولاية، مبديا أمله في أن تضفي الانتخابات المزيد من الاستقرار النهائي على الولاية،التي كانت توصف بالمنطقة التي يتعايش فيها الجميع بسلم وتفاهم، والقضاء على مشكل نقص العقار وتوسيع مساحة الاستثمارات وإقامة الحدائق العمومية والمسابح ومعالجة مشكل نقص المياه.
ودعا محمد بوكروشة، خريج كلية الحقوق، الرئيس المقبل، لتطبيق برنامج على أرض الواقع، والاهتمام بالشباب خريجي الجامعات الذين، بحسب تأكيده، يحالون من مقاعد الجامعة إلى مقاعد البطالة داخل بيوتهم.
نفس الاهتمام قاسمه فيه عبد الرزاق فنيش، يحضر ماجستير في الهندسة الميكانيكية، من أجل الالتفات نحو الشباب الذي يحمل طاقات، وتهميشه يعني حرمان مسار التنمية من طاقات إنتاجية وملكة ابتكار، الوطن في حاجة ماسة إليها. ولم يخف أنه بفضل حنكة وتبصّر العقال من شيوخ جميع مناطق غرداية، عاد الاستقرار المنشود ونتمنّى أن يستتب بشكل نهائي.
وقال غريب محمد، 28 سنة، حارس، إن الانتخابات من شأنها المساهمة في تحسين وضعية المنطقة، فمن المفروض أن الرئيس الذي سيختاره الشعب سيقف على كل النقائص لاستدراكها، كون بناء الدول يحتاج إلى وقت، وبالتقويم يمكن استكمال كل النقائص، بحسب تأكيده، مضيفا أن المنطقة بحاجة إلى مشاريع.
وحول سؤال يتعلق بالوضع في المنطقة، تحدث عن استتاب الأمن والسكينة وتمنى أن يتكرس ذلك بشكل نهائي، خاصة بعد اختيار الشعب لأحسن مرشح وأحسن برنامج، لأن، بحسبه، التنمية تساهم في إنهاء أي مظاهر للبطالة.
وينتظر قدور عبد القادر، 35 سنة، فرصته من أجل الظفر بمنصب شغل والاستقرار. وأرجع بطالته إلى كون مستواه الدراسي متواضعاً، إلا أنه ينتظر من الرئيس الذي سيصوت عليه الشعب الجزائري، أن يحل مشكل التشغيل والسكن كأولوية في مخطط عمله للخمس سنوات المقبلة.
رفع وتيرة التشغيل وتوفير السكن
وتنتظر كل من بلخديم فيروز، 19 سنة، وبلخديم ابتسام، طالبتين جامعيتين، أن يبقى الوضع مستقرا وإرساء العدالة الاجتماعية ومبدإ تكافؤ الفرص في التشغيل والسكن، خاصة الفئة المتخرجة من الجامعات أو تلك التي استفادت من تكوين في معاهد ومراكز التكوين المهني.
وبدوره أثنى عمر بن جودة، على عودة الطمأنينة إلى غرداية، منتظرا من الرئيس المقبل الكثير من العدالة وتوفير مناصب الشغل وتكريس الشفافية ومبدإ تكافؤ الفرص لتتحقق العدالة الاجتماعية.
ومن بونورة، لم يخف سعيد حمو، 20 سنة، انشغاله بأن يكون الاستقرار جزئيا وتمنى لو يكون نهائيا، مشيرا إلى أن المنطقة تحتاج من الرئيس الذي ينتخبه الشعب الكثير من الاهتمام.
من جهتهما يرى كل من صالح محفوظ، 32 سنة، نجار، ومصطفى داودي، 20 سنة، أن التنمية هي التي تجلب الاستقرار وتمحو كل مظاهر الحاجة والحرمان ولن يتم ذلك إلا بسواعد جميع الجزائريين في معركة تنموية جدية يشارك فيها الجميع دون إقصاء أو تهميش حتى تختفي البيروقراطية.
يذكر، أن المنطقة ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها، لم تفقد قيمها الأصيلة من تسامح وتعايش، الذي لمسناه في حديث وسلوك سكان غرداية بجميع شرائحهم وفئاتهم، وتعد غرداية المنطقة الواعدة في المرحلة القادمة بفضل شساعة أراضيها ومواردها البشرية التي تعد مقوما لأي تنمية مستدامة وإرادة شبابها ووعيهم وتطلعهم لاستثمارات واسعة ومعمقة.