«الشعب» تستطلع أسواق الماشية بالمسيلة وعين تموشنت

السماسرة يحكمون سيطرتهم.. ويلهبون الأسعار قبل عيد الأضحى

المسـيلة: عامر ناجح

قامت ''الشعب'' بجولة استطلاعية لأسواق المواشي بعين تموشنت والمسيلة كنماذج للوقوف وراء أسباب غلاء أضاحي العيد والمشاكل التي تتهدد هذه المهن، وتحدثت الجريدة مع العارفين بأوضاع أسواق المواشي والذين أكدوا أن التهاب الأسعار ستفوق الخمسين بالمائة مقارنة بالسنة الماضية وقد ارجعوا هذا الارتفاع إلى العديد من العوامل وعلى رأسها عدم توفر الكلأ وهذا راجع إلى موجة الجفاف التي مست الى الولاية بالإضافة إلى الغلاء الفاحش لأسعار الأعلاف الذي أرهق كاهل الفلاح الذي تخلى عن تربية الأغنام وهذا ما أدى إلى ندرة حادة في رؤوس الأغنام بالمنطقة وبحكم أن الأسواق تخضع لقانون العرض والطلب، فإن العرض قليل جدا مقارنة بالطلب ووفق معادلة العرض والطلب فإن الارتفاع واجب الحدوث.

على غير المعتاد اتجه العديد من مواطني ولاية المسيلة قبل أيام من العيد الأضحى المبارك إلى العديد من الأسواق الأسبوعية ليتطلعوا على أسعار المواشي التي أدهشتهم إلى حد كبير لم يهضموا من خلاله هذا الارتفاع الذي بدا لهم غير حقيقي وانه مرتبط بموجة ارتفاع أضاحي العيد،  ولكن برر العديد من الموالين هذا الارتفاع غير المستقر وأن أسعار الأضاحي ستعرف ارتفاعا أكثر من هذا وأرجعوا ذلك إلى العديد من الأسباب الطبيعية وكذا البشرية التي على رأسها عزوف العديد من المربين عن مهنة تربية الأغنام للعديد من الأسباب.

تربية الأغنام في تراجع
بسبب التكاليف

برر العديد من مربي الأغنام بولاية المسيلة وخاصة بمنطقة أولاد عبد الله التي تشتهر بتربية المواشي بشتى أنواعها  الارتفاع الكبير الذي شهدته المواشي هذه السنة إلى  الارتفاع الفاحش لأسعار الأعلاف بشتى أنواعها وفي مقدمتها الشعير الذي بلغ مستويات من الغلاء الكبير.  حيث بلغ سعر القنطار الواحد من الشعير الموجه للعلف بـ ٢٥٠٠ دينار جزائري وفي حين بلغت أسعار النخالة بـ ٢٠٠٠ دينار جزائري وأسعار التبن بـ ٥٠٠ دينار جزائري وقد أرجع ذات المربون هذا الارتفاع في الأعلاف إلى موجة الجفاف التي ضربت الولاية منذ أكثر من سنة.
حيث كان مربو المواشي يعتمدون وبشكل كبير على ما تجود به الأراضي من كلأ وعشب ولأن هذه السنة عاشت المنطقة موجة جفاف كبيرة حالت دون أن تنبت الأرض  لا بزرع ولا كلأ وهذا ما  أدى إلى زيادة الطلب على الأعلاف من قبل المربين مما يؤدي بالضرورة إلى ارتفاعها، فيما صرح أحد مربي المواشي سابقا انه تخلى عن هذه المهنة وانتقل إلى ممارسة التجارة لعدم توفر المستلزمات التي تساعد على تربية المواشي وخاصة المياه التي تكاد تكون منعدمة وهذا على الرغم من الإعانات التي يتلقاه الفلاحون والمربون من قبل السلطات الفلاحية.

كبش أولاد عبد الله الأكثر طلبا

ومن خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى السوق الأسبوعي (السويد) الذي يكون كل يوم خميس، هذا السوق المتواجد حوالي ٣٠كلم غرب عاصمة الحضنة المسيلة ببلدية أولاد ماضي والتي تشتهر بتربية المواشي والأبقار وعند استجوابنا للعديد من الموالين والمربين،  وبعد الاطلاع على أسعار الكباش من الحجم المتوسط والتي بلغ سعرها ما بين ٤٠٠٠٠ دينار جزائري و٤٥٠٠٠ دينار جزائري وأما الكباش ذات الحجم الكبير، فقد بلغ سعرها أكثر من ٠٠٠٠ ٦ دينار جزائري، فيما بلغ سعر الخرفان المتوسطة الحجم وذوات القرون أكثر من ٥٠٠٠٠ دينار جزائري. ولكن ما شدّنا خلال الجولة هو حديث التجار والموالين عن كبش أولاد عبد الله الذي تزايد الإقبال عليه بشكل كبير نظرا لخصاله الجيدة فيما يخص نوعية لحمه الجيدة والتي غالبا ما تخلو من الدسم، وقد أرجع التجار هذا  لأعلافه الطبيعية وكذا  الأعشاب الطبية كالشيح والعرعار. حيث قال الحاج عمارة وهو أحد المربين أن جودة لحوم كباش المنطقة لا تضاهيها في أي منطقة كانت وكما أرجع أسباب ارتفاع أسعارها إلى عمليات البيع التي تتم بين العديد من التجار وكذا عمليات إقبال العديد من تجار الولايات الأخرى لشراء مواشي المنطقة وقيام العديد منها بتهريبها خارج تراب الوطن، وما شد انتباهنا دخول ووجود نوعية من النعاج التي تتميز بلون رأسها الأحمر والتي تعود إلى الأصل المغربي والتي تدخل التراب الجزائر وتباع ببعض الولايات وخاصة ولاية البيض، حيث تتميز هذه النوعية بقصر قامتها وبخس ثمنها الذي لا يتجاوز ثمانية عشر ألف دينار جزائري بينما تجاوزت الشاة  ذات الأصول الجزائرية الثلاثة مليون سنتيم وأكثر بكثير.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024