أطباء يطالبون بشبكة تنظيمية بديلة، الصحة الجوارية قاعدتها
تعميم التكوين لتحسين الخدمة والتكفل بالمرضى في كل المواقع
الاستعجالات أوبوابة المصالح الاستشفائية، تعاني ضغطا لا يحتمل ازداد في وقت يمكن للعيادات القيام بعلاج الكثير من الأمراض حددها بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء بـ 70٪. الاكتظاظ وضعية تعرفها هذه المصالح منذ سنوات عدة، بل أصبحت أكثر تعقيدا، بسبب انعدام التنسيق بين المؤسسات الاستشفائية الذي يحول دون تقديم خدمات صحية مثلى للمرضى، وقد رصدت «الشعب» من خلال هذا الاستطلاع أراء مديرين وأطباء عاملين بهذه المصالح لمعرفة الأسباب ومكمن الخلل في هذه الوضعية الصعبة التي تعاني منها هذه المصالح وانعكاسها على المرضى. التفاصيل في هذا الاستطلاع الذي قامت به «الشعب».
أرجع المشاركون في الملتقى الأخير حول «تنظيم المصالح الطبية الاستعجالية بالعاصمة» الاكتظاظ الذي تعرفه الاستعجالات في المستشفيات إلى المؤسسات العمومية للصحة الجوارية، التي لا تقوم بدورها في تقديم الخدمات الصحية، والتكفل بالحالات الاستعجالية التي لا تتطلب الذهاب إلى المستشفى . وتوصلوا إلى أنه بالرغم من تسخير كافة الإمكانيات المادية والموارد البشرية اللازمة غير أن الضغط الذي تعرفه الاستعجالات، يتطلب إعادة النظر في سير وعمل هذه المصالح، عبر إعداد «شبكة تنظيمية تكون نموذجا ومرجعا لباقي الولايات..
د.علاّم مديرة مؤسسة الصحة الجوارية لزرالدة:
10 من أصل 150 حالة تحتاج إلى التكفل بالاستعجالات
حول الموضوع أفادت الدكتور نادية علاّم مديرة مؤسسة الصحة الجوارية لزرالدة، في تصريح لـ»الشعب» أن المؤسسة الصحية التي تسيرها تستقبل 150 مريض يوميا، مؤكدة أن هناك عملية «انتقاء للحالات» التي ترد إليها، يقوم بها الأطباء الذين يضمنون خدمات الاستعجالات، مبرزة أنه من 5 إلى 10 حالات فقط تحتاج التكفل الاستعجالي على مستوى المستشفيات.
قالت المتحدثة إن مؤسسة الصحة الجوارية لزرالدة تقوم بعملية «انتقاء» للحالات التي تتطلب تكفلا أفضل في مصالح الاستعجالات الطبية على مستوى المستشفيات، وتتمثل هذه الحالات في نوبات الربو الحادة، التي لا تتوفر هذه المؤسسة الصحية على الوسائل اللازمة للتخفيف عن المريض، بالإضافة إلى الذبحة الصدرية، وكذا بعض الحالات للأطفال حديثي الولادة.
د. نايلي طبيبة باستعجالات مستشفى باشا:
50 حالة ترد إلى المصلحة 2 فقط منها تحتاج إلى تكفل دقيق
أما الدكتورة فَوزية نايلي طبيبة عامة باستعجالات مستشفى مصطفى باشا الجامعي، فقد أرجعت سبب الاكتظاظ والضغط الذي تعاني منه المصلحة التي تعمل بها إلى الموقع الجغرافي المركزي لهذا المستشفى، وسهولة الوصول إليه من مختلف جهات الولاية والولايات الأخرى، بالإضافة إلى تواجد كل التخصصات، وكذا الخدمات الصحية التي يقدمها الأطباء الجيدة، ما يجعل المرضى يثقون أكثر بالتكفل الطبي الذي تقدمه الاستعجالات بهذا المستشفى.
وهناك سبب آخر حسب المتحدثة، أدى إلى حالة الضغط التي تعاني منها مصلحة الاستعجالات بهذا المستشفى الجامعي، يتمثل في غياب ثقافة العلاج في المؤسسات العمومية الجوارية، بالرغم من أن الأطباء العاملين في هذه الأخيرة لديهم مستوى وتكوين طبي عالي، وهذا ما يعاكس ما يطالب به البعض من القطاع، الذين يرون أن التكوين ضروري في كل التخصصات، لأن الصحة العمومية تتطور بالتخصص الدقيق، كما أشارت إلى أهمية تحسيس المواطن بأهمية اللجوء إلى المؤسسات الصحية الجوارية.
وذكرت الدكتورة نايلي أن استعجالات مصطفى باشا تستقبل 50 حالة في الساعة، 2 فقط منها تحتاج إلى التكفل الطبي الدقيق والمتابعة، وبقية الحالات يمكن التكفل بها في المؤسسات العمومية للصحة الجوارية، التي يتعين عليها ضمان خدمات صحية على مدى 24 ساعة.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إطلاق مشروع لإعادة تنظيم مصالح الاستعجالات على مستوى المؤسسات الاستشفائية، بما يتناسب مع مضمون قانون الصحة الجديد، الذي يهدف إلى تحسين التكفل بالمرضى وتخفيف الضغط عن هذه المصالح.
دورات تكوينية للأطباء العامين
كما تعكف حاليا مديرية التكوين بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات على تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأطباء العامين في مختلف المصالح الاستعجالية، لضمان تحسين الخدمات الصحية للمرضى.
ويذكر أن الدولة قد خصصت إمكانيات معتبرة، لإعادة تأهيل الاستعجالات الطبية، من بينها فتح مناصب مالية إضافية خاصة بالأطباء العامين، مع منحهم تكوينا إضافيا لتحسين مهاراتهم في مجال الاستعجالات الطبية.