أكـــثر مــن 27 مشـــاركا مـــن 11 دولــــة
أكّد مدير الدراسات المستقبلية والاستثمار بالمديرية العامة للصيد البحري وتربية المائيات، إبراهيم رودان، أنّ الصيد البحري وتربية المائيات من القطاعات الإستراتيجية الهامة التي تعوّل عليها الدولة في سياسة تنويع مصادر الدخل ورفع معدلات النمو الاقتصادي بشكل عام، منوّها بمساعي الوصاية وجهودها المستميتة لتطوير القطاع وتوطيد مكانته، نظرا لدوره الريادي في الديناميكيّة الاقتصاديّة الحاليّة، والمستقبليّة.
كشف رودان في تصريح لـ «الشعب»، يوما قبيل افتتاح الصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات بوهران، أنّ قيمة الصادرات الجزائرية من منتجات الصيد البحري، تتراوح حاليا بين 2000 إلى 3000 طن من الأسماك ذات الجودة العالية، بقيمة تفوق 8 مليون دولار في السنة، يضيف المصدر ذاته، مشيدا بالأداء الإيجابي للقطاع، رغم الكميات القليلة التي تنتج في البحر، والتي لا تتعدى 100 ألف طن».
5 كلغ للفرد سنويا من السّمك في الجزائر ومساع لرفع النّسبة
تطرّق محدثّنا في هذا الصدد إلى المناصب الهامة التي يوفّرها القطاع وكل الأنشطة المتصلة به، حيث يشغّل حاليا زهاء 100 ألف منصب شغل، بعد أن كان العدد لا يتعدى 25 ألف منصب في سنة 1999، كما أشار إلى دوره في تثبيت السكان بالمناطق المعزولة، ناهيك عن تمويل المجتمع بالبروتينات الغذائية ذات القيمة العالية، فيما لا يتعدى استهلاك الفرد سنويا من السمك في الجزائر 5 كلغ، وسط مساعي لرفع هذه النسبة، وفق نفس المصدر.
وتنطلق اليوم بقصر المؤتمرات محمد بن احمد بعاصمة الغرب الجزائري، وهران، فعاليات الطبعة الثامنة للصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات٢٠١٩ SIPA ، والتي تأتي هذه السنة تحت شعار «الصيد البحري وتربية المائيات، محرّك التنمية المستدامة للاقتصاد الأزرق بالجزائر»، وذلك بمشاركة زهاء 27 عارضا من 11 دولة، على رأسها إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، اليونان، الصين، تركيا ومصر.
وأكّد إبراهيم رودان، باعتباره رئيس اللجنة التنظيمية للصالون على أهمية هذه التظاهرة المتخصصة في إعطاء دفع قوي للاستثمار في مجال الصيد البحري وتربية المائيات، وكذا تعزيز الشركات بين المستثمرين الجزائريين والأجانب، كما تقوم بتوفير فرص للتطوير المستمر، وتبادل الخبرات والتجارب بين المختصّين والخبراء، مبرزا في الوقت نفسه أهمية تعزيز دور البحث العلمي والابتكار في مرافقة النشاطات البحرية.
اجتماع إقليمي لأوّل مرّة بالجزائر
في هذا الصدد، أشار محدّثنا إلى الاجتماع الإقليمي المزمع انعقاده بعد غد الخميس على هامش فعاليات الصالون حول «دراسة سلسلة القيمة لبعض منتجات تربية المائيات البحرية في البحر المتوسط والبحر الأسود»، وذلك تحت إشراف الهيئة العامة لمصائد أسماك البحر الأبيض المتوسط CGPM، واللجنة العلمية والاستشارية لتربية المائيات CAQ.
أوضح رودان، أنّ هذا اللّقاء الرسمي الذي يعقد لأول مرة بالجزائر، سيعرف مشاركة 10 دول من بينهم الجزائر، يعرضون تجاربهم في مختلف المجالات والأنشطة المرتبطة بقطاع تربية المائيات، بما فيها الاستزراع وتفريخ الأسماك وتثمين المنتجات مرورا بتصنيع الأغذية والأعلاف، وغيرها من المعطيات التي ستناقشها الورشة.
وتوقّع محّدثنا أن يخرج الملتقى بمجموعة من التوصيات والقرارات الهامة، التي ستعمّم على مستوى البحر الأبيض المتوسط وبعض الدول المشاركة، كما لفت إلى أهميته البالغة في نقل الخبرات والتجارب الناجحة في المجال، بهدف تنمية قطاع تربية المائيات كخيار استراتيجي من أجل مضاعفة الإنتاج الحالي من المنتجات البحرية التي تعرف محدودية على مستوى البحر الأبيض المتوسط.
التّجربة المصرية لتطوير تربية المائيات بالمياه العذبة
وستكون مصر، ضيف شرف الطبعة الثامنة للصالون الدولي (سيبا 2019)، بهدف إعطاء دفع جديد لتربية المائيات في الجزائر، ولاسيما بالمياه العذبة والمناطق الداخلية والصحراوية، وسيتم على ضوء ذلك توقيع اتفاق شراكة بينها وبين الجزائر، بهدف تنمية تربية أسماك البلطي النيلي.
وأوضح أنّ هذه الشراكة سيتم تجسيدها من خلال مزرعة لتربية هذا النوع من السمك بولاية بشار، حيث سيساهم الطرف المصري في تسيير المزرعة وتوفير التقنيين ويرقات سمك البلطي النيلي والتغذية الخاصة بهذا النوع من الكائنات التي تعيش في الأنهار، حسبما علم لدى نفس المسؤول الذي أشار إلى أنّ «مصر تعتبر من الدول الرائدة في مجال تربية المائيات بالمياه العذبة، بإنتاج يناهز 1 مليون و400 ألف طن، في السنة، أغلبها من السمك البلطي».
الجزائر تنجح في تجسيد 60 مشروعا لتربية المائيات وتطلق 60 آخر
وكشف رودان عن 75 مشروعا استثماريا في مجال تربية المائيات، تمّ تجسيده عبر عديد ولايات الوطن، بقدرة إنتاجية تفوق 30 ألف طن، مع تسجيل 60 مشروعا قيد الانجاز، من المزمع أن يدخل الاستغلال السنة المقبلة 2020، بالإضافة إلى إحصاء أكثر من 600 طلب جديد للاستثمار في مجال تربية المائيات على مستوى البحر أو على مستوى المياه العذبة، منوّها في هذا الصدد إلى دور هذه التظاهرة الاقتصادية في جذب المستثمرين الجزائريين، وذلك في إطار مساعي الحكومة لتنويع الاقتصاد وتشجيع القطاعات المنتجة.
نحو تجسيد الإستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق آفاق 2030
وتأتي هذه التظاهرة المتخصّصة، كما سبق وأن أشرنا، تحت شعار «الصّيد وتربية المائيات..محرّك التنمية المستدامة للاقتصاد الأزرق»، حيث سيتم تنظيم ورشتين في الاقتصاد الأزرق، الأولى عبارة عن لقاء جهوي لولايات الغرب للتشاور حول «الإستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق»، يليها لقاء حول مبادرة التنمية المستدامة للاقتصاد الأزرق بغرب المتوسط، وذلك بمشاركة مختصّين وباحثين وخبراء أجانب، بهدف تجسيد مشاريع على مستوى منطقة غرب المتوسط التي تشمل 05 دول في الضفة الشمالية و05 دول في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
وستحتضن وهران اللّقاء الجهوي لولايات الغرب حول «تجسيد الإستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق»، الموسوم بـ «تحدّ للحاضر والمستقبل»، خلال اليوم الثاني من الصالون، تحت إشراف خبراء من الإتحاد الأوروبي ومشاركة مهنيين وجمعيات ومتخلين ومختلف القطاعات التابعة لولايات الغرب الجزائري الساحلية، وذلك تحضيرا للقاء الوطني.
أوضح مدير الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية وهران، محمد بن قرينة، أنّ هذا اللقاء يندرج في إطار الإستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق آفاق 2030، والتي تسعى إلى العمل على تجسيد أهم المقترحات والتوصيات التي طرحتها المدن الساحلية بالجزائر عبر الورشات الجهوية المنعقدة سابقا بالجزائر العاصمة وعنابة وكذا وهران.
ومن أهم التوصيات التي اقترحتها ولاية وهران ممثلة في المديرية الوصية، التركيز على إنجاز الأرصفة الاصطناعية بنوعيها المصمّمة للحماية والإنتاج، وكذا التعاون المثمر بين مختلف القطاعات التي لها علاقة بالبحر، على غرار السياحة والنقل والبيئة والموارد المائية وحتى وزارة الطاقة، وفقا لحتمية استغلال البحر استغلال عقلاني لضمان الاستخدام المستدام طويل المدى للمحيطات والموارد البحرية.
تطوير سبل التّعاون الاقتصادي المستدام بين «سوناطراك» ومستخدمي الفضاء البحري
وعلى ضوء ذلك، برمج الصالون ضمن أنشطته ورشة عمل حول «كيفية تطوير سبل التعاون الاقتصادي المستدام بين شركة «سوناطراك» ومختلف مستخدمي الفضاء البحري، وخاصة الصيادين ومربّي الأحياء المائية، تحت إشراف المؤسسة الوطنية للمحروقات «سوناطراك»، من أجل تكثيف التعاون والتشاور بين الطرفين.
ويكمن الهدف الأساسي من الورشة، حسب بن قرينة، في «ضمان الاستغلال البشرى العقلانى للبيئة البحرية بطريقة تحقق أعلى درجات الاستفادة منها للأجيال الحالية والمستقبلية»، سيما وأنّ «سوناطراك» تسعى لتطوير طرق وأساليب البحث والتنقيب عن النفط في عرض البحر، ناهيك عن نقل المنتجات النفطية وغيرها من المواد الخطرة والضارة التي تعد من أكبر التهديدات التي تواجه البيئة البحرية وثرواتها.
وأشار في هذا الصدد إلى «دور وأهمية البحث والابتكار في التنمية المستدامة للصيد البحري وتربية المائية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة»، وهو عنوان الورشة المزمع تنظيمها يوم الجمعة 8 نوفمبر في إطار نفس التظاهرة، وذلك بمشاركة كوكبة من الباحثين والمختصين وممثلين عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبعض المؤسسات البحثية بالجزائر، كما سيتم عرض مشاريع قابلة للتمويل والتجسيد في الميدان للشباب المبتكر، بهدف تشجيع المبدعين والباحثين.
واعتبر محدثونا، أنّ الصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات، المنظم منذ سنة 2003، حدثا اقتصاديا مهما على الصعيدين الوطني والدولي، بالنظر إلى أهمية المشاركين والورشات واللقاءات والمحاضرات المبرمجة، ومنها محاضرة حول برنامج 181 خط طول للحفاظ على أسماك القرش الأبيض المتوسط، بالموازاة مع إطلاق برنامج التوعية المشترك مع المديرية العامة للصيد البحري وتربية المائيات( شبكة بروبيوم)، وكذا ورشة عمل تحسيسية حول دلائل الممارسات الحسنة(الأربعة عشر) في مجال الصيد البحري وتربية المائيات، بالإضافة إلى ورشة عمل حول تصنيف جزيرة «بالوما»، كمحمية ودورها في الحفاظ والاستغلال المستدام لهذه المنطقة، وذلك بتأطير من جمعية «بربروس» البحرية، الكائن مقرها بوهران، وغيرها من المواضيع الراهن.
جدير بالذكر، أنّ وزير الفلاحة والتنمية الريفية، سيقوم اليوم وغدا بزيارة عمل للولاية، بحضور وزير الشباب والرياضة خلال اليوم الأول منها، يشرف خلالها على افتتاح الطبعة الثامنة للصالون الدولي للصيد البحري وتربية المائيات، بالإضافة إلى تفقّد عدد من مشاريع قطاع الفلاحة والصيد البحري، وإعطاء إشارة انطلاق عملية تشجير على مستوى الهياكل الرياضية بالولاية.